عندما يراد من الضحية أن تموت بصمت
يريد أنصار نظام بشار الأسد من الشعب السوري أن يموت دون أن يرفع رأسه في لحظة عز وكرامة ليقول لبشار الأسد : ارحل فهؤلاء يريدون من المواطنين السوريين أن تقوم مرتزقة بشار الأسد وعصاباته بقتل أقاربهم واغتصاب محارمهم وسلب أموالهم وتشريدهم من بيوتهم ثم أن يقفوا بكل فخر واعتزاز أمام صور بشار الأسد ليسجدوا لها
ما يريده هؤلاء مخالف لكل الشرائع والقيم السماوية بل والوضعية ففي أي شرع أو قانون يطلب من المرء أن يذبح أو تغتصب ابنه أو زوجته أو أخته أو يسرق ماله دون أن يدافع عن نفسه ؟ ووفق أي منطق يباح لبشار الأسد أن يستخدم السلاح ويقتل العباد في سبيل حماية نظامه ولا يباح للمواطن السوري أن يحمل السلاح لحماية نفسه ؟
فالدين الإسلامي قد أباح دفاع الإنسان عن نفسه وأهله وعرضه وماله بالسلاح فلماذا تحرمون على الشعب السوري ما أباحه الإسلام ؟ ولماذا يصبح من يقف في وجه هذا النظام المجرم دفاعاً عن نفسه وأهله إرهابياً بينما يعد ذاك النظام القاتل أنه يقاوم مؤامرة كونية
إن من يمارس الإرهاب في سوريا هو النظام الأسدي وحده وهو يدرك بأن من يحمل السلاح في وجهه الآن هم عبارة عن مجموعات منشقة عن كتائب الأسد والتي تجمعت تحت مسمى الجيش السوري الحر وهم أبناء سوريا الأحرار وليس تنظيم القاعدة كما يحاول أن يروج النظام من خلال وسائل إعلامه وبعض القنوات اللبنانية المنحازة له
وبالنسبة لتنظيم القاعدة فإنه كان يستخدم الأراضي السورية للمرور إلى العراق فهل كان ذلك يتم دون علم نظام بشار في ذلك الوقت أم بعلمه ؟ وهل كان تنظيم القاعدة وقتها يعد تنظيماً إرهابياً أم لا ؟ ثم لماذا لم يقم تنظيم القاعدة باستهداف سوريا من قبل هل لأن التنظيم كان يعتبر بشار الأسد من أمراء المؤمنين أم لأنه ممن يحبهم الله تعالى وملائكته حسب زعم مفتي سوريا ؟ فماذا تغير يا ترى؟ هل القاعدة أصبحت تعمل مع إسرائيل ضد نظام الأسد أم أن بشار الأسد لم يعد أميراً للمؤمنين عند القاعدة فوجب سقوطه ؟
إن المتابع للعمليات العسكرية للقاعدة والتكتيكات التي يستخدمها التنظيم يدرك بأن القاعدة لم تقم بأي عمل عسكري ضد بشار الأسد أما بالنسبة للتفجيرات التي حصلت بمقر المخابرات السورية فهي ليست من عمل القاعدة لذا سارع النظام الأسدي في اليوم التالي لسحب روايته بشأن القاعدة وإلصاق التهمة بالإخوان المسلمين فالقاعدة لم تعلن مسؤوليتها عن العملية كما أن المحاولات البائسة لوزير الدفاع اللبناني فايز غصن المقرب من حزب الله لدعم الرواية الأسدية لم تنجح فقد نفى كل من رئيس الوزراء اللبناني وزير الداخلية اللبناني وجود القاعدة في لبنان بل أن أهالي قرية عرسال اللبنانية كذبوا رواية وزير الدفاع والنظام الأسدي بوجود القاعدة لديهم
بالطبع هناك فرق واضح بين الإرهاب وبين ما يقوم به الجيش السوري الحر فالجيش السوري الحر يعمل على حماية الشعب من خلال بعض العمليات النوعية التي تستهدف عصابات الأسد فهو لا يستهدف الأبرياء من أبناء الشعب السوري بل يقوم بواجبه الأول وفق العقيدة القتالية لكل جيش وطني وهي حماية الشعب والوطن من العدو سواء أكان من الداخل أو الخارج بخلاف مرتزقة بشار الأسد التي تقوم بارتكاب المجازر بحق الأبرياء من أجل حماية نظام الأسد من السقوط
كما أن هناك فرق بين الشعوب التي ترفض الذل والمهانة ولا ترضى لنفسها أن تقتل بصمت على أيدي الأنظمة التي تعيش على جماجم البشر وبين تلك الشعوب التي ترضى لنفسها العبودية والذل على يد ديكتاتوري لا يبقي لهم جنس كرامة ...