الملك معنا وليس معهم
خاطىء من يعتقد ان الملك سيكون في صف الفاسدين بل سيكون عليهم؛ كما شعبه المخلص لوطنه وتراب بلاده فهو لا يرضى ان يكون الوطن مستباحا لقلة على حساب الشعب وان كان هناك من حاول استغلال الوطن في مرحلة من المراحل؛ فان الملك والشعب سيعيدان الامور الى نصابها.
موقف الملك واضح وصريح فهو مع الاصلاح الهادف لارساء اسس ستكون نبراسا لأردن معافى مشافى من الأمراض وقد بدأ جلالته منذ فترة عملية إصلاح كانت بداياتها الدستور وستستكمل القوانين الراعية للاصلاح ووجّه الحكومة الحالية بأعطائها الضوء الاخضر لمحاربة الفساد.
الفاسدون في الوطن عليهم تصحيح مسارهم إما بارجاع ما نهب من ثروات الوطن او ان ينالوا الجزاء الذي يستحقون؛ بمحاكمات من خلال تحويلهم للقضاء ليظهروا على حقيقتهم بأنهم اناسٌ خانوا الأمانة ولا مكان لهم بين شرفاء الوطن وسيتم تنظيف الوطن منهم.
هؤلاء الفاسدون خانوا الوطن وقيادته التي توسمت فيهم الخير فلم يكونوا أهلا للثقة من خلال امانة اؤتمنوا عليها؛ وهي خدمة الوطن والشعب فمن يخون الوطن هو بالنهاية يخون قيادته لان القيادة هي من ترعى شؤون الوطن .
الفاسدون الذين وضعت الثقة بهم تخيلوا انهم عندما يتولون المناصب القيادية فهم اصبحوا فئة اكبر من الشعب ويحق لها ما لا يحق للشعب معتقدين ان المناصب القيادية وجدت لهم لا لغيرهم على اعتبار انهم ليسوا من الشعب مع ان المفترض ان يكون هدفهم الاخلاص بالعمل النزيه والشريف.
تمادوا في غيهم وطغيانهم فأهلكوا الحرث والزرع واستولوا على مقدرات الوطن من اموال واراض غير مدركين ان الوطن في النهاية وطن والجميع طارىء عليه والوطن ليس لهم ولا لمراحلهم بل للاجيال فكما كان للسابقين هو ايضا للاحقين وهم يذهبون والوطن باقٍ وان تنعموا بخيراته لفترة من الوقت.
جلالة الملك اعطى توجيهاته للحكومة بان لا احد فوق القانون والمساءلة وانه ماض في الاصلاح وان لا رجعة عن اصلاح الحال بأي حال وطالب بالاسراع بانجاز القوانين الناظمة للبنية التشريعية والحياة السياسية ودعمه للحكومة في انجاز المهام التي جاءت هذه الحكومة من اجلها.
ويبدو ان الحكومة الحالية بدأت تشق طريقها في العمل الجاد وهذا ما ستكشفه الايام القادمة مع بوادر فعلية في جدية محاسبة الفاسدين دون الالتفات الى حجم هؤلاء وقوتهم وفعلهم على الساحة ومن هنا على الحكومة ان تدرك ان ملف الفساد يجب ان يكون من اولوياتها ويجب ان يعطى الاهتمام اللازم والسرعة القصوى في احالة قضايا الفساد الى القضاء.
الشعب ينتظر المزيد من الحكومة في هذا الملف ويأمل ان يرى الرؤوس يطاح بها تباعا لان الملك هو من يقود الاصلاح وهو الداعم الاساس له، اضافة الى الشارع بحراكاته المختلفة يصر على ان يرى الانجاز وبعد قرابة العام من بدء الحراك الذي لم يمل لغاية الآن ولم تتجاوب معه الحكومات السابقة التي راهنت على عدم استمرارية الحراك فما بدأه الحراك لن ينهيه الا تنفيذ مطالبه.
رأينا في الاسبوع الماضي تحركا حكوميا في هذا المجال بدأ باحالة البعض وننتظر احالة كل من تجرأ على الوطن ومقدراته إلى القضاء وان يعاد ما نهب من ثروات الوطن الى وضعها الصحيح ونتمنى من هؤلاء الذين تجرؤوا على الوطن ان يتجرؤوا على ذاتهم ويعيدوا المقدرات التي نهبوها الى وضعها الصحيح.
من يتجرأ على الوطن عليه ان يدرك ان الجرأة على الذات هي بمثابة التوبة ليعود مواطنا صالحا لا ان ينتظر العقاب فالتوبة افضل لهم واسلم لهم من ان يجدوا انفسهم خلف القضبان وعندها لن يرحمهم ربهم ولا الشعب بل سيكونون عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على الوطن والذي يعتدي على وطن يعيش فيه هو اشبه بعدو يحتل ارضا ليست له.