المؤتمر الدولي للإعلام يختتم أعماله في جامعة البترا
المدينة نيوز - اختتمت في جامعة البترا أعمال المؤتمر الدولي الذي أقامته جامعة البترا بالتعاون مع نقابة الصحفيين الأردنيين تحت شعار " وسائل الإعلام أدوات تعبير وتغيير "، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمختصين في القطاع الإعلامي والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية الأردنية والعربية، بحثت فيه على مدار ست جلسات، سبع عشرة بحثاً، تناولت واقع الإعلام وأثره في التحولات التي تشهدها المنطقة مسلطة الضوء على دور الإعلام في التغيير المجتمعي والبناء القيمي. فضلاً عن الاطلاع على آخر التطورات والاكتشافات العلمية في مجال الإعلام ومعرفة أثر نتائجها على الفرد والمجتمع. وتعميم فائدتها على طلبة الإعلام والعاملين في القطاع الإعلامي.
ودعا أ.د عدنان بدران رئيس جامعة البترا، راعي المؤتمر خلال كلمته الافتتاحية المؤتمرين إلى الخروج بتوصيات تسهم في إثراء الجوانب المهنية، وإثراء العملية التعليمية بحيث يكون الإعلام مبادراً دائماً للنهوض بأعباء التغيير والإصلاح، مضيفًا أنه يجب إزالة جميع الحواجز أمام الإعلاميين، للوصول إلى المعلومات، ونقلها بمصداقية وشفافية إلى المجتمع. وقال: إن الإعلام أثبت أنه شريك أساسي وفاعل في كل ما يشهده الوطن العربي من انتفاضات شبابية تسعى إلى التغيير، والانتقال إلى عهد جديد تتحقق فيه المشاركة والعدالة والمساواة، مشيراً إلى أن إدراك جامعة البترا لأهمية الإعلام دفع سياستها إلى العمل على الانتقال بقسم الصحافة والإعلام إلى كلية للإعلام وافتتاح برامج للدراسات العليا فيها .
من جهته قال نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني إن العمل من أجل وسائل إعلام حرة ينبغي أن يكون هدفًا من أهداف الإصلاح وتفعيل الحكم الرشيد، مشيراً إلى الدور الذي أصبح يلعبه الإعلام في تشكيل الرأي العام على المستويات المختلفة المحلية والإقليمية والدولية، ودوره الرقابي وقدرته على توفير المعلومات وإشاعة المعرفة وتضاعف تأثيره بعد التطور السريع في تقنيات الاتصال، مضيفا أن الإعلام دخل في منافسة حادة، سعيًا للوصول إلى الرأي العام بإقناعه أولا ثم التأثير فيه ثانيًا ودفعه نحو التطوير والتغيير ثالثا، مبينا أن الإعلام أصبح من أهم أدوات في التغيير داخل المجتمعات، إن كان عن طريق الوسائل الإعلامية التقليدية، أو عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة - كالفيسبوك وتويتر - التي فرضت نفسها على الواقع الإعلامي كظاهرة واجب مراعاة كافة تفاصيلها. مضيفا أن "وسائل الإعلام ساهمت في إحداث التغيير غير المعهود حيث لا يتحقق هذا التغيير إلا عن طريق التسلح بالعلم والخبرة المهنية عن طريق الالتزام بالموضوعية والحيادية المطلوبتين ".
وبين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور تيسير أبو عرجة، رئيس قسم الصحافة والإعلام في الجامعة أن المؤتمر ركز على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في التنمية الشاملة وأثره في دفع عجلتها ومناقشة إمكانية وضع إستراتيجية إعلامية عربية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة وبحث سبل وضع أجندات إعلامية عربية تعالج قضايا المجتمع العربي.
ولفت إلى أن المؤتمر طرح بعض النظريات العلمية المتعلقة بوسائل الاتصال المرئي والمسموع والمطبوع والتعرف على واقع الصحافة الإلكترونية
ووصف أبو عرجه بأن هذا المؤتمر يفتح المجال أمام الإعلاميين الشباب وطلبة الإعلام والعاملين في المؤسسات الإعلامية للاطلاع على آخر المستجدات والنظريات العلمية المتعلقة بمعايير الفنون الصحفية وتقنيات وسائل الاتصال الحديثة والتركيز على دورها في التغيير الايجابي والارتقاء بالمجتمع نحو الأفضل مشيرا إلى أن جلسات المؤتمر ناقشت التشريعات والقوانين الإعلامية وأخلاقيات المهنة وما استجد عليها في الألفية الثالثة وأثرها على تناول الصحفيين في معالجاتهم للمشكلات المتعلقة بالتحول إلى مجتمع المعلوماتية.
وفي نهاية أعمال المؤتمر أوصى المؤتمرون على مواصلة الاهتمام بإعداد وتأهيل الصحفيين والإعلاميين داخل كليات الإعلام في الوطن العربي، وتطوير المناهج من أجل امتلاك التقنيات الحديثة الكفيلة بتخريج إعلاميين أكفاء، استناداً إلى مضامين المنهاج المعتمد، وتعزيز التعاون والشراكة مع الجامعات الأجنبية المعنية بإعداد الصحفيين والإعلاميين في الغرب ذات الاهتمام المشترك لتحقيق نوع من التفاعل الأكاديمي بين كلياتنا وتلك الجامعات في ميادين الإعلام خاصة.
كما أكدوا على تنشيط المبادرات المبدعة لكليات الإعلام من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل لتنمية المجتمع المحلي ومد جسور التعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة وكسر الحاجز بين المجتمع والجامعة.
وتكثيف الدراسات الأكاديمية في حقول الإعلام الجديد لتوضيح دورها للتعبير عن الظواهر الاجتماعية والمشكلات التي تعتريها وأثرها على حركة المجتمعات العربية.ودعم عملية التربية الإعلامية في مجتمعاتنا العربية بما يساعد على توجيه الجيل الجديد نحو كيفية التعامل مع ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة. وتطوير مناهج كليات الإعلام مساقات أخلاقيات الإعلام باتجاه استيعاب التطورات المتلاحقة في مجال الإعلام ووسائله لاسيما في ظل التطورات السريعة في إعلام الانترنيت.
كما دعا المؤتمرون أيضا، الحكومات العربية، ومن خلال تعاونها وتنسيقها مع الجمعيات والنقابات والاتحادات الإعلامية والمؤسسات الأكاديمية المعنية بشؤون الإعلام، إلى ضرورة توفير مناخات برامجية وطنية للتدريب والتأهيل الإعلامي، وتنظيم وإصدار مواثيق شرف إعلامية- أخلاقية تحمي حرية الإعلام وتصون قيم المجتمع وترتقي بالذوق العام وتساند النظام المجتمعي وأطره القيمية.
وشارك في جلسات المؤتمر نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني ورئيس هيئة المرئي والمسموع الدكتور أمجد القاضي ووزير الإعلام الأسبق إبراهيم عز الدين ونائب رئيس فيلادلفيا الدكتور صالح أبو إصبع وعميد معهد الإعلام الأردني الدكتورة عبير النجار وعميد كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الدكتور حلمي ساري وأكثر من ثلاثين باحثاً وعالماً في مجال الإعلام يمثلون مختلف الأقطار العربية وأقيم على هامش المؤتمر بعض المعارض المتعلقة بالإعلام منها المعرض الخاص بالكتب والمنشورات الصحافية والمعرض المتعلق بالصور الفوتوغرافية الصحافية
وكرم أ.د. بدران في ختام حفل الافتتاح نقيب الصحفيين وممثلي المؤسسات والشركات الداعمة للمؤتمر.