حسم ’ الموقف في أول العام 2012
كنت’ في استقراء للشارع الأردني بمختلف مكوناته التي تجمع على حب الوطن واستقرار النظام، والإصلاح الشامل وإسقاط النيوليبراليين "العفن" الذين باعوا النظام أمام عهرهم بحجة الولاء ، وسمسروا على الأرض ومقدراتها ، والشعب الرفيع بأكمله ، وقضية العرب فلسطين ؟!
قبل أيّام ليست بالبعيدة تحاور الإخوان مع الحكومة الرشيدة وفي طلب المساعدة من قبل الحكومة بتخفيف ضغط الشارع ضنّاً من الحكومة بقدر قليل من الظن أنكم الإخوان - القوّة الضاغطة في الشارع الشعبي الشبابي في الأردن ، وأن باستطاعتكم إيقاف الحراك لفترة قصيرة وستأخذون ما تريدون من قبلنا؟!! , يا للعجب من سياسيين لم يعرفوا بعد أبجديات السياسة ، وخصوصاً داخل المجتمعات العربية .
لم يفكر المسؤول ولو بدرجة قليلة في الحوار مع الحراك الشعبي الشبابي في الأردن ، والسبب برأيه القاصر .."أن الحراك الشعبي يفتقر للتنظيم ، وليس كما هم الإخوان المسلمين مؤطرين ، متآمرين على النظام والأردن وفلسطين والشعب بأكمله؟!!، وليسوا على درجة من التأثير في دق ناقوس الخطر القادم ، إلى مرحلة من التحول كما في باقي المناطق المحيطة؟؟
يجمع الشارع الأردني على تخبط ، وفشل الحكومات في معالجة الأزمات التي عصفت بالمواطن ولا زالت -سياسية واقتصادية هامّة ، وآخرها حكومة القاضي العادل عون الخصاونة وعلى فشل ترجمة العمليات الاستباقية الملحة والعاجلة في معالجة بعض الثغرات الخطيرة لعملية الإصلاح والتي باتت معدومة ، وبلا طرح حقيقي على جدول الأعمال الذي يجب على الحكومات في هذه المرحلة علاج بعض القضايا الهامة للشارع الأردني , وعلى رأسها --أسعار النفط الخيالية والكاذبة من قبل طرحهم وبامتياز !!! ولتوفير المال للمواطن من جيبه ؟!! وليس من حقه المفروض إعطاءه من قبل الحكومة الضالة في الطريق والمعرفة ، ودعمه العاجل مادياً وخدماتياً , كعملية استباقية --فتكلفة ذلك لا يزيد لكل المجتمع الأردني على تكلفة المازوت الذي ينفقه النيوليبراليون العهرة في بيوتهم ولملذاتهم على حسابنا وحساب وطننا وليس على حساب آبائهم الذين باعوا فلسطين ومقدراتها وترابها سابقاً ؟! ويريدوا أن يتآمروا على الأمة في التجنيس السريع ، لإضفاء الشرعية على وجود إسرائيل في وطنها فلسطين ؟! وليس وطن الفلسطينيين المناضلين ، : هل رأيتم مثل هذا العهر في العالم؟!
الحراك الشعبي أقوى من الحكومات ، وأقوى من الإخوان في الشارع الأردني ، والسبب أنه يحمل كل المكون للفكر الجمعي في المجتمع الأردني في الشمال والجنوب والوسط والبوادي والمخيمات وكل فرد يعيش تحت سماء هذا الوطن الغالي , يدرك أن معادلة الإصلاح مرهونة بأمرين ويعتبران حسم للموقف -قبل أن يدخل من خلالهما أصحاب الأجندات الخارجية المشبوهة في إسقاط النظام الذي يريدونه على أحرّ من الجمر وهما :
1-محاكمة المتورطين في سرقة المال العام ومقدرات الوطن ، والحكم عليهم من خلال القضاء النزيه بعيداً عن الفاسدين الذين يتدخلون بأمر القضاء المستقل .
2- زيادة الرواتب ضمن قانون الهيكلة الجديد بما يلبي احتياجات المواطن الضرورية لبقائه وبقاء أسرته في حياة كريمة ، وتوفير العلاج الآمن والغذاء لكل مواطن يعيش تحت سماء هذا البلد .
فهذين الأمرين هما صماما الأمان لما بعد هذا الشهر --فإذا لم يلتفت لهذين المطلبين بفعل حقيقي استباقي ؟! --أتصور أن الشارع سينعطف باتجاه المجهول،، ووقتها فقد أسمعنا إياكم العملية الاستباقية الملحة السريعة للنأي بالوطن من الخطر لقادم الأيام .
الشعب -" يريد الأردن آمناً وبقاءه ضمن الإطار السليم بعيداً عن الفوضى والانهيار -فهل تتفكرون؟!