الحكومة والإعلام والجسم الصحفي!

تحاول الحكومة ان تلتقط صيغة أفضل للعمل مع وسائل الاعلام المتعددة بعد أن تخلت الحكومات السابقة عن الاستفادة من وسائل الاعلام بحجة الحياد والنزاهة فجرى اختراع مدونة السلوك التي أدارت الحكومة بموجبها ظهرها لوسائل الاعلام بحجة توفير قليل من المال من الاشتراكات والاعلان وغير ذلك من مصادر..
الذين نصحوا الحكومات السابقة حكومة باستعمال هذه الوصفة أضروا بها وجردوها من أسلحة كان يمكن ان تستعملها..بل وأعطوا مبررات لبعض هذه الوسائل وخاصة الالكترونية ان تكسب من المقاطعة والتعتيم الحكومي ومن حرد الحكومة بل وحتى من مخاصمتها فانتعشت بعض هذه المواقع .
هذه الحكومة أدركت مخاطر ذلك ومعنى ان تذهب الحكومة الى الاصلاح دون وسائل اعلام الا الرسمية التي لا تبني ثقة كافية ولا توصل رسائل موضوعية ومحايدة..
من حسن الطالع لهذه الحكومة ان فيها رجل اعلامي مميز كان نقيباً للصحفيين ورئيس تحرير أكبر صحيفة يومية وكاتب محترف وهو يقبل القسمة في علاقاته مع مختلف الاطراف ولرأيه لون ويمتلك الجرأة في تقديمه والدفاع عنه فمنذ اشتراكه في حكومة عون الخصاونة عمل وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال راكان المجالي على ترميم شبكة علاقاته الصحفية وتجديدها واعادة توظيفها لذا اختارأن يتفهم الحراك الشعبي وحتى المشاركة فيه في الكرك والاستماع الى آراء الحراكيين على اختلاف مواقفهم رغبة منه أن تظل الحكومة قريبة وان تكون في الميدان وان تشارك فيما تعتقد انه الصواب وتتعرف وتكون قادرة على شجب ما هو خطأ..
لراكان المجالي لون مميز لا يقوم من المخالفة والعناد كما يزعم البعض من منتقديه وانما من المعرفة وضرورة الشراكة والمواكبة والأخذ بالمتغيرات وادراك ما الذي يريده الناس في الحراك وحتى خارجه..
تصريحات الوزير جريئة وحقيقية في كثير من جوانبها التي تمس مشاعر الجمهور حين تحدث عن قوى الشد العكسي وعن تخطئة أسلوب الاعتماد على قوى اجتماعية للرد على قوى اجتماعية وسياسية بديلاً عن استعمال الدولة لأدواتها في حفظ الامن وحماية الممتلكات وتوفير السلامة للحراك..
المجالي في مقابلته مع قناة رؤيا في الحلقة التي أدارها الاعلامي المعروف جرير مرقة بعد حدث المفرق كان واضحاً وشجاعاً ولديه قدرة ملموسة نابعة عن خبرة في وضع النقاط على الحروف حين تحدث عن أحداث المفرق بموضوعية وحين تحدث عن الاصلاح وحماس ومنظمة التحرير الفلسطينية والعلاقات الاجتماعية الداخلية والحزبية وقوى الشد العكسي والقوى التي تريد بالمزايدة ان تضع نفسها بديلاً لدور الدولة بحجة الحرص وحتى عن المناقصين وعن القوى السياسية المراهقة.
 راكان المجالي فيما أعلم أعاد صياغة علاقة الحكومة مع الجسم الصحفي والاعلامي بايجابية في القرار الأخير الذي أصدره مجلس الوزراء في اعادة بناء علاقة تبادلية ما بين وسائل الاعلام والصحافة واهل المهنة والمُلكية فيها وما بين الحكومة ..وفي موازاة ذلك فتح راكان المجالي النوافذ على وسائل الاعلام التي استفاد بعضها وخاصة المواقع الالكترونية من سوء التعامل الحكومي معها ومقاطعتها وفرض مدونة السلوك عليها فاستأسدت واستشرست، فهل يعاود الوزير سياسة الاحتواء والتوظيف وتمكين وسائل الاعلام من المعلومة وجعل أبواب الحكومة مشرعة وغسيلها قابل للنشر على حبال الاعلام حين يتأكد الوزير أن الغسيل نظيف وأن لا شيء يمكن اخفاؤه..
يحتفظ المجالي بعلاقات طيبة مع كل القوى السياسية وخاصة الاخوان المسلمون وحماس ومع أطراف من الحراك وهو مع الاصلاحات والتغيير ومع علاقات أفضل مع الصحافة ووسائل الاعلام ومع انفتاح على البرلمان وتمكين كل أعضائه من التعبير عن آرائهم في وسائل الاعلام الأردنية وخاصة الرسمية كالتلفزيون وهو لا يتردد في نقد أخطاء الحكومة ..وهذا ما يجعله موقع نقد من قوى تقليدية أو حتى حديثة تنظر اليه أنه من المدرسة التقليدية..المجالي مع الصيغة الأردنية التي أسسها الهاشميون وهو عدو لمن يمس الوحدة الوطنية أو يريد المزايدة أو الاستقواء عليها سواء كانوا كتاباً جاءت بهم مرحلة أو مسؤولين يكسرون الزجاج ولا يريدون ان يراهم احد!! 
(الرأي)