يلعن أبو الطفر
تم نشره السبت 21st كانون الثّاني / يناير 2012 06:16 مساءً
م.محمد قاسم البطاينة
لم أتخيل يوما أن هناك اناس يبيتون بدون عشاء.....وكنت أعتبر ذلك من باب المبالغة والمغالاة.....ولم اقتنع يوما أنا هناك اناس يلتحفون جلودهم هربا من البرد.....ولم اسمح لأحد بأن يروي لي قصص من الخيال كأن يقول أن هناك اناس يمشون يوميا ما يزيد عن 10 كيلومتر (طبعا ليس حبا بالرياضة) من اجل توفير المواصلات.....كل هذا لا أخفيك عزيزي القارئ كان يمثل لي ضربا من الخيال إلى أن رأيته بأم عيني.....رأيت كل ذلك بأم عيني....رأيت كيف تسحق المادة الكثير من البشر.....شاهدت كيف يكون لرغيف الخبز قيمة.....نعم يا سادتي هناك من لا يملك ثمن رغيف الخبز ليوم كامل....صدق أولا تصدق أن هناك عائلات لا تعرف لأدنى مستويات الحياة طريق.....صدق أو لا تصدق أن أبسط الأشياء معضلة تحير الكثير الكثير من العائلات.....صدق أو لا تصدق أن هذه العائلات ما زالت تحمد الله على كل شيء.....صدق أو لا تصدق أن الصداع الذي يصيبهم جوعا لا يجدون ثمن علاجه.....صدق أيها المليونير أن ما يتبقى من طعام في واحدة من ولائمك تكفي عائلات لفترة طويلة.....صدق أولا تصدق أنني أبكي وأنا أكتب هذه الكلمات.
امرأة في هذا البلد عانت ما عانت من ويلات هذه الدنيا التافهة.....هجرها الزوج....وطردها المقربون.....وحملت من فلذات الكبد خمس.....تنقلت هنا وهناك.....جابت الأرض بحثا عن الستيره....تزوج من تزوج وبقيت تلك الصابرة مع اثنتين من بناتها.....اخرجن من المدارس والسبب العظيم لذلك (ما في مصروف)....والغريب بالموضوع أن عدم توفر المصروف ليس حجة وإنما واقع وحقيقة......اشتغلت ابنة الستة عشر ربيعا لتوفر أجرة البيت الذي لا يرحم مالكه......عملت وما زالت لتصرف بمبلغ لا يكفي لتعبئة سيارة اقتصادية بنزين.....فكيف ل 150 دينار أن تدفع أجرة بيت ومصروفه.....كيف لتلك الباكية الحزينة أن تنعم بأدنى مستويات الحياة وهنا أتساءل .....من المسؤول؟.....ثم أتساءل مرة أخرى كيف سيكون شتاءك أيتها الأم الصابرة؟....كيف ستلقين همومك وراء ظهرك ومن أمامك يتضورون جوعا؟.....بأي وسيلة ستمنعين البرد عن فلذات كبدك؟.....والسؤال الأعظم كيف لتلك البراءة أن تحب الحياة؟
وأخيرا وليس آخرا....حالة من آلاف الحالات رفضت الذل والخنوع......رفضت بيع نفسها.......وأبت إلا أن تتمسك بالعيش.....لم تقف على قارعات الطرق لتلقي بإشارة لسيارة فارهه فتبيع جسدها لتأكل.....لم تتسكع في شوارع المدينة وتمد يدها بحثا عن ما يسد جوعها ويحمي جسدها من البرد......لم تستجدي أحد ولم تساوم آكلي لحوم البشر لتنعم بالمال الحرام......فشكرا سيدتي الكريمة.....شكرا أيتها العفيفة الطاهرة.....شكرا لسهرك وتعبك ووفاءك......شكرا لدروسك المستفادة......شكرا لك وسحقا لكل من بات شبعانا وجاره جائع.....ويلعن أبو الطفر
امرأة في هذا البلد عانت ما عانت من ويلات هذه الدنيا التافهة.....هجرها الزوج....وطردها المقربون.....وحملت من فلذات الكبد خمس.....تنقلت هنا وهناك.....جابت الأرض بحثا عن الستيره....تزوج من تزوج وبقيت تلك الصابرة مع اثنتين من بناتها.....اخرجن من المدارس والسبب العظيم لذلك (ما في مصروف)....والغريب بالموضوع أن عدم توفر المصروف ليس حجة وإنما واقع وحقيقة......اشتغلت ابنة الستة عشر ربيعا لتوفر أجرة البيت الذي لا يرحم مالكه......عملت وما زالت لتصرف بمبلغ لا يكفي لتعبئة سيارة اقتصادية بنزين.....فكيف ل 150 دينار أن تدفع أجرة بيت ومصروفه.....كيف لتلك الباكية الحزينة أن تنعم بأدنى مستويات الحياة وهنا أتساءل .....من المسؤول؟.....ثم أتساءل مرة أخرى كيف سيكون شتاءك أيتها الأم الصابرة؟....كيف ستلقين همومك وراء ظهرك ومن أمامك يتضورون جوعا؟.....بأي وسيلة ستمنعين البرد عن فلذات كبدك؟.....والسؤال الأعظم كيف لتلك البراءة أن تحب الحياة؟
وأخيرا وليس آخرا....حالة من آلاف الحالات رفضت الذل والخنوع......رفضت بيع نفسها.......وأبت إلا أن تتمسك بالعيش.....لم تقف على قارعات الطرق لتلقي بإشارة لسيارة فارهه فتبيع جسدها لتأكل.....لم تتسكع في شوارع المدينة وتمد يدها بحثا عن ما يسد جوعها ويحمي جسدها من البرد......لم تستجدي أحد ولم تساوم آكلي لحوم البشر لتنعم بالمال الحرام......فشكرا سيدتي الكريمة.....شكرا أيتها العفيفة الطاهرة.....شكرا لسهرك وتعبك ووفاءك......شكرا لدروسك المستفادة......شكرا لك وسحقا لكل من بات شبعانا وجاره جائع.....ويلعن أبو الطفر