جيوب برتقالية ضد الدولة

- بعد ان ظل الاردن مرتعا للجيوب البرتقالية وجماعات التمويل الاجنبي المشبوهة (مراكز دراسات خاصة وحقوق انسان وحريات صحافة واعلام مجتمعي.. الخ), ضد الدولة العراقية قبل وبعد الغزو الامريكي, وكانت العراق انذاك مصدرا اساسيا للاقتصاد الاردني وتدريس الاف الطلبة الاردنيين وعاملا مهما في توازنه السياسي الاقليمي.. هناك من يريد ان يجعل الاردن مرتعا لهذه الجيوب المشبوهة ضد سورية (الدولة وليس النظام).. وليس لقاء البحر الميت القريب هو الاول من نوعه لهذه الجماعات التي تتستر تحت غطاء النشاط المدني, وحقوق الانسان والاعلام الحر الخاص (لا حر ولا خاص) بل ضمن اجندة امريكية معروفة للقاصي والداني... واذا كان هناك من شظايا اليسار الانتهازي والليبرالي المزعومة من لا يهتم ولا يحتفي بقيمة الارض والوطن فالاردن ليس مجموعة فنادق ومولات ومحطات لهذه الجيوب المشبوهة وفي كل ذلك لا بد من الاستدراكات التالية:
1- ان الدكاكين التي تعرف بالمنظمات غير الحكومية وغير الربحية على شكل مراكز دراسات خاصة وحقوق انسان واعلام مجتمعي خاص وحريات صحافيين .. الخ هي ربحية مرتبطة بحكومات اجنبية تاريخها اسود في مجال حقوق الانسان (قتل وتشويه مليون عراقي على يد الامريكان, وقتل عشرات الالاف الليبيين على يد الفرنسيين والانجليز)
2- انها موجهة لتحطيم الدولة بشكليها (المجتمع السياسي والجيش) والمجتمع المدني (المنظمات غير الحكومية الحقيقية مثل النقابات والجمعيات والاحزاب التي تتميز عن الجيوب المشبوهة بانها تمثل هيئات عامة واسعة تنتخبها وتحاسبها ماليا واداريا وسياسيا.
3-انها شكل جديد (قوة ناعمة) برتقالية بدلا من الاشكال القبيحة الواضحة مثل جيب لحد العميل في لبنان او التدخلات العسكرية المباشرة.
4- انها تهديد للامن الوطني للدول وللامن الاجتماعي معا وباتت اليوم مصدرا لتقارير السفارات الامريكية والفرنسية وغيرها التي لا تعنيها حقوق الانسان في شيء بقدر ما تغيبها اجندة سياسية- امنية مرتبطة غالبا بالامن والمصالح الصهيونية...
5- انها دولة في الدولة, حيث تستخدم نفوذها مع دوائر استخباراتية عالمية معروفة لابتزاز الدولة الاردنية من اجل التغاضي عن نشاطاتها المشبوهة...
6- وهي ثورة في الثورة بما هي جزء من الثورة البرتقالية التي ترعاها المخابرات الامريكية لسرقة الثورات الشعبية الحقيقية وتفريغ حقوق الانسان من مضامينها الاجتماعية والطبقية وعزلها عن معركة فك التبعية والصراع العربي- الصهيوني-وهي بهذا المعنى (بلاك ووتر) مدني ضد الثوار والنشطاء المدنيين الحقيقيين الذين يتوقون لتحولات ديمقراطية في اطار برامج للتحرر الوطني والقومي.
7- ان الاب الروحي لها جميعا ناد عالمي اشبه بحكومة كونية خفية تدير مؤسسات معروفة مثل بيت الحرية ونيد وصبان ومعهد واشنطن وفورد فاونديشن وراند وغيرها من المؤسسات الامريكية اضافة لجماعات الخارجية والمخابرات الفرنسية وللمنظمات الالمانية المعروفة. وغيرها من منظمات الدول الاسكندنافية والكندية.. ومن ابرز القائمين عليها جورج سوروس وروبرت ساتلوف وجين شارب وبيتر اكرمان وجميعهم من يهود (القوة الناعمة) للسيطرة على العالم.(العرب اليوم )