مرتزقة الأنظمة الديكتاتورية
يصاب المواطن الأردني بل والعربي أحيانا بحالة من الذهول والدهشة لمن يسوقون أنفسهم على الساحة المحلية بأنهم أنصار حقوق الإنسان ومحاربة سياسة القمع وتدعيم الوحدة الوطنية مطالبين الحكومة احترام قواعد اللعبة الديمقراطية .
وأمثال هؤلاء الأشخاص سرعان ما يركبون الموجة في حراك دوار الداخلية وساحة النخيل ويتسابقون على الفضائيات العربية في نشر غسيل البلد وكأننا ومن خلال تصريحاتهم الإعلامية نعيش حالة الدولة الهتلرية والبسماركية في التعامل مع المسيرات السلمية.
وألان عندما قال الشعب السوري الذي عاش سنوات مضنية من سياسة تكميم الأفواه وتحكم العقلية الأمنية بسير مجريات الإحداث كافة كلمته في نظام الحكم وقف هؤلاء المرتزقة في خندق الدفاع عن النظام السوري بحجة انه يمثل حالة الممانعة العربية ويقف سدا منيعا في وجه ترويج السياسات الأمريكية في المنطقة وبالأخص عملية السلام مع الكيان الصهيوني ويدعم خيار المقاومة المتمثلة بحزب الله في جنوب لبنان .
على أية حال هذه الفئة التي تساند النظام السوري سمعنا لهم تصريحات عبر وسائل الإعلام المختلفة والمهرجانات الخطابية تأييدها للحراك الشعبي في اليمن ومصر وتونس وحيوا الثائرين الذين انتصروا على طواغيت الأمة لكن رؤيتهم للنظام السوري كانت مغايرة رغم تشابه الظروف والإحداث ويا ترى ما السبب والدافع وراء التحولات في الموقف ؟
المعطيات لغاية ألان تقول أن آلة النظام القمعية سفكت الآلاف من دماء السورين الزكية ونظام الأسد الأب قتل المئات بل الآلاف من الحركة الإسلامية في حماه والجولان الأسير في قبضة الاحتلال يناجي النظام ليلا نهارا وأسداه وليس من مجيب.
السبب وحسب قناعاتي يعود إلى منظومة المصالح والأعطيات وشراء الذمم بينما مشاعر ودماء الشعوب هي أخر خياراتهم ومن هنا فان الشعوب العربية مطالبة بمزيد من الوعي لمثل هذه العينات التي تتلون وتعرف من أين تؤكل الكتف مقابل حفنة من الدولارات وبراميل النفط على أساس قاعدة عيش ما هو كلوا فساد بفساد.