64 فتاة معوقة ذهنيا يجري استئصال ارحامهن سنويا

المدينة نيوز - تظهر احصائيات المجلس الاعلى لشؤون الأشخاص المعوقين ان نحو 64 فتاة من ذوات الإعاقة الذهنية يتم استئصال ارحامهن سنويا دونما اسباب مرضية تبرر ذلك الاستئصال.
وتقدم بعض الاسر على استئصال ارحام بناتهن المعوقات، بصفتها "خطوة احترازية لحماية الفتاة من الاعتداء، ولاسباب تتعلق بالابعاد الفسيولوجية، بعدم وعيها للتعامل مع خصوصية سن البلوغ". ويطالب اطباء وحقوقيون وعلماء شريعة بقوانين وتشريعات تجرم كل من يقدم على هذا الفعل، معتبرين ان غياب هذه التشريعات يفاقم من هذه الممارسات مستقبلا.
وقالت رئيسة لجنة المرأة في المجلس الاعلى لشؤون الأشخاص المعوقين مها السعودي، ان هناك صمتا حول ما تعانيه المرأة ذات الإعاقة، سواء من حيث العنف الاسري، او الاغتصاب، مؤكدة ان القيود الاجتماعية تحول دون الافصاح عن الاعداد الحقيقية للفتيات المعوقات الذهنية اللواتي يتعرضن للاساءة بمختلف اشكالها، لاسيما استئصال الارحام لديهن.
من جهته، قال الباحث في الدراسات الاسلامية علاء الدين ابو حسان، انه لا يوجد في الاسلام نص صريح للتفريق بين الانسان المعوق وغير المعوق، لكن هناك نصوصا كثيرة منها قواعد عامة ونصوص صحيحة يمكن ان يبنى عليها الحكم، مؤكدا انه لا يمكن للمفتي الانفراد بالفتوى بعيدا عن رأي الطب الذي يتعلق بحياة المريض.
واضاف ان ثمة ايات تدل على التحريم ومنها قوله تعالى في الاخبار عن الشيطان : "ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله". وتساءل انه كانت هذه الاية جاءت بحق الاعتداء على الحيوان، فكيف ان كان التغيير في خلق الانسان، لافتا الى قوله تعالى : ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر". وقوله تعالى : " ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها".
وقال رئيس جمعة اخصائيي النسائية والتوليد الدكتور مازن الزبدة، ان هناك دورا يجب ان تقوم به المؤسسات الحقوقية، والاعلام والمهتمين بشؤون المرأة لجهة التوعية، والسعي لمنع هذه الممارسات قانونيا.
من جهتها، قالت مديرة معهد العناية بصحة الاسرة الدكتور منال التهتموني، ان عدم تجريم استئصال ارحام الفتيات ذوات الاعاقة يعطي مسوغا لكل من تسول له نفسه الاعتداء جنسيا عليهن باعتبارهن مستضعفات وغير قادرات على الدفاع عن حقوقهن، مؤكدة ان ثمة مضاعفات جسدية تلحق بالفتاة المعاقة اثناء الاستئصال وبعده.
واشارت مديرة البرامج والانشطة في جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء المحامية انعام العشا، الى ان الاتفاقية التي وقع عليها الاردن تنص على حماية الاشخاص ذوي الإعاقة، الامر الذي يستدعي ايجاد تشريعات تمنع وتجرم كل من يقدم على هذه الفعلة.
من جهته، قال نقيب الاطباء الدكتور احمد العرموطي، ان النقابة التي تؤكد احترام انسانية الانسان وحقه في الحياة الكريمة لم تتلق اي شكوى بخصوص استئصال الارحام من الفتيات ذوات الاعاقة الذهنية والعقلية، داعيا الى سن التشريعات اللازمة لحمايتهم ورعايتهم النفسية والجسدية.
بدورها بينت امين عام المجلس الدكتورة امل النحاس ان معالجة هذه الممارسات تتطلب جهدا من مختلف الجهات المعنية، لاسيما وسائل الاعلام.
وكان سمو الامير رعد بن زيد رئيس المجلس الأعلى لشؤون الاشخاص المعوقين افتتح فعاليات ورشة عمل تناقش تحريم وتجريم استئصال الارحام للفتيات المعوقات ذهنيا، بالتعاون مع جمعية اخصائيي امراض النسائية والتوليد، بمشاركة عدد من الاطباء والمختصين وعلماء الدين الاسلامي.(بترا)