لماذا الإستغراب؟
تم نشره الثلاثاء 13 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 07:20 مساءً
راتب يوسف عبابنة
نسمع كثيرا أصواتا آتية من الغرب تنكر علينا أبسط حقوقنا وتطمس الحقائق خصوصا عند مواسم الإنتخابات والحملات الدعائية المتعلقة بالرئاسة الأمريكية. لقد أدمنا مواقف أولئك المتملقين الباحثين عن دعم اليهود الصهاينة وتأييدهم للوصول لما يريدون الوصول إليه، ومثل هذه المواقف والآراء التي تخطب ود الصهاينة لابد لها من ذلك حتى تضمن إدراجها ضمن قائمة الإختيار الصهيوني.
فليس بالأمر المفاجئ والجديد أن يصرح شخص مثل غينغريتش بأن الفلسطينيين شعب تم "اختراعه " وشعب "ارهابي "، فمثل هذه التصريحات هي الثمن والضريبة التي يدفعها كل من يريد الإرتقاء الى سدة الرئاسة الأمريكية. وهذا طبعا دليل القوة والنفوذ والسيطرة التي يتمتع بها الصهاينة في المجتمع الأمريكي. فالقوي، الكل يخطب وده ويتملق له كي ينال مبتغاه. أما الضعيف والذي لاوزن له فيكون درجة تستعمل للدعس عليها للإنتقال للدرجة التي تليها.
مايهمنا في هذا المقام , العبرة مما يجري واستخلاص الدروس من تكرار مثل هذه المواقف ساعين للتوافق بين المواقف العربية عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص ودولهم عندما يصبحون يوما في موقع الحكم. ترى لو هناك شخصية عربية مهما صغر شأنها انتقدت اليهود أو شككت برقم من تم "حرقهم " في أيام نازية هتلر كيف ستكون ردة فعل الإعلام الصهيوني والإعلام المتصهين؟ ألن تحاصر وتحارب تلك الشخصية حتى في دولتها ووظيفتها وتنبذ وتتسابق الحكومات لتشجب ما تقول؟ أليس هايدر الراحل مستشار النمسا نجح بنجاح حزبه ثم أجبروه على الإعتذار وعدة مرات والاستقالة ثم تم تدبير حادث سير غامض وتمت تصفيته؟ فقط لأنه خاطب أوروبا بأن لا تسمح لليهود كي يبتزوا حكوماتها بحجة المحرقة وأن يتوقفوا عن التجاوب مع استعطافهم اليهود للعالم بأنهم شعب "ظلم " وشرد.وما قولنا عن تشرد وتشتت الفلسطينيين وما لحق بهم من ظلم وقضيتهم التي هي قضية العرب الأولى والتي لا يوجد لها سابق في التاريخ ولا أعتقد أنه سيكون لها لاحق من حيث امتدادها الزماني واستعصائها المفتعل على الحل؟
نرى الصهاينة يستخدمون كافة أسلحتهم عندما يريدون التخلص من شخص ما يرون في رأيه تاثيرا على الآخرين. فالحق يجب أن يقال على طريقتهم وعلى لسانهم فقط ومن يخالف فهو في عداد الأموات في القبر أو في بيته. أليس نفوذهم هو الذي مكنهم من سَن قانون في دول الغرب يحكم بمحاسبة وسجن من يُشتبه بأن أقواله لا تتفق مع ساميّة اليهود وكأنهم هم وحدهم الساميون؟ هل يجرؤ أحد أن يقول أن عدد الذين أحرقوا أيام هتلر من اليهود ليس ستة ملايين وإنما العدد يقل بضع مئات وليس ملايين؟ ما مصير من يتجرأ على قول ذلك؟ المحاسبة والسجن وربما القتل بحادث غامض.
فما نحن العرب فاعلون تجاه هذا الغينغريتش الذي يناصب العداء للعرب ويركب موجة الصهاينة؟ بالتاكيد اذا رضي اليهود عنه ونصبوه رئيسا، سنتسابق لتهنئته وخطب وده ودعوته ليكون شريكا بتحقيق السلام وننسى أن ما أوصله للرئاسة هو وعده لإسرائيل بأن لا يتخذ خطوة تزعجها.
كم هللنا لأوباما آملين ومعتقدين أن يختلف عمن سبقوه؟ ما الذي جناه لنا أوباما؟ التأكيد بأن "The bonds between the US and Israel are unbreakable " العلاقات بين أمريكا وإسرائيل لا يمكن خرقها. لماذا لم يقل نفس الكلام عن السعودية أو الكويت بثقلهما المالي أو مصر بثقلها السياسي؟ الجواب بالتأكيد لا حول ولا قوة لديهم لإيصاله للرئاسة أو إعادته عندما يعيد ترشيح نفسه مرة أخرى.
فها نحن نرى الكثيرين يقفزون فوق الحقائق التاريخية للشعب الفلسطيني بأرضهم وحقهم بدولة على ترابهم الوطني ولا نسمع قائدا أو وزيرا يفند الحقوق وينفض الغبار عن الحقائق ولو من أجل الإستهلاك الداخلي مستثنين منهم الملك عبدالله الثاني الذي هو دائم التأكيد على الحقوق الفلسطينية في كل المحافل الدولية. لمَ هذا التخاذل وهذه الإستكانة؟ والشئ بالشئ يذكر، عندما يصرّح معارض ما في دولة عربية ما بما لا يروق للحاكم وحاشيته تقوم الدنيا ولا تقعد. مالذي يمنع من استخدام أوراقنا الرابحة أو على أقل تقدير التلويح باستخدامها؟ إلى متى سنبقى أدواتا لأمريكا وإسرائيل ننفذ ما ترغبان به في العراق وسوريا وغيرهما والسلسلة لم تنته بعد؟ هل تلام الشعوب عندما تطالب بتغيير زعاماتها أو إصلاحها وهي ترى أنها سبب شقائها وتعاستها وتخلفها؟
ألا تدل تصريحات غينغريتش على وقاحة سياسية وعهر ما بعده عهر لا يقيم وزنا للديبلوماسية على حساب الحق والحقيقة؟ كيف سيحترمنا عندما نصافحه إذا ما وصل الى موقع الرئيس وهو يعلم أننا لم نحرك ساكنا عندما قال ما قال؟ كيف سيتجاوب معنا عندما نصر على مطلب ما وهو فقط الذي يستطيع تحقيقه؟ أي سبب يجعله يحترم مطلبنا ونحن لا نحترم أنفسنا في المقام الأول؟
فالمهم ليس ما قاله ذلك المتسلق المتملق بل المهم ما سنقوله نحن بني يعرب من المغرب حتى البحرين؟ ويقول رب العزة "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
وحمى الله الأمة والغيارى على الأمة.
والله من وراء القصد.
فليس بالأمر المفاجئ والجديد أن يصرح شخص مثل غينغريتش بأن الفلسطينيين شعب تم "اختراعه " وشعب "ارهابي "، فمثل هذه التصريحات هي الثمن والضريبة التي يدفعها كل من يريد الإرتقاء الى سدة الرئاسة الأمريكية. وهذا طبعا دليل القوة والنفوذ والسيطرة التي يتمتع بها الصهاينة في المجتمع الأمريكي. فالقوي، الكل يخطب وده ويتملق له كي ينال مبتغاه. أما الضعيف والذي لاوزن له فيكون درجة تستعمل للدعس عليها للإنتقال للدرجة التي تليها.
مايهمنا في هذا المقام , العبرة مما يجري واستخلاص الدروس من تكرار مثل هذه المواقف ساعين للتوافق بين المواقف العربية عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص ودولهم عندما يصبحون يوما في موقع الحكم. ترى لو هناك شخصية عربية مهما صغر شأنها انتقدت اليهود أو شككت برقم من تم "حرقهم " في أيام نازية هتلر كيف ستكون ردة فعل الإعلام الصهيوني والإعلام المتصهين؟ ألن تحاصر وتحارب تلك الشخصية حتى في دولتها ووظيفتها وتنبذ وتتسابق الحكومات لتشجب ما تقول؟ أليس هايدر الراحل مستشار النمسا نجح بنجاح حزبه ثم أجبروه على الإعتذار وعدة مرات والاستقالة ثم تم تدبير حادث سير غامض وتمت تصفيته؟ فقط لأنه خاطب أوروبا بأن لا تسمح لليهود كي يبتزوا حكوماتها بحجة المحرقة وأن يتوقفوا عن التجاوب مع استعطافهم اليهود للعالم بأنهم شعب "ظلم " وشرد.وما قولنا عن تشرد وتشتت الفلسطينيين وما لحق بهم من ظلم وقضيتهم التي هي قضية العرب الأولى والتي لا يوجد لها سابق في التاريخ ولا أعتقد أنه سيكون لها لاحق من حيث امتدادها الزماني واستعصائها المفتعل على الحل؟
نرى الصهاينة يستخدمون كافة أسلحتهم عندما يريدون التخلص من شخص ما يرون في رأيه تاثيرا على الآخرين. فالحق يجب أن يقال على طريقتهم وعلى لسانهم فقط ومن يخالف فهو في عداد الأموات في القبر أو في بيته. أليس نفوذهم هو الذي مكنهم من سَن قانون في دول الغرب يحكم بمحاسبة وسجن من يُشتبه بأن أقواله لا تتفق مع ساميّة اليهود وكأنهم هم وحدهم الساميون؟ هل يجرؤ أحد أن يقول أن عدد الذين أحرقوا أيام هتلر من اليهود ليس ستة ملايين وإنما العدد يقل بضع مئات وليس ملايين؟ ما مصير من يتجرأ على قول ذلك؟ المحاسبة والسجن وربما القتل بحادث غامض.
فما نحن العرب فاعلون تجاه هذا الغينغريتش الذي يناصب العداء للعرب ويركب موجة الصهاينة؟ بالتاكيد اذا رضي اليهود عنه ونصبوه رئيسا، سنتسابق لتهنئته وخطب وده ودعوته ليكون شريكا بتحقيق السلام وننسى أن ما أوصله للرئاسة هو وعده لإسرائيل بأن لا يتخذ خطوة تزعجها.
كم هللنا لأوباما آملين ومعتقدين أن يختلف عمن سبقوه؟ ما الذي جناه لنا أوباما؟ التأكيد بأن "The bonds between the US and Israel are unbreakable " العلاقات بين أمريكا وإسرائيل لا يمكن خرقها. لماذا لم يقل نفس الكلام عن السعودية أو الكويت بثقلهما المالي أو مصر بثقلها السياسي؟ الجواب بالتأكيد لا حول ولا قوة لديهم لإيصاله للرئاسة أو إعادته عندما يعيد ترشيح نفسه مرة أخرى.
فها نحن نرى الكثيرين يقفزون فوق الحقائق التاريخية للشعب الفلسطيني بأرضهم وحقهم بدولة على ترابهم الوطني ولا نسمع قائدا أو وزيرا يفند الحقوق وينفض الغبار عن الحقائق ولو من أجل الإستهلاك الداخلي مستثنين منهم الملك عبدالله الثاني الذي هو دائم التأكيد على الحقوق الفلسطينية في كل المحافل الدولية. لمَ هذا التخاذل وهذه الإستكانة؟ والشئ بالشئ يذكر، عندما يصرّح معارض ما في دولة عربية ما بما لا يروق للحاكم وحاشيته تقوم الدنيا ولا تقعد. مالذي يمنع من استخدام أوراقنا الرابحة أو على أقل تقدير التلويح باستخدامها؟ إلى متى سنبقى أدواتا لأمريكا وإسرائيل ننفذ ما ترغبان به في العراق وسوريا وغيرهما والسلسلة لم تنته بعد؟ هل تلام الشعوب عندما تطالب بتغيير زعاماتها أو إصلاحها وهي ترى أنها سبب شقائها وتعاستها وتخلفها؟
ألا تدل تصريحات غينغريتش على وقاحة سياسية وعهر ما بعده عهر لا يقيم وزنا للديبلوماسية على حساب الحق والحقيقة؟ كيف سيحترمنا عندما نصافحه إذا ما وصل الى موقع الرئيس وهو يعلم أننا لم نحرك ساكنا عندما قال ما قال؟ كيف سيتجاوب معنا عندما نصر على مطلب ما وهو فقط الذي يستطيع تحقيقه؟ أي سبب يجعله يحترم مطلبنا ونحن لا نحترم أنفسنا في المقام الأول؟
فالمهم ليس ما قاله ذلك المتسلق المتملق بل المهم ما سنقوله نحن بني يعرب من المغرب حتى البحرين؟ ويقول رب العزة "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
وحمى الله الأمة والغيارى على الأمة.
والله من وراء القصد.