الديمقراطية أم الدمار ما أورثته أمريكا للعراقيين

تم نشره الإثنين 19 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 07:17 مساءً
الديمقراطية أم الدمار ما أورثته أمريكا للعراقيين
ماجد العطي

لا أرى في انسحاب أميركا هزيمة لها ,إلا إذا أتى المشهد العراقي القادم بما يدل على الهزيمة. فقد أسقطت النظام العراقي وأحضرت عملائها على ظهر دباباتها ليحكموا بلاد الرافدين. وأصبحت لاحقا الميليشيات هي التي تحكم , فطغت الطائفية في نظام الحكم الجديد, وعم الفساد كل أجهزة الدولة.
ثلاثة بنود رئيسيه كانت خلاصة الهدف الأمريكي لاحتلال العراق الأول الخلاص من صدام والثاني سرقة ثرواته والثالث تمزيقه إربا وهذه الأهداف الثلاثة تحققت بشكل كامل ومن منا ينكر ذلك الاستحقاق الذي أنجزته خلال التسع سنوات الماضية و قتلت ودمرت كل انجازات الشعب العراقي لأكثر من ألف عام وتركت ورائها أناسا يتضورون جوعا.إن أميركا لا تتفق في الكثير من الأمور مع حكومة المالكي ولكنها ترى فيها ما ينفذ كل رغباتها ولذلك أبقت عليها.
إن ما لا يستطيع المالكي نفسه أن ينكره ,يتلخص في أن حزبه روج لفكرة أن النفط لأمريكا لأنها من أجله قدمت ونحن لا نستطيع مقاومتها ومحاربتها وهزيمتها , ومن كان يجده مؤيدا له ومنخرطا في حزبه كان يأتي به من الخارج ويمنحه منصب في إحدى الوزارات أو رتبة عسكرية وهذه الرتبة العاجلة إنما يستحقها لأنه ظل طوال سني غربته هاربا من نظام صدام حسين.
يحق للعراقيين الشرفاء أن يحتفلوا بهذا الإنسحاب , وما هو إلى نصرا لهذا الشعب العظيم الذي التهب ضد الغزاة الجدد. وقدم تضحيات جليلة ومقاومة عنيدة ضد المحتل . في حين كان البعض يبحث عن مكتسباته وإعطاء الأولوية لخلق النزاعات و الصراعات ذات الطابع الطائفي والعرقي لتبقى البلاد تحت وطئة المستعمر .

على المقاومة أن تضاعف جهدها لاستعادة مكتسبات الشعب العراقي الأبي من أيدي المرتزقة وعملاء أميركا لتعود وتنير شمس العراق الذي ضللته قوى رجعية وتآمرت عليه مع قوى الشر والعدوان وأوهمته إن تحالفها مع الشيطان سيقيها شروره, ولكننا ما نراه على الساحة العربية يؤكد استمرار مخطط التقسيم المزمع عمله من قبل أميركا وإسرائيل وتحويل المنطقة إلى كانتونات صغيرة لا تقوى على شيء. وإبعاد البصيرة عن المخططات الصهيونية التي تنفذ أمام مرأى حكام العرب أجمع وما نراه في فترة الربيع العربي المنحرف عن مساره قامت أكبر مشاريع الاستيطان على أرض فلسطين الحبيبة في ظل غياب عربي واضح ومتعمد من قبل دول لطالما عرفناها بتواطئها مع العدو الصهيوني .
لقد انكشف الستار عن العديد من العملاء فباتت أميركا لا ترغب فقط من هؤلاء بإعلان الولاء وتقديم الدعم المالي أو اللوجيستي فأصبح المطلوب أكثر من ذلك بكثير, حيث أوكلت إليهم مهمة تفسير مخططاتها وماهية الأوامر الموكلة إليهم لتنفيذها , فبادرت قطر على الفور بإعلان خارطة فلسطين المجزئة والناقصة لحقوق الشعب الفلسطيني وجاء بعدها الصديق الأكبر وفاءا لأميركا ( تركيا ) بان أعلنت رام الله عاصمة لفلسطين , لن ننتظر أن يكافئنا هؤلاء بغير ذلك فلا خيار أمامنا إلا العودة إلى المقاومة من أجل تحرير كل شبر في وطننا العربي.
نبارك للمقاومة العراقية جهودها وشراستها , فما هنيء مستعمر لعراقنا الأشم .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات