صديقي حمدان أبو أذان... دليل سياحي محرج
يتسمر صديقي الدليل حمدان أبو أذان عند تعرضه لأسئلة تقع على رأسه مثل شوال قمح خط أحمر ويحاول التملص من الأجوبة التي تخص المجتمع الأردني وسلوكياته، ولكن لا مناص فالمشكلة ان بعض الأسئلة تتكرر في كل مجموعة سياحية وكأنهم تاركين التاريخ والآثار وبلشانين بسلوكيات الشعب الأردني خص نص. تبدأ الأسئلة من المطار عن التأخير في الدخول وعن بعض الناس اللذين يقفزون الى راس الدور بلا رقيب ولا حسيب. يجيب صديقي الدليل وحتى يخلق انطباع جميل عن الوطن والنظام فيقول ان هؤلاء ربما كانوا نسوا ورقة او حقيبة ورجع على نفس دورة والتاخير لأنه الكهرباء بتقطع والكبيوتر بده وقت حتى يتبرمج من جديد. ولكن ان شاء الله اوعدكم انها ما تتكرر في المغادره. الله ستر وسكتوا السياح لأنهم دايخيين من رحلة طويله.
الآن دخلنا عمان العاصمة البهية ذات النظام والترتيب وفجأه يسأل شخص من آخر الباص عن فوضى السير وحركة السيارات وقطع الأشارة حمراء فيجيب باطمئنان انه هذا احسن من كثير دول عربية واللي بيصير قدام عينكم وبيتكرر صدفة.. بس صدفه ويمكن واحد مستعجل لأنه امه مريضة وانتوا ما بتعرفوا غلاة الأم بثقافتنا بعدين يا جماعة جهزوا حالكم وصلنا الفندق. . الحمد لله ، الله ستر وسكتوا السياح. ثاني يوم الصبح جاي صديقي وبيقول لنفسة اليوم جديد وانتهت ملاحظات وأسئلة السياح. فجأة تسأل عجوز عن أكوام البسطات اللي فاتحة قبل المحلات التجارية فيتردد ويجيب بانه الحكومة تقوم ببرامج تنمية للمجتمعات المحلية وتسمح لبسطات الفقراء ساعتين في الصباح قبل ما تفتح المحال التجارية. يا عمي خليهم يترزقوا ويبلغ السائق ان لا يعود من اي شارع بسطات في طريق العودة، استرنا الله يرضى عليك.
وعند الوصول الى شارع الأردن يصدم السائح بأكوام النفايات على طول عشرات الكيلومترات ويسأل عن السبب فيجيب صديقي انه عمال النظافة عاملين اضراب لمدة خمسة ايام ( مدة رحلة المجموعة ) وانتم عارفين الأردن دولة حريات ومن ابسط حقوق الأنسان والعمال ان يقوموا بالإضراب. يهممس السائق ويقول يا رجل اتقي الله انت شايف هذه زبالة واضحة قديمة من لونها وعمرها سنوات. يرد صديقي المرتاح من اجاباته كثير ويطلب من السائق بأن لا يتدخل بشغله، يا اخ يشو رايك اسوق الباص عنك وانت تشتغل دليل محلي، ما شاء الله وكاد. بعد شوي وصلنا آثار جرش ويسأل سائح عن الكتابات على آثار عمرها الفين سنة. يأخذ صديقي مجده ويجيب بأن معظم هذا من ايام تركيا قبل ما يصير في البلد نظام وبعدين شايفين هذا حرف انجليزي يعني السياح كتبوه مش المواطنين او طلاب المدارس. وعلى طريق البحر الميت العدسية يلاحظ السائح نظافة عالية وعمال الأمانة على الجانبين اثناء مؤتمر دافوس وتعلق طفلة فرحة بوجود عمال الخدمات وتقول ليش عمو هون ما فيه اضراب للعمال. يتقدم صديقي الدليل الغلبان من الطفلة ويمسح شعرها ويقول لأهلها طفلتكم جميلة. دخلتش بأي صف انتي عمو. ولما يصل السائح للبحر الميت يدخل فنادق خمس نجوم ويسأل عن الشاطئ العمومي للمواطنين فيرد صديقي الدليل بأن هناك شواطئ عامة كثيرة ولكنها في جنوب البحر عند ملاحات الفوسفات والجو هناك احلى بكثير من هذا المكان. وفي ازمة السير داخل الكرك يجيب بأن الحكومة اضطرت تخلي الشارع بعرض متر لأنها تحافظ على الآثار.
أما في البترا فيتعرض صديقي لسؤال عن عمالة الأطفال والتهرب من المدارس فيقول اليوم عطلة مدارس فقط في البتراء لأنهم بيعملوا صيانة لمدرستهم. ثم يتعرض لسؤال في العقبة صباحا عن الناس اللي نايمة على الأرصفة فيقول بأننا نحتفل بيوم الأنتماء الى الأرض ومعانتقتها.
يعتقد صديقي بأنه نجح في الإجابة عن كل الأسئلة وانه قام بدور وطني بتبييض وجه الأردن ولكنة يبقى مترقب لسؤال متكرر وحافظ جوابه مثل كرجة المي.
وفجأه سال سائح هذا السؤال باتسامه وكأنه يريد اعطاء صديقي الدليل الفرصة الأخيرة لتقديم جواب سهل ويصدق مع السياح ولو مرة .قال السائح " دخلك ليش كل الناس في شوارع العقبة بيحملوا اكياس حرامات فأجاب الدليل الذي تاه دليله بصوت الواثق " اليوم عندنا منخفض قطبي والناس بتجهز بحالها ، شو يعني هو البرد بس في بلادكم، حدا عنده اعتراض ... حدا عنده اعتراض " ويهمس في نفسه وهو يودع المجموعة السياحية " ترى يا الربع استروا ما شفتوا منا .. يالله مع السلامة "
وأدلائنا يا اخوان في رحلة الأغتراب داخل هالوطن الحزين هم رؤساء الحكومات المتعاقبة.
وهيك بتعمل حكوماتنا في استغفال المواطن والرد على قضايا الفساد والسرقة والتسيب والترهل والمحسوبية.
والله يعين الدليل السياحي مثل العطار وراه مئة ..؟؟ شو بده يرقع تا يرقع.