إعلان النتائج النهائية المتعلقة بالمخطوطات واللفائف الرصاصية منتصف الشهر الحالي
المدينة نيوز - قال مدير دائرة الآثار العامة بالوكالة فارس الحمود، إنه سيتم اعلان النتائج النهائية المتعلقة بأصالة المخطوطات واللفائف الرصاصية التي تم الإعلان أخيرا عن سرقتها من قبل تاجر إسرائيلي منتصف الشهر الحالي.
وبين الحمود، في حديث مع "الغد"، أن اللجنة الوزارية المختصة بالتحقق من أصالة المخطوطات ستقوم بالإعلان رسميا عن النتائج النهائية، بعد أن انتهى فحص اللفائف الرصاصية في مختبرات داخل وخارج المملكة.
من جانب آخر، أكد مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته أن جزءا من المخطوطات أصلي وجزء منها تم تزويره، الأمر الذي يعد خطيرا جدا.
وكانت دائرة الآثار العامة الأردنية أعلنت في بداية نيسان (ابريل) الماضي عن سرقة مخطوطات ولفائف من الرصاص تم تهريبها الى خارج الأردن قبل خمس سنوات، ووصلت إلى يد تاجر إسرائيلي من خلال السوق السوداء، وتتألف من حوالي 45 مخطوطة، وأعطيت عمرا يقدر بحوالي 2000 سنة.
ومنذ ذلك الوقت تم تشكيل لجنة وزارية للتحقق من هذه المخطوطات من جانبين؛ الأول هو فحص المادة التي صنعت منها المخطوطات (الرصاص) ومطابقتها مع آثار موجودة وموثقة أصلا تعود إلى العهد الروماني، والجانب الثاني دراسة النصوص والكتابات والصور التي احتوتها هذه المخطوطات.
وتم الفحص للمخطوطات في مختبرات هيئة الطاقة الذرية "بناء على طلب من وزير الطاقة والثروة المعدنية السابق الدكتور خالد طوقان، الذي أصرّ على أن يتم فحصها في الأردن، اضافة الى مختبرات في لندن، حيث تم أخذ قطعة من المخطوطات لفحصها ومقارنتها مع نتائج لألواح رصاص تابوت رصاصي اكتشف قبل سنوات في جرش يعود للعهد الروماني، في حال كانت نتائج تحليل رصاص المخطوطات متطابقة مع الرصاص الذي صنع منه التابوت الروماني.
وبعد الإعلان عن المخطوطات قام مدير دائرة الآثار العامة السابق زياد السعد، بالتنسيب إلى مديرية الآثار في إربد بمسح المكان الذي يشتبه أن تكون المخطوطات منه بعد شهر من هذا الإعلان.
والمسح الأثري الأولي الذي قام به فريق مكون من 6 خبراء أردنيين في حزيران (يونيو) الماضي لموقع كفر لاهيا في سحم الكفارات، استبعد أن تكون للمخطوطات أي علاقة بالمكان الذي يحتمل أن تكون قد وجدت فيه.
ووفق المسح، فإنّ "النتائج الأولية للتنظيف المنهجي والمعاينة لأجزاء الكهف لم يعثر من خلالها على ما يفيد بوجود علاقة بين المخطوطات وهذا الكهف".
وتذكر تقارير نتائج المسح، التي حصلت "الغد" على نسخة منها تحت "أهداف المسح الأثري"، أنّ الدافع القوي لإجراء المسح في هذه المنطقة كان توجيه مدير عام دائرة الآثار العامة السابق، زياد السعد، للبحث في احتمال وجود علاقة بينها وبين مخطوطات ولفائف أثرية تعود للعهد المسيحي الأول في بداية القرن الأول الميلادي، يفترض أنها خرجت من كهف من قرية سحم الكفارات، ما اقتضى تفعيل العمل الأثري من خلال المسوحات للتعرف على هذه المنطقة من خلال معالمها الأثرية وتاريخها المكتوب.
ويقول التقرير الذي قدمته مديرية آثار إربد، إنّ القراءة الأولية للمعثورات الأثرية، من كسر فخارية وصوانية، تشير الى أن موقع كفر لاهيا قد استوطن فيه الإنسان منذ العصر الحجري النحاسي على الأقل الى يومنا هذا، حيث تشير المشغولات الصوانية والكسر الفخارية وكثرة الملاجئ الى هذه الحقبة، غير أن فترات الازدهار تركزت على الحقبة الكلاسيكية في العصرين الروماني والبيزنطي، إضافة الى فترة استيطان واضحة في العصر المملوكي.
ويضيف التقرير "أنّ الدافع الرئيسي لإجراء المسح الأثري في منطقة كفر لاهيا وجوارها في بلدة سحم الكفارات، كان هو التعرف على الكهف أو المكان الذي خرجت منه مخطوطات ولفائف أثرية تعود للقرن الأول الميلادي، وبالاستناد إلى ما أفادنا به ديفيد اليكنغتون في زيارته الميدانية الى وادي كفر لاهيا بتاريخ 20 نيسان (ابريل) الماضي، فقد أشار الى أن الكهف رقم D3 الذي يدعوه السكان المحليون كهف (العليليات) والواقع في مجرى وادي كفر لاهيا وإحداثياته 758988.57 شرقا و3622675.2 شمالا هو على الأغلب الكهف الذي خرجت منه المخطوطات، مستندا في افتراضه الى تميز هذا الكهف كبير المساحة والمكون من طابقين، ووقوعه في مجرى الوادي بعيدا عن المناطق السكانية.
وكإجراء علمي، قام فريق المسح الأثري بتنظيم منهجي للكهف؛ نظرا لأنه مستخدم منذ فترة طويلة من قبل السكان المحليين كحظيرة ومقر لأصحاب الأراضي، ويفتقر الى تسلسل طبقي يمكن من خلاله تأريخ الكهف، وقد استغرقت عملية تنظيفه وتوثيقه حوالي أسبوعين، وتبين أن الكهف عبارة عن معصرة زيتون كبيرة الحجم نسبيا، وأن الكهف منحوت في الصخر الطبيعي الجيري ومكون من طابقين وكهف أرضي استخدم كمدفن.
يتألف الطابق الأول من موضع حجر البد الذي يدرس عملية الزيتون وحوض لإسالة الزيت، وتجاويف أرضية وجدارية لوضع عوارض خشبية كان يعصر بواسطتها الزيتون، إضافة الى غرف صغيرة جانبية لتصفية الزيت، وحوض أرضي عميق مستطيل الشكل يشبه تصميم القبر، أما الطابق الثاني ففيه حجرة واحدة بينهما الكهف، والأرضي فيه ثلاثة قبور مفرغة منحوتة في الصخر ربما كانت لمالكي المعصرة القدماء، ويغلب أن تاريخ هذه المعصرة يعود لأواخر الفترة الهلنستية وبداية العصر الروماني، وجدد استخدامها لاحقا في العصر البيزنطي، بينما استخدمت في العصرين المملوكي والعثماني كمقر للمزارعين.ويذكر التقرير أنّ النتائج الأولية للتنظيف المنهجي والمعاينة لأجزاء الكهف لم يعثر من خلالها على ما يفيد بوجود علاقة بين المخطوطات وهذا الكهف، أضف الى ذلك أنّ المزارعين في الوادي وبعض مالكي هذا الكهف، أشاروا الى أنّه لم يطرأ أي تغير على هذا الكهف منذ ما يزيد على 50 عاما مضت.(الغد)