فريق "التسلق من أجل مكافحة السرطان " يعتلي الهملايا وينجح في حشد 300,000 دولار لعلاج طفلين مصابين بالسرطان
المدينة نيوز - اجتمع العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية للشركات على رأس أجندة مجموعة من المنظمات والشركات الرائدة مؤخراً، حيث تم جمع وتقديم تبرعات مباشرة خصصت لتنفيذ شراكة فريدة بين مؤسسة الحسين للسرطان ومنظمة التسلق من أجل مكافحة السرطان أملاً في أن تحدث التغيير في حياة طفلين مصابين بالسرطان.
وقد قام اثنى عشر متسلقاً من المملكة العربية السعودية، ولبنان، والأردن، وسوريا، والمملكة المتحدة، وسري لانكا بتسلق جبال الهملايا ووصلوا مخيم إيفرست على ارتفاع 5,540 متراً، ومن ثم قاموا باعتلاء قمة جبل إيفرست المعروفة والتي يطلق عليها (آيلاند بيك). وذلك من خلال برنامج خاص نظمه فريق المتسلقين لرعاية رحلتهم وجمعوا عبره التبرعات التي وجهت لعلاج الطفلين المنومين بمركز الحسين للسرطان.
الطفلة العراقية هدى ذات العشر سنوات، والطفل الفلسطيني أحمد ذو الأربع أعوام المصابان بنوعين مختلفين من السرطان هما من ذوي الحاجة، ولا تستطيع أسرتيهما توفير تكاليف علاجهما البالغة 200,000 دولار أميركي مجتمعة، ولذلك بادر فريق التسلق من أجل مكافحة السرطان بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان بإطلاق دعوة للشركات والأفراد لدعم هذين الطفلين والتكفل بعلاجهما في مركز الملك حسين للسرطان.
العديد من المنظمات من أنحاء مختلفة بالمنطقة سارعت بالاستجابة للنداء الذي أطلقته الحملة، وأودعت تبرعاتها مباشرة في صندوق علاج المرضى المحتاجين بالمؤسسة. وكانت في مقدمة المستجيبين للنداء مؤسسة الوليد بن طلال كراعي بلاتيني حصري، تلتها شركة البيك للأنظمة الغذائية، وشاركت إلى جانبهما شركة واي واندر، وشركة النصر للمقاولات، ومجموعة تمر كرعاة من الفئة الذهبية، وشركة بيبسيكو، ومجموعة ميد لابس للاستشارات الأردنية، ومجموعة هارلي ديفيدسن- الأردن، وآي جوردن، وفيرجين ميجاستور، وجو فيش كرعاة من الفئة الفضية.
من جهته، صرح المهندس رامي أبوغزالة، الرئيس التنفيذي لشركة البيك للأنظمة الغذائية "يشرفنا أن نكون مساندين لهذه القضية الهامة التي تبنتها حملة التسلق من أجل مكافحة السرطان، وهم متسلقون معروفون بالجرأة والحماس. وأنا أدعو لتقديم المزيد من هذه المبادرات الرائدة لكونها تركز على تقديم التبرعات وتوجيهها مباشرة لعلاج الأطفال المصابين بسرطان الأطفال ".
وتابع المهندس أبوغزالة "نكن لهذا النوع من المبادرات مكانة كبيرة في قلوبنا، ونتمنى هدى وأحمد وجميع الاطفال الشفاء العاجل إن شاء الله. كما نجد لزاماً علينا أن نشكر مؤسسة الحسين للسرطان وحملة التسلق من أجل مكافحة السرطان على التفاني الكبير والجهود المضنية التي بذلت في سبيل انتشال هذين الطفلين من براثن هذا المرض العضال إن شاء الله ".
وأوضح نزار فاخوري، مؤسس حملة التسلق من أجل مكافحة السرطان أن "الهدف الرئيسي من إطلاق حملة التسلق من أجل مكافحة السرطان هو رفع الوعي بهذا المرض والمساهمة في تغطية تكاليف علاج الطفلين اللذان يخضعان للعلاج منه حالياً بمؤسسة الحسين للسرطان بحد أدنى لا يقل عن 202,000 دولار. الطفلة هدى تعاني من ورم أرومي عصبي في الغدة الكظرية، أما الطفل أحمد فقد تم تشخيص حالته باللوكيميا (سرطان الدم) سابقاً، لكن جسده النحيل لم يستجب للعلاج الكيميائي الأولي بنجاح. ولذلك، هو الآن بحاجة لزراعة نخاع العظم ".
وأضاف فاخوري "من خلال الرعايات التي حصلت عليها الحملة والتبرعات التي استقبلناها من أهل الخير من المنشآت والأفراد استطعنا جمع مبلغ قدره 313518 دولار والذي تجاوز الميزانية المستهدفة بكثير. ونتيجة لذلك، أصبح لدينا الآن تمويلاً كافياً لعلاج خمسة أطفال مصابين بالسرطان في مركز الملك حسين للسرطان ".
وأردف فاخوري "كلنا أمل وثقة بأن المبلغ الذي تم تجميعه سيساهم في مساعدة الأطفال الخمسة وعائلاتهم والتخفيف من وطأة أعباءهم المادية، ومساندتهم في محنتهم حتى يتماثل أطفالهم للشفاء التام -بمشيئة الله- ويعيشا طفولتهما بسعادة وهناء. نحن ممتنون كثيراً للتبرعات السخية والرعايات الكريمة التي وصلتنا من العديد من المنظمات والأفراد. فهي تشير بوضوح إلى قيم الخير والعطاء والتكاتف التي تميز الجهات الداعمة لنا ".
حملة التسلق من أجل مكافحة السرطان هي مبادرة غير ربحية أسسها نزار فاخوري وتسعى لحفز المتسلقين الهواة والمغامرين على تسلق قمم الجبال حول العالم بهدف جمع التبرعات للأطفال الذين يعانون من السرطان. ويقوم المتسلقون بتمويل رحلات التسلق بأنفسهم، ويكونون مسؤولين بالكامل عن تنظيمها وتغطية كافة تكاليفها، مما يتيح تخصيص كامل التبرعات التي يحصلون عليها لعلاج مرضى السرطان الذين يدعمونهم.
أما مؤسسة الحسين للسرطان فهي منظمة مستقلة غير حكومية ولا تهدف للربح، تأسست عام 1997م بموجب مرسوم ملكي لمحاربة مرض السرطان في الأردن، ودول العالم العربي. وتعد المؤسسة المظلة القانونية التي تشرف على مركز الحسين للسرطان، الذراع الطبية للمؤسسة.
ويدير المؤسسة مجلس أمناء يضم عدداً من الشخصيات الرائدة والمتخصصة في مجال السرطان نذروا أنفسهم لخدمتها، وترأس المجلس صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال، بينما تتولى صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد الإدارة العامة للمؤسسة. ويتولى الدكتور محمود سرحان الإدارة العامة لمركز الحسين للسرطان. الجدير بالذكر، أن المؤسسة تحرص على توجيه كافة إمكاناتها ومواردها خصيصاً لرعاية مرضى السرطان.