العربية من الربيع إلى ...
أمهات الشهداء في ميدان التحرير انتخبت ، والتونسيات يعشن هاجس فقدان حقوق مكتسبة ، أما الليبيات فترقبهن لمستقبل مجهول ، خصوصاً بعد اقرار تعدد الزوجات ، وتتساءل الكويتيات عن مصير حقوقهن المكتسبة ، أما اللبنانيات يطالبن بحقوق يعتبرنها بديهية لحق الجنسية لأبنائهن ، والسعوديات يتحسسن الطريق نحو نيل حقوقهن ، والعراقيات يشعرن بقلق تجاه وضعهن في ظل دستور يرسخ الطائفية ...ولائحة الهموم تطول بالمرأة العربية وإن تعددت جنسيتها ، حيث تحاول كل العربيات في بلدانهن برسم خريطة للإنتقال من ربيع دامي الى صيف مثمر ، فالعربية وبشهادة كل وسائل الإعلام المتعدده لعبت دوراً نضالياً وبطولياً بارزاً وواضحاً ومناصفة مع الرجل ، في الربيع العربي الأخير وما سبقه من نضالات الشعوب ، وهذا يؤكده التاريخ القديم والحديث عن دورها في ارجاء الوطن وفي ثورات التغيير
الكبرى ، وتقبل الآخر لها ، ودعم القوى السياسية التي توشك على تسلم مقاليد الأمور، الا أن الواقع يظهر بوضوح أنها ستكون أول من يتم إقصاءها بعد إنتهاء الثورات ...
لو عدنا الى الدساتير العربية بما فيها الدستور الأردني فإنها تحوي نصوصاً رائعة في شأن الحقوق والحماية والمساواه ، الا أنها تتحطم تماماً على أرض الواقع ...كأي إمرأة عربية اشعر بالقلق من نتائج الانتخابات في دول الربيع على وضع المرأة ، الا في حالة واحده وهي تضمين الدساتير الجديده والمعدلة حتى لا ينفرد تيار ما ، أو أصحاب أيدلوجية بتفسير الحقوق وفق مفاهيمهم الخاصه ، حتى لا تجد المرأة نفسها ومعها الكثير من الحقوق المدنية في خطر أو أمامها خطوط حمراء تلغي كافة المكتسبات الحقوقية لها ، وما عليها الا إطباق فمها كي لا تتهم بأنها إنسانة خارجة عن الدين .
في هذا الشتاء الذي يبدو قارص البرودة ، وجاف جداً دون نزول الأمطار نتمنى نحن النساء العربيات إينما وجدن أن لا نعود الى الوراء ، ونرى أن المناصب القيادية أصبحت حكراً على الرجال وخاضعه للتوازنات السياسية الحزبية ، والاتفاقيات العربية والدولية والقوانين التي تدعم جقوق النساء أصبحت حبراً على ورق ، ويتناسب الجميع الحركات النسائية العريقة والقديمة قدم التاريخ ...نترقب صيفاً ساخناً لجميع النساء المناضلات المطالبات بحقوقهن أن لا تسلب حقوقهن المكتسبة وأن لا تغتصب وأن يكون التغيير والتحديث والتحويل في مناطق الصراعات والثورات أن يحصلن على المزيد وإلا سيجدن أنفسهن مضطرات للانتظار لربيع آخر ربما لا يأتي !!