الجنس الناعم وأشواك السياسه....
قال تعالى : ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) ، نظر العديد من الناس إلى هذه الآية أنها تفضيل جنس الرجال على جنس النساء بشكل عام ، أو تفضيل الرجال على النساء بشكل مطلق ، فهذه النظرة غير صحيحية ، و تخلو من الدقة ، لذكره تعالى " بعضهم على بعض " و ليس كلهم ، فالمرأة بإمكانها أن تنجح بالوصول لمراكز سياسية ، و بإمكانها أن تنجح كناشطة سياسية ، فهي نجحت في العديد من مجالات الحياة ، فنجحت كطبيبة ومهندسة وممرضة ومحامية وقاضية ومدرسة ، عالرغم من النظرة الاجتماعية التي كانت في القدم سائدة حول عمل المرأة ، فقد قاومت هذه النظرة ، ونجحت ، ولكن مع أن النظرة الاجتماعية ما زالت لدور المرأة كقيادية نظرة تسلط و سيادة ، إلا أنها تسللت إلى أن شغلت منصب وزيرة وقاضية ، و المرأة الناجحة التي تستطيع أن تشغل هذه المناصب ، عليها أن توفق بين عملها السياسي ، وبين واجبها السامي الذي وجدت له ، بأن تكون أماً حنون ، تربي و تصنع أجيال المستقبل .
يتغنى الناس في مجتمعنا بالغرب وتقدمه ، دون أن يعطوها الحقوق لتصل إلى ما وصلت إليه في بلاد الغرب ، و يتنسون أن المرأة كان لها دور عظيم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت تحارب معه ، وإذا أرادت المرأة الدخول الى معترك الحياة السياسية ، فعليها أن تبادر هي بذلك لا أن تبقى مكتوفة الايدي تنتظر من الآخرين أن يتصدقوا عليها بهذا الدور ، كما يجب عليها أن تكون بالقدر العالي من الوعي و الثقافه و الإرادة حتى تجتاز هذا الطريق المليء بالأشواك ، و يجب كسر القيود التي كبل المجتمع المرأة بها ، مع حفظ كرامة المرأة التي حفظها الإسلام ، ضمن حدود الدين و العادات والتقاليد .
المرأة نصف المجتمع ، و لها الحق كما للرجل في شغل أي منصب ، فقوله تعالى : " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن " ، يدل على المساواه في الحقوق والواجبات ، والمرأة هي المكمل للمجتمع ، الذي لا يصل المجتمع الى حالة الكمال بدونه ، و بالنظر الى تاريخ الأردن القريب ، فإن الرجل لم يكن هو السوبرمان الذي يعمل لوحده ، و المراه سندريلا تجلس في بيتها المخملي ... وإنما كانت المرأه الى زمن قريب وحتى الى يومنا هذا في بعض المناطق تعمل الى جانب الرجل يداً بيد علاوة على مسئولياتها المنزليه ، كما أن تاريخ الأردن حافل بعطاء المرأه وإنجازاتها التي لا يمكن إنكارها ، فهناك الكثير من الأسماء النسائية اللامعة التي ساهمت في بناء الدولة جنباً إلى جنب مع الرجل ، و السياسه طريق شائك بوجه الرجل والمراة ومليء بالتحديات ، وإن المراه التي لديها التصميم والإرادة ، قد تكون أقدر من الرجل الذي يفتقر لهذه الصفات ، و بذلك تحقق النجاح الذي لم يحققه غيرها من الرجال .
السياسه علم خاص لا ينفرد الرجل بمعرفة أسراره وخباياه ... بل إن المتمكن من العلم والمعرفة والمتسلح بالعزيمة والثقة بالنفس ، يستطيع أن يخوض غمار التجربة السياسية ، رجلاً كان أو إمرأه ... وإن النجاح في عالم السياسة لم يقتصر يوماً على الرجل ...فالمراه كان لها دوما حضورها على الساحه مما يعزز من فكرة قدرة الجنس الناعم على المضي قدما في عالم السياسة جنبا إلى جنب مع الرجل .
إننا نمر بمرحلة حرجة ، وأصبح من الواجب علينا أن نرسم ملامح مستقبل أردننا الحبيب ... وإننا إذ نريد ان نرسم هذه الملامح ، فلابد أن يكون للمراة دورها في هذه العملية ، من أجل إستقرار الوطن ورفعته .. ومن اجل تجاوز المرحلة الدقيقة .
حفظ الله الاردن وحفظ رجاله ونسائه .