في رثاء الأستاذ قاسم أبو صباح
لقد غادرتنا أيها الرجلُ العظيم على عَجَل, فباغتكَ الموتُ وما زلْتَ في زهوِ شبابك يا معلمَ الناس الخير والعلم. شرّبتنا حبّ العلمِ والدّراسة منذ أنْ كنتَ مدرساً ويا لك من مدرّسٍ كفؤ ... ففجِعتْ الرمثا كلها بوفاتك, فكم أحزنتَ قلوباً لطالما أحبتكَ .. وكم أدمعتَ مقلاً لطالما كانت تنظر إليك تستقي منك قواعدَ النحو والصرف والعروض ... أنت الأخُ والأبُ والصديقُ والمربي.
أستاذنا .. نعلمُ جميعاً كم كنت للخير من السّباقين .. وكم كنت للصلاةِ من المحافظين .. ونشهد أيضاً لك بأنكَ لمْ تكن من أولئك الذين يخفون ما لا يظهرون, فأنت كما عرفك الجميعُ صاحبُ كلمةِ حق .. لا تهابُ أحداً مهما كان, رجلٌ أمثاله يكادون ينعدمون في هذا الزمان, زمن النفاقِ والكذبِ والرّياء!! أنت شخصٌ جسّدتَ في حياتكَ ذلك المثلَ القائلَ "الساكتُ عن الحق ناطقٌ بالباطل " نعم .. كم كنت تنطق بالحق وتبغضُ أهل الباطل وتمقتهم, وما أكثرهم في أيامنا...!!
أستاذنا أبا محمد .. لقد آلمَنا خبرُ وفاتِك ألما شديدا, فكانَ يومُ الخميسِ يوماً أسوداً علينا, خيّمَ الحزنُ فيهِ معظمَ البيوت, لأنّ الناس جميعهم أحبوك .. عظيمُ الخلق نقيُ السريرة, لا تخاف في الله لومة لائم .. جبلٌ في العطاءِ وقولِ الحق وسدادةِ الرأي, نبعٌ في اللغة العربية وعلومِها. أفدتَ الجميعَ بما فتحَ اللهُ لك به من العلم سواء طلاباً أو معلمين .. وها هي الرمثا كلّها تشهد لك بالخير, فكل من عرفكَ ترحم عليك وسأل الله لك المغفرة, فاهنأ بإذن الله تعالى في جنات النعيم ...
الفاتحة إلى روح المرحوم الأستاذ قاسم أبو صباح.