بقايا صور (ارهابية)

بالتأكيد لا اقصد رواية (بقايا صور) للمبدع السوري اللاذقاني اليساري, حنا مينه, بل بقايا صور لايام عشتها تحت الارهاب الدموي بين ساحة الشهبندر والسبع بحرات حيث كنت اسكن في دمشق عام 1983 وتذكرتها بعد التفجير الذي شهدته منطقة الجمارك مؤخرا... وكان الصديق القائد القومي الراحل, عبدالرحمن النعيمي (سعيد سيف) يعيش في تلك المنطقة وكذلك زوجة الروائي الاردني الراحل, تيسير السبول وقد كانت تلك المنطقة مسرحا لتفجيرات وعمليات مستمرة اضطرتني شخصيا لاستبدال زجاج المنزل اكثر من مرة.. وكنت يومها امام تأويلات اوساط مختلفة من المعارضة السورية (المتطرفة) بحكم صداقتي الشخصية معهم خاصة رابطة العمل الشيوعي والحزب الشيوعي - جماعة رياض الترك مع فارق موقف الطرفين من صراع تلك الايام. فالرابطة كانت تنأى بنفسها عن ذلك الصراع بوصفه صراعا بين البرجوازية البيروقراطية الحاكمة وبين البرجوازية التقليدية وذراعها الاخواني فيما كانت جماعة الترك لا ترى مانعا في التحالف مع الاخوان المسلمين وذراعهم العسكري.. وذهب بعض المعارضين الى اتهام الاجهزة السورية بانها تقف وراء بعض التفجيرات. وكان كل تأويل بالنسبة لي قابلا للنقاش الا تأويل واحد هو سبب هذه التفجيرات التي جاءت بعد اتفاقيات كامب ديفيد واتفاق 17 ايار في لبنان ومحاولة تعميمها على كل المنطقة واسقاط حلقة الممانعة لها في دمشق.
وفي الحقيقة وبحكم صداقتي مع اوساط سورية متطرفة شككوا في بعض التفجيرات فقد ساورتني شكوك مماثلة, الى ان انكشفت حقيقة هذه التفجيرات بعد سنوات, عندما انفجر خلاف داخل جماعات عسكرية (اسلامية) وتبادلت فيه الاتهامات حول مسؤولية تفجير الباص في شارع بغداد.. مما يذكر ايضا بالاعتراف المتأخر لاحد قادة (الجهاز الخاص) الاخواني على فضائية الجزيرة بان الجماعة هي المسؤولة فعلا عن محاولة اغتيال جمال عبدالناصر 1954 بعد ان ظلت الجماعة تنكر ذلك وتتهم مخابرات عبدالناصر بذلك.(العرب اليوم)