هل موجة الإسلاميين قادمة ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب النظر لما يجري حولنا في المنطقة العربية فالعاهل المغربي يكلف الإسلاميين بتشكيل الحكومة وصناديق الاقتراع في مصر تحقق فوزا كاسحا لصالح جماعة الإخوان وقبل هذا وذاك تمكنت حركة حماس رغم قساوة الظرف من إثبات شرعيتها عبر الصوت الفلسطيني النزيه أما في ليبيا وتونس فسوف يكون لهم نصيب الأسد في حصد الجزء الأكبر من الكعكة السياسية.
إذن كل المؤشرات والقراءات تقول نعم أن فرصة الإخوان المسلمين في الأردن باتت كبيرة وسيتعامل صانع القرار مع هذه الوضع أسوة بالوضع العربي إما لحصدهم النسبة الأكبر في الانتخابات النيابية المقبلة وإما نتيجة ضغط الشارع.
وفي كل الحالتين وهما الانتخابات أو الضغط يرتكز الإخوان إلى الشارع الذي تجرع المر وأصابه السقم من كثرة تغيير الوجوه لا تغيير النفوس فالفساد مازال مستشري والمشاكل الاجتماعية ومشاجرات المجتمع والجامعات تزداد وغلاء الأسعار وتدني الدخول وانحدار مستوى المعيشة وزيادة الجريمة والسرقات في تصاعد.
وإذا اعترف دولة القاضي الخصاونة أن حكومته إصلاحية لا حكومة إنقاذ وطني فان الكم الأكبر من المواطنين بات يرجح خيار تشكيل حكومة وطنية تنقذ البلاد من الانزلاق نحو المجهول
ما الذي يضير لو كلف عبد اللطيف عربيات أو عبد المجيد ذنيبات بتشكيل حكومة وطنية بعيدا عن ألا ملاءات الداخلية والخارجية فان نجحوا كان خير وبركة للبلاد وان فشلوا فان الملك في حل أمام الشارع بعد أن أعطى قوى الإصلاح إدارة دفة البلاد .
أما أن يبقى المعسكر الأخر وهنا اقصد رجالات الدولة الذين أصابهم العفن يطلقون الإحكام المسبقة من خلال تخويف صانع القرار من الإخوان فقط بهد ف إقصائهم فهذا لا يجوز فتارة يقولون أن الإخوان يفتقدوا إلى الفكر والحنكة السياسية وتارة بأنهم أصحاب أجندات خاصة ماذا نقول فقط في خريج جماعة الإخوان المنشق عن الحركة عبدا لله العكايلة الذي استحق لقب رئيس وزراء منذ عقود ولكنها الغيرة والحسد السياسي من قبل خصومه.
وهنا تستذكرني عبارة قالها عدنان أبو عودة أن المرحوم الشريف زيد بن شاكر كان مفكرا ومثقفا وصاحب حزم في اتخاذ القرار لكن الرجل لم يكن يجيد فن الوقوف أمام الكاميرات وعقد مؤتمرات صحفية.
شئنا أم أبينا اتفقنا معهم أو لم نتفق يجب أن نهيأ أنفسنا لمرحلة جديدة قد يكون فيها وزير الداخلية أرحيل غرايبة ووزير التخطيط والتعاون الدولي سالم الفلاحات والناطق الرسمي باسم الحكومة حمزة منصور .
لقد آن الأوان للتعامل مع الأخر والقبول بأفكاره لان الحكم النهائي والكلمة الأخيرة يجب أن تكون للشعب في تقرير من هو الأنسب والأفضل لإدارة دفة المرحلة بدلا من صراع الديوك والخاسر الوحيد الوطن.