يا جلالة الملك أنت المؤتمن على أرضنا وعرضنا ودمائنا .. فلا نريد من لدنك إفصاحا
تم نشره الخميس 08 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 06:09 مساءً
محمد القصاص
قد يطول المدُّ والجزر بين العملاء والخونة الرابضين على أرض الأردن الطاهرة ، وبين الشرفاء من أبناء هذا الوطن الحرّ ، فالعملاء .. مصرُّون على تبني أجندات خارجية ، يخربون بها بيوت الأردنيين ، وهم الذين حافظوا على ترابه الطهور منذ أن نال استقلاله وحظي باحترام شعوب الدنيا كلها ولا يزال حتى هذه الساعة ..
ومنذ احتدام النزاعات والثورات في الأقطار العربية من حولنا .. حيث ألصقوا بها ذلك المسمى الرهيب .. الذي لا يتفق أبدا مع نتائجها .. فقد أخطئوا حينما أطلقوا على تلك الثورات مسمى (الربيع العربي) ، لكن تلك المسميات جاءت على ما يبدوا لتخفيف حدة شعور المواطن العربي الذي تعجبه في غالب الأحيان زخرف القول وإن كان زورا ، وكذلك المواطن الذي لم ير ما خلَّفهُ ذلك الربيع العربي المزعوم من دمار وقتل في تلك الأقطار ..
كانت تلك النيران التي أُلهبت شعلتها في أقطار العالم العربي من حولنا ، والتي انطلقت شرارتها من مخابرات الصهيونية (الموساد) والأمريكية (السي . آي . إيه) .. وكلنا يعلم كيف يتقن هؤلاء فنَّ إثارة الفتن في ديار العروبة والإسلام .. ومع ذلك فنحن نتعامى تماما عما يصطلينا من نارهم وما اصطلانا على مرّ التاريخ الحافل بالجرائم والقتل والتدمير ، انطلاقا من فلسطين العزيزة ، ومرورا في العراق ، وفي أفغانستان ، وفي باكستان ، ثم في البلدان التي أجج بها الربيع العربي المزعوم شرره .
ولذلك فقد دأبت بعض العصابات واللصوص في الأردن ، وخاصة أولئك الذين يزعمون بأنهم حريصون على مصلحة البلد ، فنراهم بين فينة وأخرى وقد أطلوا برؤوسهم ، يصرخون بأعلى أصواتهم التي لا تنم إلا عن كراهية للأردن وأهله .. ولا يريدون حقيقة إلا الإيقاع بالأردنيين بمصائد المغفلين نفسها التي وقعت بها الشعوب العربية الأخرى .
لكن الشعب الأردني الأصيل .. وبما لديه من الوعي والذكاء ، لا يمكن أن يكون كذلك أبدا .. حتى وإن رأينا تخاذل البعض منهم ومضيِّهِ خلف شعاراتٍ مشوَّهةً للحقيقة بعيدةً عن الواقع ، يبحثون عن فراغ يملئونه وعن غنائم يكسبونها من حطام الدنيا .
فَشَلُ كلَّ متخاذلٍ ومتآمرٍ في بلدنا الحبيب .. كان سببا في إيقاظ شعور الغيرة والحقد والحسد في أنفس المرضى لأولئك المتآمرين على تراب هذا الوطن .. فنراهم قد لجئوا هذه الأيام إلى أسطورة الكذب ، وهي من أساطيرهم ومؤامراتهم القذرة ، حيث بدءوا بتصدير أذاهم ليطال مقام جلالة الملك المعظم ، هذا سليل الدوحة الهاشمية ، التي حافظت على مقدرات الأردن ، منذ أن انتزعوا استقلاله من براثن الاحتلال البريطاني ، ودرءوا عنه كل المخاطر التي واجهت الوطن ، ووقف الهاشميون منذ عهد الاستقلال وإلى يومنا هذا ، في وجه كل مؤامرة ، وتصدوا لكل من أراد بهذا الشعب سوءا أو غدرا أو خيانة .
فإن كنا قد أوكلنا قيادنا ومسئوليتنا وحماية الدم والعرض والأرض لهذا القائد .. فلما لم يأتمنه البغاث على أرض لا تتجاوز بضعة آلاف من الأميال المربعة ، والمملكة كلها تحت مسئوليته ، وقد حافظ على وحدة شعبها واستقلالها منذ توليه سُدة الحكم ، وهو وريث الحسين بن طلال الذي صنع للأردن أمجاده وتاريخه وحافظ عليه بالرغم من طمع الطامعين وغدر الغادرين ، الذين ضيعوا ما تبقى من فلسطين وأسلموها لقمة سائغة للعدو الصهيوني ، حينما أسلموا قيادة الجيوش العربية كلها لقادة غرباء عن بلدنا وإن كانوا من بني جلدتنا ، لكنهم كانوا سببا فعليا في تراجع فعاليات الجندي العربي حينما توكل له مهمات الدفاع عن الأرض المقدسة والعرض .
ما زلنا نذكر .. كيف خُدعنا بشعارات أولئك الذين نصَّبوا من أنفسهم حماة للعروبة ، ورفعوا الشعارات تلو الشعارات والعرب كانوا في بداية يقظتهم ، ولم يفطنوا لما حاق بهم من مؤامرات ما زال العرب يجترون ويلاتِها إلى يومنا هذا ..
واليومَ تخرج القوارض من جحورها ، لتتلفظ على مقام جلالة الملك ، متهمة جلالته ظلما وعدوانا وهو يحرص على أرض الخزينة من النهب والبيع في سوق النخاسة ، نعم نحن ما زلنا نجتر ويلات تجار الدم والأرض والعرض ، حينما أوغلوا بيعا لمؤسسات الدولة التي كان ينعم بخيراتها أبناء أردننا الحبيب ، لم يُبقوا على شيء إلا ولوثوه بأيديهم الملطخة بالفساد ..
ويطلُّ المفسدون من جديد .. بعد أن أوقفتهم إرادة الشعب بمباركة قائدهم الوفي لشعبه ولبلده على مر الزمن ، ليرسموا لهذا البلد صورا شتى تثير الاشمئزاز لدى الرجال المخلصين والأوفياء لهذا التراب ، فتارة يأتونا بشعارات الإصلاح الوهمية ، وتارة أخرى يأتونا بشعارات يطرحونها لا ترضي أبدا حتى مجانين الأمة ، لأنها مجرد تُرُّهاتٍ لا تمتُّ إلى الحقيقة بصلة , وإنما الغاية المنشودة من ورائها هو تعريض البلاد والعباد للخطر .
نعم .. انظروا أيها الأردنيون للشعارات وماهيتها ، وانظروا إلى من يطرحونها ، لا وحق الله لن تفوزوا أبدا إذا ما انطلتْ عليكم الخديعة ، وسيكون مآلكم إلى دمار وتخريب ومفاسد لا تقوون على إيقافها . أنظروا بالله عليكم إلى أباطرة الفساد ، وهي تتناوشكم من كل جانب ، يقلبون لكم الحقائق ، ويصورون أباطيلهم على أنها هي المخلص من الفساد الذي عانينا منه أكثر من عقدين من الزمن ..
أيها المعارضون .. سأكون معكم معارضا .. إن طالبتم بمحاكمة عادلة وسريعة للمفسدين الذين تسببوا ببيع خيرات الأردن ومؤسساته ، والذين عاثوا ببلدنا فسادا أثناء قيامهم بواجباتهم المقدسة حين تخلَّوا عن قيمهم وأخلاقهم ، وأداروا ظهورهم لقدسية الواجب ، وراحوا يلهثون وراء البحث عن الثراء الفاحش على حساب هذا الشعب المسكين .. نحن وإياكم نعرفهم جيدا ، وكم أتمنى أن لا تكونوا أنتم أنفسكم منهم أيها المعارضون ، وتحاولون البحث عن متنفس جديد يفسح السبيل أمام أطماعكم التي لم تشبع نهمها بعد ..
إنني كأردني غيور أطرح شعارا منذ سنوات أن (لا أردن بلا هاشميين ، ولا أردنيون بلا أردن) فأنا أعتز بأردنيتي وبقيادتي الهاشمية ، وبقواتنا المسلحة بكل فروعها ، جيشا وأمنا ودفاعا مدنيا الأباة منهم والمخلصون ، وأنا أحسبهم كذلك إنشاء الله ، وهم الذين يذودون عن وطنهم وقيادتهم بالغالي والنفيس ، وأطلب من جميع الأخوة الشرفاء أن يكفوا عن ترديد صدى الطبول المدوية التي تصم الآذان بأصواتها وأن ينتبهوا للواقع المؤلم الذي ينتظرهم إن هم فرطوا بكرامة الأردن وأمنه وأمانه .
إن جلالة الملك هو خير من أؤتمن على مقدرات البلاد والعباد ، ولا يمكننا أن نأمن أحدا غيره ، طالما جربنا ذلك فيما سبق ، حين منحنا ثقتنا للحرامية واللصوص على مدى أكثر من عشرين عاما ، فاستيقظنا على كل شيء وقد بيع ، وفرطوا بالغالي والنفيس وثروات البلاد ، وآخرها كانت شركة الفوسفات الأردنية .. إنني الآن أسأل عن مصير شركة الفوسفات كيف بيعت وإلى من آل مآلها .. وشركة الفوسفات كان عهدي بها ليس بعيدا ، كمؤسسة كانت بمثابة المنهل العذب للوطن .. فإن جف هذا المنهل العذب فماذا تبقى للوطن ، ومن أين للوطن أن يكون له موردا آخر في يوم من الأيام ؟
أيها الأردنيون .. لا يغرنكم ترديد الحمقى لشعارات غريبة وعجيبة ، فهم يطرحون عليكم الحلول والإصلاحات الفورية ، وهم يعلمون علم اليقين ، بأن الموازنة العامة لا تحتمل أي نوع من الإصلاحات التي يتحدثون عنها ، يريدون أن يتحول الأردن بقدرة قادر إلى فردوس ، والأردن المنهوب ، والأردن المحمول على الأعواد ، ليس له من مورد أبدا ، فلم يعد بالمستساغ التنادي بالإصلاحات على خلفية الفساد الكبير الذي حل بالأردن وبمقوماته .
أيها الأردنيون إن أردتم تخريب بلدكم بسرعة هائلة ، لتلحقوا بالركب وبالربيع العربي المزعوم ، فعليكم المبادرة بالمضي خلف أولئك المفسدين الحمقى الذين يصورون لكم بأن الإصلاحات إنما تأتي بالصراخ والقتل والتدمير ، وارتكاب الجرائم على الأرض التي ننتمي إليها ونعيش عليها بأيدي أصحاب أجندة لا تريد لنا خيرا ولا صلاحا ، فتكونوا بذلك قد نؤتم بغضب من الله وغضب من الناس .. ولن يكون بمقدوركم درء المخاطر بعد أن تستفحل الأمور ، وتؤول إلى الفوضى والدمار ، انتبهوا .. يا أخوتي وعودوا إلى رشدكم ، وتجنبوا أن تقعوا بفخ الغضب والثورات المبطنة التي لو استطاع أهلها لأوقعوا بكم الشرَّ والدمار منذ زمن بعيد .
وفي الختام .. فإنني أطالب دولة رئيس الوزراء وحكومته أن يكونوا أكثر وعيا في إدارة شؤون ومهام الدولة وأن يكونوا أكثر حرصا على مقدرات الوطن ، وأن تبادروا بالفعل إلى العمل على استعادة المال العام الذي هدره المفسدون على مر العقدين الماضيين دون تهاون . وإني لأرى أن جلالة الملك سيكون مؤيدا وداعما لكم في مسيرتكم إن أحسنتم .
أيها الأردنيون المخلصون .. أنا لست بأعلم منكم ولا أكثر منكم دراية ، لكن المفرط من إذا أحس بالخطر بقي صامتا ، فلا تكونوا من المفرطين .. والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجبَّ الأذى عن قيادتنا وعن بلدنا الحبيب وشعبنا العزيز ، إنه نعم المولى وإنه نعم النصير .
ومنذ احتدام النزاعات والثورات في الأقطار العربية من حولنا .. حيث ألصقوا بها ذلك المسمى الرهيب .. الذي لا يتفق أبدا مع نتائجها .. فقد أخطئوا حينما أطلقوا على تلك الثورات مسمى (الربيع العربي) ، لكن تلك المسميات جاءت على ما يبدوا لتخفيف حدة شعور المواطن العربي الذي تعجبه في غالب الأحيان زخرف القول وإن كان زورا ، وكذلك المواطن الذي لم ير ما خلَّفهُ ذلك الربيع العربي المزعوم من دمار وقتل في تلك الأقطار ..
كانت تلك النيران التي أُلهبت شعلتها في أقطار العالم العربي من حولنا ، والتي انطلقت شرارتها من مخابرات الصهيونية (الموساد) والأمريكية (السي . آي . إيه) .. وكلنا يعلم كيف يتقن هؤلاء فنَّ إثارة الفتن في ديار العروبة والإسلام .. ومع ذلك فنحن نتعامى تماما عما يصطلينا من نارهم وما اصطلانا على مرّ التاريخ الحافل بالجرائم والقتل والتدمير ، انطلاقا من فلسطين العزيزة ، ومرورا في العراق ، وفي أفغانستان ، وفي باكستان ، ثم في البلدان التي أجج بها الربيع العربي المزعوم شرره .
ولذلك فقد دأبت بعض العصابات واللصوص في الأردن ، وخاصة أولئك الذين يزعمون بأنهم حريصون على مصلحة البلد ، فنراهم بين فينة وأخرى وقد أطلوا برؤوسهم ، يصرخون بأعلى أصواتهم التي لا تنم إلا عن كراهية للأردن وأهله .. ولا يريدون حقيقة إلا الإيقاع بالأردنيين بمصائد المغفلين نفسها التي وقعت بها الشعوب العربية الأخرى .
لكن الشعب الأردني الأصيل .. وبما لديه من الوعي والذكاء ، لا يمكن أن يكون كذلك أبدا .. حتى وإن رأينا تخاذل البعض منهم ومضيِّهِ خلف شعاراتٍ مشوَّهةً للحقيقة بعيدةً عن الواقع ، يبحثون عن فراغ يملئونه وعن غنائم يكسبونها من حطام الدنيا .
فَشَلُ كلَّ متخاذلٍ ومتآمرٍ في بلدنا الحبيب .. كان سببا في إيقاظ شعور الغيرة والحقد والحسد في أنفس المرضى لأولئك المتآمرين على تراب هذا الوطن .. فنراهم قد لجئوا هذه الأيام إلى أسطورة الكذب ، وهي من أساطيرهم ومؤامراتهم القذرة ، حيث بدءوا بتصدير أذاهم ليطال مقام جلالة الملك المعظم ، هذا سليل الدوحة الهاشمية ، التي حافظت على مقدرات الأردن ، منذ أن انتزعوا استقلاله من براثن الاحتلال البريطاني ، ودرءوا عنه كل المخاطر التي واجهت الوطن ، ووقف الهاشميون منذ عهد الاستقلال وإلى يومنا هذا ، في وجه كل مؤامرة ، وتصدوا لكل من أراد بهذا الشعب سوءا أو غدرا أو خيانة .
فإن كنا قد أوكلنا قيادنا ومسئوليتنا وحماية الدم والعرض والأرض لهذا القائد .. فلما لم يأتمنه البغاث على أرض لا تتجاوز بضعة آلاف من الأميال المربعة ، والمملكة كلها تحت مسئوليته ، وقد حافظ على وحدة شعبها واستقلالها منذ توليه سُدة الحكم ، وهو وريث الحسين بن طلال الذي صنع للأردن أمجاده وتاريخه وحافظ عليه بالرغم من طمع الطامعين وغدر الغادرين ، الذين ضيعوا ما تبقى من فلسطين وأسلموها لقمة سائغة للعدو الصهيوني ، حينما أسلموا قيادة الجيوش العربية كلها لقادة غرباء عن بلدنا وإن كانوا من بني جلدتنا ، لكنهم كانوا سببا فعليا في تراجع فعاليات الجندي العربي حينما توكل له مهمات الدفاع عن الأرض المقدسة والعرض .
ما زلنا نذكر .. كيف خُدعنا بشعارات أولئك الذين نصَّبوا من أنفسهم حماة للعروبة ، ورفعوا الشعارات تلو الشعارات والعرب كانوا في بداية يقظتهم ، ولم يفطنوا لما حاق بهم من مؤامرات ما زال العرب يجترون ويلاتِها إلى يومنا هذا ..
واليومَ تخرج القوارض من جحورها ، لتتلفظ على مقام جلالة الملك ، متهمة جلالته ظلما وعدوانا وهو يحرص على أرض الخزينة من النهب والبيع في سوق النخاسة ، نعم نحن ما زلنا نجتر ويلات تجار الدم والأرض والعرض ، حينما أوغلوا بيعا لمؤسسات الدولة التي كان ينعم بخيراتها أبناء أردننا الحبيب ، لم يُبقوا على شيء إلا ولوثوه بأيديهم الملطخة بالفساد ..
ويطلُّ المفسدون من جديد .. بعد أن أوقفتهم إرادة الشعب بمباركة قائدهم الوفي لشعبه ولبلده على مر الزمن ، ليرسموا لهذا البلد صورا شتى تثير الاشمئزاز لدى الرجال المخلصين والأوفياء لهذا التراب ، فتارة يأتونا بشعارات الإصلاح الوهمية ، وتارة أخرى يأتونا بشعارات يطرحونها لا ترضي أبدا حتى مجانين الأمة ، لأنها مجرد تُرُّهاتٍ لا تمتُّ إلى الحقيقة بصلة , وإنما الغاية المنشودة من ورائها هو تعريض البلاد والعباد للخطر .
نعم .. انظروا أيها الأردنيون للشعارات وماهيتها ، وانظروا إلى من يطرحونها ، لا وحق الله لن تفوزوا أبدا إذا ما انطلتْ عليكم الخديعة ، وسيكون مآلكم إلى دمار وتخريب ومفاسد لا تقوون على إيقافها . أنظروا بالله عليكم إلى أباطرة الفساد ، وهي تتناوشكم من كل جانب ، يقلبون لكم الحقائق ، ويصورون أباطيلهم على أنها هي المخلص من الفساد الذي عانينا منه أكثر من عقدين من الزمن ..
أيها المعارضون .. سأكون معكم معارضا .. إن طالبتم بمحاكمة عادلة وسريعة للمفسدين الذين تسببوا ببيع خيرات الأردن ومؤسساته ، والذين عاثوا ببلدنا فسادا أثناء قيامهم بواجباتهم المقدسة حين تخلَّوا عن قيمهم وأخلاقهم ، وأداروا ظهورهم لقدسية الواجب ، وراحوا يلهثون وراء البحث عن الثراء الفاحش على حساب هذا الشعب المسكين .. نحن وإياكم نعرفهم جيدا ، وكم أتمنى أن لا تكونوا أنتم أنفسكم منهم أيها المعارضون ، وتحاولون البحث عن متنفس جديد يفسح السبيل أمام أطماعكم التي لم تشبع نهمها بعد ..
إنني كأردني غيور أطرح شعارا منذ سنوات أن (لا أردن بلا هاشميين ، ولا أردنيون بلا أردن) فأنا أعتز بأردنيتي وبقيادتي الهاشمية ، وبقواتنا المسلحة بكل فروعها ، جيشا وأمنا ودفاعا مدنيا الأباة منهم والمخلصون ، وأنا أحسبهم كذلك إنشاء الله ، وهم الذين يذودون عن وطنهم وقيادتهم بالغالي والنفيس ، وأطلب من جميع الأخوة الشرفاء أن يكفوا عن ترديد صدى الطبول المدوية التي تصم الآذان بأصواتها وأن ينتبهوا للواقع المؤلم الذي ينتظرهم إن هم فرطوا بكرامة الأردن وأمنه وأمانه .
إن جلالة الملك هو خير من أؤتمن على مقدرات البلاد والعباد ، ولا يمكننا أن نأمن أحدا غيره ، طالما جربنا ذلك فيما سبق ، حين منحنا ثقتنا للحرامية واللصوص على مدى أكثر من عشرين عاما ، فاستيقظنا على كل شيء وقد بيع ، وفرطوا بالغالي والنفيس وثروات البلاد ، وآخرها كانت شركة الفوسفات الأردنية .. إنني الآن أسأل عن مصير شركة الفوسفات كيف بيعت وإلى من آل مآلها .. وشركة الفوسفات كان عهدي بها ليس بعيدا ، كمؤسسة كانت بمثابة المنهل العذب للوطن .. فإن جف هذا المنهل العذب فماذا تبقى للوطن ، ومن أين للوطن أن يكون له موردا آخر في يوم من الأيام ؟
أيها الأردنيون .. لا يغرنكم ترديد الحمقى لشعارات غريبة وعجيبة ، فهم يطرحون عليكم الحلول والإصلاحات الفورية ، وهم يعلمون علم اليقين ، بأن الموازنة العامة لا تحتمل أي نوع من الإصلاحات التي يتحدثون عنها ، يريدون أن يتحول الأردن بقدرة قادر إلى فردوس ، والأردن المنهوب ، والأردن المحمول على الأعواد ، ليس له من مورد أبدا ، فلم يعد بالمستساغ التنادي بالإصلاحات على خلفية الفساد الكبير الذي حل بالأردن وبمقوماته .
أيها الأردنيون إن أردتم تخريب بلدكم بسرعة هائلة ، لتلحقوا بالركب وبالربيع العربي المزعوم ، فعليكم المبادرة بالمضي خلف أولئك المفسدين الحمقى الذين يصورون لكم بأن الإصلاحات إنما تأتي بالصراخ والقتل والتدمير ، وارتكاب الجرائم على الأرض التي ننتمي إليها ونعيش عليها بأيدي أصحاب أجندة لا تريد لنا خيرا ولا صلاحا ، فتكونوا بذلك قد نؤتم بغضب من الله وغضب من الناس .. ولن يكون بمقدوركم درء المخاطر بعد أن تستفحل الأمور ، وتؤول إلى الفوضى والدمار ، انتبهوا .. يا أخوتي وعودوا إلى رشدكم ، وتجنبوا أن تقعوا بفخ الغضب والثورات المبطنة التي لو استطاع أهلها لأوقعوا بكم الشرَّ والدمار منذ زمن بعيد .
وفي الختام .. فإنني أطالب دولة رئيس الوزراء وحكومته أن يكونوا أكثر وعيا في إدارة شؤون ومهام الدولة وأن يكونوا أكثر حرصا على مقدرات الوطن ، وأن تبادروا بالفعل إلى العمل على استعادة المال العام الذي هدره المفسدون على مر العقدين الماضيين دون تهاون . وإني لأرى أن جلالة الملك سيكون مؤيدا وداعما لكم في مسيرتكم إن أحسنتم .
أيها الأردنيون المخلصون .. أنا لست بأعلم منكم ولا أكثر منكم دراية ، لكن المفرط من إذا أحس بالخطر بقي صامتا ، فلا تكونوا من المفرطين .. والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجبَّ الأذى عن قيادتنا وعن بلدنا الحبيب وشعبنا العزيز ، إنه نعم المولى وإنه نعم النصير .