نعزيكم بالعروبه ياعرب
وكاني ارى سراد قات العزاءتنصب في كل ركن من اركان بلادنا العربية للشهيد العروبة وكاني ارى الكل هنا يعزي بالعروبه والبعض يرثيها بابيات خجله ويتوج خطابه بكلمه
أهلاً بالربيع العربي منقذاً من ضلال بدعة العروبة.. فقد اعتقد البعض منا انها شاخت وثبُت بطلان دعواها وآن لها أن تطوي أعلامها عائدة إلى بطون التاريخ أو الخرافة، شأنها شأن كل البدع التي جاء بها ما يسمى عصر استعادة الوعي بالذات!! وقد آن الأوان لكي تعود إلى حقيقتها...
فهل نقول إن التاريخ يعيد علينا الأمثولة ذاتها:
الثورة يصنعها الأبطال الأبرياء ويستشهد من أجلها الشرفاء ويحصد ثمارها الانتهازيون؟!
لا والف لا فالعروبة راسخة باقية لأنها تتصل بالروح كما بالجغرافيا والتاريخ والمصالح وسائر حقائق الحياة وأهمها وأخطرها الهوية. وهوية الأمة ثابتة.. وكل ما عداها باطل. باطل باطل
وكل عام وأنتم بخير في ظل الهوية التي يصنعها تاريخ أهلها ولا تأتيهم محمولة من العواصم البعيدة
انه الربيع العربي
لاادري من ان جاءت هذه التسميه ومن هم ورائها والى ماذا يهدفون وان كنت اتسلى بها واراها مادة تغذي قلمي من معين اراه لاولن ينضب فلعلها مسألة تكتيكية، ولعل البعض من المنظرين بالعالم اسموها وراوا فيها ما يتناسب ومصالحهم واهوائهم واختاروها تخفيفاً من وطأة الاعتراف بالهوية الأصلية لهذه الأرض العربية وشعوبها.. لانه باعتقادي ان التبشير بالربيع العربي ليس إلا الوجه الآخر لإعلان موت «العروبة» فكرة وعقيدة أسهمت في تحديد هوية هذه الأرض التي كانت مع بداية القرن الماضي مشاعاً مفتوحاً أمام كل طامع.
وقد كان «العثمانيون» في طليعة مستعمريها بينهم كذلك البريطاني والفرنسي والإيطالي والبرتغالي والإسباني... إلخ. وبديهي أن الاستعمار قد مسخ هوية هذه المنطقة وغيّب هويتها الجامعة ليستطيع كل مستعمر أن يتعامل مع مستعمرته وأهلها بما يناسب مصالحه.
وبقدر ما كان المستعمرون يختلفون في ما بينهم على تحديد مناطق نفوذ كل منهم فإنهم ظلوا يجتمعون على مواجهة «الأهالي» في مستعمراتهم بوصفهم أمماً شتى لا رابط بينهم ولا صلة رحم ولا مصالح مشتركة ولا أمل بمستقبل واحد
ومع أن تسمية «الربيع العربي» تؤكّد تواصلاً ما بين هذه «الدول» التي اجتاحتها الانتفاضات، فقد اجتهدت الأنظمة المستولدة قيصرياً منعاً لاكتمال «الثورة» بأركانها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في قطع صلات الرحم جميعاً مع «العروبة»، وجعلت من الحركات الإسلامية، بانواعها وتسمياتها وبين بين، البديل المستقبلي للحركة القومية التي دمّرها الطغاة الذين تسلطوا على الشعوب باسمها، مطمئنة إلى أن التبشير الأميركي يستطيع إعادة «الابن الضال» إلى حظيرة الإيمان ويقدر على التصدي للبدع التي كانت تأخذه إلى مهاوي الهلاك.
إنه الربيع العربي، ولا يهم أن التسمية أميركية على فرض وأن الشعار إسلامي، وأن الديموقراطية قد توفرت بحماية العسكر الذي ما زال «الأقوى» نفوذاً ولو من وراء الستار.
ولا يهم أن يكون هذا الربيع العربي قد ألهم قادة مجلس التعاون الخليجي أن يسعوا لتحويل مجلسهم هذا إلى «اتحاد» بعد سنوات طويلة من المماحكات والممانعات وأصناف الفيتو ضد توحيد النقد أو توحيد الهوية أو تسهيل العبور بين دول المجلس بالبطاقة الشخصية.
في أي حال، من حق التيارات الإسلامية، مختلطة، أن تحتفل مزهوة بانتصاراتها السياسية المتوالية، بدءاً بمصر وانتهاءً بالمغرب مروراً بليبيا (؟) وتونس، التي نقلتها من مواقع المعارضة الرافضة والمرفوضة إلى سدة السلطة بالأساليب الديموقراطية أي عبر صناديق الاقتراع... بمعزل عن كل ما قيل ونشر وأذيع عن كميات هائلة من الأموال بذلت بسخاء منقطع النظير من أجل نصرة هذه الديموقراطية، ومعظم هذه الأموال قد جاء من جهات لم تعرف الانتخابات طوال تاريخها، ولا هي تنوي أن تعترف بها كحق بديهي وبمعزل أيضاً عما قيل حول تواطؤ شبه معلن بين هذه الجماعات الرافعة الرايات الإسلامية مع جهات اخرى
فالربيع العربي الذي شرع للإسلام السياسي أن يقفز إلى السلطة، معززاً بتاريخ قمعه الطويل، في أقطار عربية عدة، ممنوع من الدخول إلى المملكات والسلطنات والإمارات والمشيخات حتى لو كان يحظى ببركة المرجعية السياسية في واشنطن.
مطلوب منه أن يقضي على العروبة بالإسلام، وليس أن يقدم نموذجاً عصرياً للإسلام كذلك فإن بين مهام الربيع العربي أن ينهي الصراع العربي ـ الإسرائيلي، فليس للإسلام السياسي من فلسطين إلا المسجد الأقصى، أما فلسطين فلا ذكر لها في مراجع الدين الحنيف. بل إن فلسطين من اختراع أولئك العروبيين الذين كانوا يريدون الخروج من الخلافة للالتحاق بالغرب، وليس بين المسلمين واليهود عداء، بل إن تاريخ العلاقات في ما بينهم كان وداً متصلاً وتعاوناً وثيقاً تشهد به الأندلس!
لا مفاجأة، إذاً، في خلو أدبيات الإسلاميين، إبانواعهم وتسمياتهم الذين يهمّون الآن بالإمساك بمفاتيح السلطة في أكثر من بلد عربي، من أي ذكر لفلسطين ومن أي إساءة للعدو الإسرائيلي، بل إن ثمة أكثر من تصريح وأكثر من تلميح وأكثر من إشارة ود تدل على حرص هؤلاء جميعاً على العلاقات الطبيعية مع إسرائيل تحت شعار أنها قد جنحت أخيراً إلى السلم، وما فات قد مات.
هو الربيع العربي: لا يهم أنه جاء مع بداية فصل الشتاء وانتهى مع الخريف.. فالتسمية للدلالة على الهوية، ولكنها هنا أيضاً لا تدل على هوية، بل تحور فيها فإذا ليس فيها من العروبة شيء.
نعم فالعروبة راسخة وباقية لأنها تتصل بالروح كما بالجغرافيا والتاريخ والمصالح وسائر حقائق الحياة وأهمها وأخطرها الهوية.
وهوية الأمة ثابتة.. وكل ما عداها باطل.
وكل عام وأنتم بخير في ظل الهوية التي يصنعها تاريخ أهلها ولا تأتيهم محمولة من العواصم البعيدة.