الفتنه نائمه.. فلنحرص على بقائها نائمه
لما كانت الخاصيه الاهم لدى الشعب الاردني بكل مكوناته هي التعايش والتسامح ,لم يجد العابثون والحاقدون والجهله خيرا من هذا المدخل لكي ينشروا سمومهم ويحققوا ماربهم التي لم يستطيعوا تحقيقها باشياء اخرى سابقا ولكن الان بعد ان تداخلت الامور واختلط الحابل بالنابل وكثر القيل والقال فقد وجدوا ضالتهم وهي بث روح الفرقه تحت مسميات الدين تارة والوطنيه تارة اخرى
لقد كثرت الشعارات والحراكات والمطالبات ..فلم نعد نعرف من يطالب من ؟والكل يطالب ..الفقير يطالب والغني يطالب والشريف يطالب والفاسد يطالب ايضا...ولعل هذا الزمن هو الزمن الذي اخبر عنه الحبيب المصطفى عندما قال : 'يبيت فيه الحليم حيرانا 'ولما صارت الفتن تطل علينا من بعيد صار لزاما علينا ان نعي حقيقة ما يجري وان نضع الامور بمواضعها والا فان الفتنه قد تأكل الاخضر واليابس
ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كثرت الاحاديث التي حذرت من الفتنه واخبرت عنها وكان هذا منذ الف واربعمئة سنه ولا أجد العذر هذه الايام لمن يغفل عن ذلك.. والاحاديث الشريفه في ذلك كثيره منها قول الرسول : 'الفتنه نائمه لعن الله من أيقظها ' وقوله في الحديث الشريف 'ستكون فتنه المضطجع فيها خير من الجالس والجالس خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي. قال يا رسول الله ما تامرني؟قال:من كانت له ابل فليلحق بابله, ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ,ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه.فمن لم يكن له شيء من ذلك فليعمد الى سيفه فيدق على حده بحجر ولينج ما استطاع النجاء '
وفي هذا الحديث دعوه واضحه لكي يبتعد الناس عن الفتن ويعتزلوها.. واذا أردنا تطبيق ذلك في زماننا هذا فلا أجد خيرا من الدعوة للهدوء وعدم الخوض في الامور التي تدعو للفتنه مع الاصرار على تطبيق القانون ومحاربة الفساد...واني ارى ان هذا الوقت حرج لوجود فتنه طائفيه شرق الاردن (في العراق) وشمال الاردن (في سوريا) مع وجود العدو الصهيوني على طول الحدود الغربيه...وقد رأينا كيف تتقاتل الناس على مواضيع الاصلاح وعلى تباين وجهات النظر والرسول الاكرم يقول فليعمد الى سيفه ويدق على حده بحجر...فدعونا يا ايها الارنيون نمسك بحجر وندق على حد الفتنه والعنصريه لكي لا نقتتل فيما بيننا لا قدر الله وعندها فان القاتل والمقتول في النار
لقد طالت علينا ايام الجمع التي هي اصلا مباركه ووجدت للعباده ولكنها لم توجد للاحتجاج والتظاهركما صارت في ايامنا هذه...فما اجمل الهدوءوما اجمل الرضى والقناعه وما اجمل ان يكون الانسان من الشاكرين لكي يعطيه الله المزيد ويسبغ نعمه علينا ...وبالمقابل ما ابشع الجحود ...وما اسوأ الاستعجال في الامور
ايها الاردنيون,لقد تعبنا من مظاهر الاستقواء على الدوله وتعبنا من مظاهر الغوغائيه كاغلاق الشوارع واطلاق النار واشعال الحرائق وغيره...وتعبنا ايضا من محاولة بعض المجموعات فرض رأيها بالقوه..وما احوجنا الى قليل من الهدوء...يجلس فيها الناس الى الحوار بروح اخويه يتناقشون ويقررون ما هو الاصلح للبلاد والعباد ..وما اجمل ان تسود الالفة والرفق بين الناس ورسولنا الاكرم يقول: 'ما كان الرفق في شيء الا زانه,وما نزع الرفق من شيء الا شانه '
وان العاقل هو الذي يدرك عواقب الامور..ولم يخبرنا التاريخ عن فتنه جنى منها الناس خيرا..بل هي شر مطلق وطامة كبرى حدثت وتحدث في بلاد مجاوره لنا وحدثت مع اخوة لنا في الدين وفي العروبه ...وان الحكمه هي ان يأخذ الانسان عبره مما حدث ويحدث الان.... فلنحمد الله على ما تحقق 'ولئن شكرتم لازيدنكم ' صدق الله العظيم