لو الخلاف تفشى دارت رحى الطاحون
الطيبة والعفوية لدى المواطن الأردني الذي يتمتع بالحس الوطني جعلت البعض يظن أن هذا المواطن هو أهبل أو أن فاقد للأهلية أنهم هم فقط من يستطيع التفكير عنه والعمل لأجله وهنا قصدت البعض كما أسلفت فالذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعب الأردني متذرعين بالعديد من الحجج وخاصة اللعب في مشاعر الأردنيين وإسماعهم ترانيم الإصلاح العذبة وتراهم مرة يتهمون الجهات الأمنية ومرة العشائر حتى أنهم وصلوا بذلك إلى إتهام الأمهات اللواتي يعلمن أبنائهن معاني الانتماء الى الوطن وقيادته بأنهن متخاذلات وليس لهن إرادة .
من الملاحظ في هذه المرحلة إننا نجد الخبر الجاهز الذي يأتي من الخارج أو من بعض المتعطشين لخراب الوطن المراهنين على سقوطه بحيث أن هناك متبرعين لنقل هذا الخبر من عدة جهات حتى لو كان هذا الخبر ضد مصالح الشعب والوطن طبعاً البعض مدفوع الأجر والبعض الأخر يبحث عن أضواء وبعضهم يريد المناكفة ولا ننسى المتسلقين الذين يريدون الوصول الى المناصب والجاه ولا يهمهم كيف مما يؤطر لدب الخلاف الذي إذا تفشى دارت رحى الطاحون وأخذت في طريقها الأخضر واليابس وما تبقى من كرامة لدى المواطن الاردني الذي يتهم بولائه وانتمائه لوطنه وقيادته أو لنقل ليس عنده انتماء أو ولاء بل انه يخاف على نفسه وعلى عياله فما العيب في ذلك كما يقول هؤلاء المتشدقون .
هل من يريد الإصلاح ويطالب بتغييرات جذرية يرى أن هذا الإصلاح يأتي عن طريق المسيرات والاعتصامات والعنف في الجامعات وحرق الإطارات وإغلاق الطرق والتشكيك بالانجازات وترحيل الأزمات الخارجية إلينا أراني أجد هذا ما تكلم به من قام بتهديد الأردن بإيقاظ الخلايا النائمة التي ستعيث خراباً في الوطن وبمساعدة من بعض أبناء الوطن الساعين الى ابتزاز الوطن للحصول على مكتسبات دنيوية بحجة الإصلاح الذي يجب أن يكون عن طريق تفعيل لغة الحوار بين المواطن وصاحب القرار سيستغرب البعض لماذا قلت عنهم أبناء الوطن هذا لأنني ما زال لدي أمل بان يعودوا الى صوابهم ويضعوا مصلحة الوطن والشعب في قلوبهم وعقولهم وان يبتعدوا عن لغة الصدام والشتم لبعضهم لبعض .
إن ما نراه ونسمعه كل حين وحين يقودنا الى أن الوطن لا يستطيع حمايته إلا أبناءه وهذا لا يعني أن نقف على الجانبين ونقسم أنفسنا الى طرفين طرف مع وطرف ضد وكما نعرف لم يكن يوما الاختلاف في الرأي يفسد للود قضية فكلنا متفقون أن الحاجة ملحة للقيام بالإصلاحات الحقيقية كما أشار جلالة الملك " إن المواطن يستحق الوضوح والصراحة " وليس هناك من هو فوق القانون وهذا يدعونا بان نكون على قدر عال من المسؤولية التي تعمل من اجل البناء في الوطن وليس الركض خلف شعارات تعمل من اجل الهدم في الوطن بحيث لا تهمنا النتيجة حتى لو كانت سلبية المواطن الاردني مهما كانت قناعته هو الأكثر من غيره معنياً بالحفاظ على امن واستقرار الوطن حتى نستطيع أن ننأى بأنفسنا ووطننا من الوقوع تحت رحى الطاحون .
ابراهيم خطيب الصرايره
كاتب وباحث