يا جلالة الملك حذاري من بطانة السوء
من يتابع المعطيات ويمعن النظر بما تشهده الساحة الأردنية يرى التحول الكبير الذي أصاب النخبة الحاكمة ومدى تمترسها وتخندقها وراء الكراسي والمناصب وكأنها فصلت لهم حتى يأخذ الله أمانته .
الكثير مما يحدث ألان والتسريبات التي تصل يوميا إلى وسائل الإعلام غالبا ما تخرج من الصالونات السياسية والتي هي بالعادة تضم مجموعة من كبار رجالات الدولة الذين تجمعهم روابط معينة إضافة إلى أعوانهم من بعض الجسم الصحفي .
تدمير أو حرق أية شخصية أو تعطيل القرارات التي لا تخدم مصالحهم لا يكلف مثل هؤلاء الأشخاص العناء الكبير سوى إعداد خطة مبرمجة لحرق الحكومة شعبيا عن طريق مكانتهم الإعلامية الجاهزة لبث جرعة من السموم والشائعات وتلويث عقول العامة التي أصيبت بالغثيان نتيجة الكم الهائل من المعلومات بغض النظر عن مدى مصداقيتها .
فعلى سبيل المثال من اخبر الشارع والإعلام بان الديوان الملكي يضم دائرة أراضي متخصصة لتسجيل أراضي الدولة لصالح القصر ومن اثبت أن المجلس النيابي قبل الحالي بأنه مجلس محمد الذهبي ومن قال أن انتخابات المجلس الحالي مزورة ومن قال أن ميناء العقبة تم بيعه ومن اطلع الشعب والإعلام أن المدينة الطبية ستباع وان القيادة العامة أيضا في طريقها للبيع على غرار العبد لي والزرقاء ومن هرب معلومة أن أقاله محافظ البنك المركزي يعود لخلاف مع شخصية متنفذه في القصر .
الإجابة على هذا التساؤل اعتقد أنها موجودة لدى رجال الدولة الذين إن شعروا بدنو اجلهم وخلعهم عن الكراسي يبدأون بإخراج الملفات نكاية بالدولة متناسين أنهم كانوا جزء من اللعبة السياسية في البلاد
حتى أن جزء من حراك الشارع وبعض حركات استعراض العضلات تغذيه مجموعات كانت تتمتع بخيرات وسيارات البلد ولو عرفتم من هم قد تصابوا بنوبة قلبية حادة من شدة إتقانهم دور تمثيل الانتحاري الأول للدفاع عن الأردن.
ياجلالة الملك إن المتاجرة بالشعب الذي يكن لك الوفاء والإخلاص هي الحلقة الأسمى فكم هو شيء نبيل عندما تستمع إلى عجوز طاعنة في السن والبراءة ترتسم على وجنتيها وهي تتوجه إلى الله بالدعاء أن يحفظ الله الوطن والملك بعدما حصلت على مأوى من إسكان الأسر العفيفة بينما من امضوا حياتهم يحلبون الدولة هم أول من يهربوا إلى الخارج ويسحبون أموالهم ويدمرون اقتصاد البلاد عند مصالحهم
وكم يفرح الشعب عندما يسمع أن الملك بمارس دور الرقيب المتخفي في متابعة قضايا وهموم الشعب بدل الارتكاز على مقولة كل شي تمام وكم يفرح المواطن وهو يشاهد الملك يتناول وجبة الغذاء في احد مطاعم جبل عمان .
نريد العودة إلى الخطوة التي سنها جلالتكم قبل أعوام عندما جمعتم رجالات الدولة كافة وألقيتم خطابكم في الديوان الملكي وكانت علامات الغضب والامتعاض واضحة على وجه جلالتكم من ممارسات رجال الحكم حول اغتيال الشخصية وإعاقة العمل وقتل الفرص
وما يعزز صحة هذا الحديث أن جلالتكم أجاب في عدة لقاءات على بعض تساؤلات مذيعة فضائية أجنبية أن المسؤولين المتقاعسين عن العمل يتحججون دائما بأوامر من فوق أو هذه رغبة جهات عليا