حكاية عائلة سورية مكلومة تسكن المفرق

تم نشره الثلاثاء 13 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 01:01 مساءً
حكاية عائلة سورية مكلومة تسكن المفرق

المدينة نيوز - "كان يقول لي أتمنى الشهادة في فلسطين عندما أكبر (..) لم نكن نعلم أن لدينا احتلالا علينا مقاومته". بهذه الكلمات اختصرت والدة الطفل ثامر الشرعي الذي عثرت عليه عائلته جثة مشوهة بعد أكثر من شهر من اعتقاله مع الطفل حمزة الخطيب وعشرات آخرين.

وبألم واضح تروي الأم المكلومة على طفلها والهاربة مع بقية العائلة إلى قرية الباعج التابعة لمحافظة المفرق الأردنية (65 كلم شرق عمان) قرب الحدود مع سوريا لحظات لقائها بجثة ابنها التي وصلتها مثقوبة الرأس بما يشبه "الدريل" ومصابة بعشرات الطلقات من الرصاص في كل أنحاء الجسم.

وتختصر قصة الطفل الشرعي قصص أكثر من 300 من الأطفال السوريين الذين قضوا برصاص الأمن والشبيحة, وفقا لسجلات هيئات تنسيق الثورة السورية.

ويروي "محمد الشرعي" والد ثامر قصة ابنه التي قال إنها بدأت في 29 أبريل/نيسان 2011 عندما شارك ابنه في مظاهرة انطلقت من قرى الجيزة والمسيفرة وغيرها في درعا لفك الحصار عن المدينة في ذلك الوقت.

ويتابع للجزيرة نت -التي التقته في منزل تابع لأقارب له في القرية الحدودية الأردنية- "حدث إطلاق نار كثيف على التظاهرة في منطقة "مساكن صيدا" من قبل عناصر الأمن والشبيحة وكنت أشارك بجهود نقل الجرحى للمشافي وعندما عدت للبيت اكتشفت أن ابني ثامر لم يعد".

 

الخوف من السؤال
 ويشير الوالد إلى أنه عرف بعد أيام أن ابنه معتقل لدى الأمن، لكنه لم يتجرأ على الذهاب للسؤال عنه "لأن من يسأل عن معتقل يتم اعتقاله".

ويكشف الأب عن أنه لم يأل جهدا في إخراج ابنه من المعتقل إلى أن تم تسليم جثة الطفل حمزة الخطيب الذي اعتقل في نفس اليوم مع ابنه والذي دفن بجنازة شاهدها العالم كله في 25 مايو/أيار 2011.

ويقول إنه علم يوم 8 يوليو/حزيران 2011 بوجود جثث مجهولة في مستشفى درعا، وعندما شاهد الصور شك في أن إحداها لابنه رغم التشوه الكبير فيها، ويضيف "شعرت بأن قلبي يخفق بسرعة عندما شاهدت الصورة، وعندما توجهت لمعاينة الجثة لم أستطع أن أحدد إن كانت لابني من الوجه، لكنني تأكدت منها عندما شاهدت أثر حرق قديم على إحدى يديه".

وبحسب تقرير مطول للطب الشرعي الذي كشف على الجثة في مستشفى درعا فإن الجثة وصلت منتفخة وتفوح منها رائحة كريهة، وإن هناك فجوة في أعلى الأنف، كما تحدث عن العديد من الطلقات النارية التي أصيب بها وجه وفم وبطن وظهر وكتف ورجلا الطفل.

وتشير صور إشعاعية للطفل يحتفظ بها والده إلى حجم الفجوات في جسده جراء الرصاص الذي أصابه وآثار التعذيب التي تعرض لها قبل موته، ويقول والده إن الأطباء أبلغوه بأن الفجوة في أعلى الأنف سببها مثقب يشبه "الدريل".


"
علق الأب محمد الشرعي على ما يورده الإعلام السوري عن أن عصابات مسلحة تقتل الأطفال والمدنيين السوريين بالقول "أحد المحللين السوريين قال إن ابني والطفل حمزة الخطيب قتلوا عندما كانوا يحاولون اغتصاب نساء في مساكن صيدا، أيّ كذب يمكن أن يحدث عندما يتهم أطفال بعمر الورود بالاغتصاب

"

"

شهيد عند الله
 ويختصر نقش لاسم "ثامر" على اليد اليمنى للأب مدى تعلق الأب بابنه الذي قضى طفلا، غير أنه يقول إنه يحتسبه شهيدا عند الله.

ويضيف "الآن أسعى لأخذ حق ابني من خلال مقاضاة نظام الرئيس بشار الأسد، فالأوراق والتقارير موجودة الآن في جنيف لملاحقة المجرمين من هناك".

ويعلق الأب محمد الشرعي على ما يورده الإعلام السوري عن أن عصابات مسلحة تقتل الأطفال والمدنيين السوريين بالقول "أحد المحللين السوريين قال إن ابني والطفل حمزة الخطيب قتلوا عندما كانوا يحاولون اغتصاب نساء في مساكن صيدا، أيّ كذب يمكن أن يحدث عندما يتهم أطفال بعمر الورود بالاغتصاب".

وفضلا عن مأساة العائلات الثكلى الهاربة من سوريا، تعيش المئات من العائلات السورية أوضاعا إنسانية صعبة في عدد من المناطق الأردنية ولاسيما في مدينتي المفرق والرمثا.

وفي مقابلات مع لاجئين سوريين يعيشون بالأردن بعضهم فر عبر الحدود لا يقارن هؤلاء أخطار المرور بحقول ألغام مزروعة على الحدود بما قد يواجهونه إن تم اعتقالهم ولاسيما إن كانوا من عائلات الناشطين في المظاهرات.

وشكلت جمعيات ولجان أهلية إضافة إلى نقابة المهندسين الأردنيين لجانا لإغاثة اللاجئين السوريين في عمان الذين يعانون ظروفا إنسانية صعبة.

وشاهدت الجزيرة نت معاناة العديد من العائلات أجواء البرد القارس الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى الصفر، لكنها تلك المعاناة لا تقارن بأهوال المطاردات التي يقولون إنهم عاشوها قبل الوصول إلى الأردن. (الجزيرة)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات