اننا في امس الحاجة لتذكيرنا بالدين الاسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:-
أيها الشعب الأردني الوفي، إلى أخواني وأخواتي من الأردنيين كباراً وصغاراً، إلى جماعة الأخوان المسلمين في الأردن وإلى كل الأحزاب الأردنية وفي ظل هذه التحديات التي تواجه مجتمعنا الأردني في الوقت الحاضر من مظاهرات في اغلب مناطق المملكة والطلب لمحاربة الفساد والقائمين عليه . مطلبكم حق شرعي فكلنا نريد محاربة للفساد والخير للوطن والمواطن وهذا ما قاله سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه "بأن لا أحد فوق القانون "، لذلك انصح من تسول له نفسه بالإنخراط إلى ما يؤدي لنشوب ووقوع فتنة في البلاد أن يبتعد كل البعد عن هذه التنظيمات والمسيرات، فأعلموا أننا شعب واحد، وهمنا واحد، ومصيبتنا واحده وهذا ما تعلمناه في بلدنا الحبيب الأردن بلد الكرم والمكارم، بلد الأخلاق الحميدة، بلد العشائر الأصيلة، بلد الرجال، بلد الهاشميين الأحرار من سلالة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
إياكم والفتن ، اياكم والفتن، إياكم والفتن
لقد خلق الله سبحانه وتعالى بني آدم وكرمه كما قال تعالى في كتابه العزيز: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ " . ومن تكريمه لله له أنه أمر الملائكة أن تسجد لأبي البشر آدم -عليه السلام-، كما قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ. صدق الله العظيم.
ثم إن الله سبحانه خص من آمن به وبرسوله ودينه الذي ارتضاه وهو الإسلام، بمزيد من المكانة والعظمة والحرمة، ولذلك فقد حرم الله التعرض لهذا الإنسان ولكل ما يتصل به بأي نوع من أنواع الأذى، فقال عليه الصلاة والسلام: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه). فكما أنه لا يحل إيذاء المسلم في عرضه، فكذلك لا يحل سفك دمه بغير إذن شرعي ولا التسبب في ذلك، بل إن دم المسلم من أعظم وأجل ما ينبغي أن يُصان ويُحفظ، قال القرطبي -رحمه الله-: "والدماء أحق ما احتيط لها؛ إذ الأصل صيانتها في أهبها، فلا نستبيحها إلا بأمرٍ بين لا إشكال فيه ".
أيها الشعب الوفي:-
لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بتعظيم شأن قتل النفس المعصومة بغير حق، والتحذير من ذلك، بل وبالوعيد لمن يقدم على ذلك أو يحاول أن يقدم على فعل ذلك، ومن هذه النصوص قوله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ". قال الإمام العلامة عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: "وذكر هنا وعيد القاتل عمداً وعيداً ترجف له القلوب، وتنصدع له الأفئدة، وينزعج منه أولو العقول، فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزءاه جهنم، أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجنهم بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار، فيا عياذاً بالله من كل سبب يُبعد عن رحمته. وهذا الوعيد له حكم أمثاله من نصوص الوعيد، على بعض الكبائر والمعاصي بالخلود في النار، أو حرمان الجنة ".
أبناء شعب الأردن العريق:-
لقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القتل بغير حق كبيرة من كبائر الذنوب، فعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق...). بل جاء في الحديث أن النبي تبرأ ممن يحمل السلاح على أخيه؛ فعن ابن عمر –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: (مَن حمل علينا السلاح فليس منا). وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على حرمة مال وعرض ودم المسلم في خطبته الشهيرة خطبة الوداع؛ فعن أبي بكرة –رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يوم النحر، فقال: (أي يوم هذا؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال (أليس يوم النحر) قلنا بلى يا رسول الله، ثم قال (أي شهر هذا) قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أن سيسميه بغير اسمه قال (أليس ذو الحجة؟) قلنا: بلى، قال: (أتدرون أي بلد هذا؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتى ظننا أن سيسميه بغير اسمه، فقال: (أليس بالبلدة؟) قلنا: بلى، قال: (فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا، وفي شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟) قالوا: نعم، قال: (اللهمّ اشهد، ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغٍ أوعى من سامع، ألا فلا ترجعُن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض). ألا فليتق الله من آمن بالله واليوم الآخر أن يقع في دماء المسلمين المحرمة، وليعلم أن التهاون بها اليوم حسرة وندامة في الدنيا والآخرة.
لذلك وبالنظر إلى ما سبق ارجو من الأخوة المنظمين لهذه المسيرات التحلي بالصبر، والحرص والتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم واتباع ما امرنا به والمشاركة الفاعلة مع الحكومة الأردنية، والجلوس على طاولة المباحثات كون انكم حريصون على مصلحة الوطن والمواطن ليتسنى لنا من وجود حلول جذرية لحل هذه الأزمة ومحاربة للفساد بالطرق الصحيحة السلمية والحضارية، فبالخروج إلى الشوارع وبتنظيم للمظاهرات لن يكون هناك اي نتيجة ابداً، وإنما ستتيحون الفرصة لأصحاب النفوس المريضة إلى الإسراع في نشر فتنتهم في البلاد، وهذا ما نخشاه جميعاً، انظروا إلى ما جرى ويجري في بعض من الدول العربية الشقيقة المجاورة، اهذا ما تريدونه لبلدنا الحبيب؟؟؟؟ والله والذي رفع السموات والأرض باننا بألف خير ونعمة، فلدينا نعمة الأمن والأمان والإستقرار، والقيادة الحكيمة والرشيدة لسيد البلاد، فلا بد علينا جميعا من أن نفتخر ونعتز ببلدنا وقيادتنا وديمقراطيتنا. الأمور تحتاج إلى خطط سليمة وفترة زمنية فلا يوجد ما يسمى "بكن فيكون "، وتحتاج إلى يد واحدة وقلب واحد ينبض بمحبة الوطن ومصلحته. هذه نصيحتي لكل مواطن أردني لديه الغيرة على دينه ووطنه وعرضه، فلا بد منا جميعاً أن نقف وقفة رجل واحد لهؤلاء المتربصين الحاسدين لبلدنا ومحاولاتهم الجاده في زعزعت أمن أردننا الحبيب وزع الفتن فيه ومطالبتهم بالمظاهرات والاعتراض على سياسة الدولة بحجج واهيه القصد منها زعزعت الأمن ونشر الفساد والحاق الدمار بأهله.
فلن نسمح لكل من يحاول المساس بأمن هذا الوطن
فكلنا جنود لهذا الوطن
وأن من يتمتع بسلاح الخيانه
فسلاحنا الشجاعه
وقوتنا الدين
ودعمنا وطن
وقلوبنا عبدالله الثاني
وفي النهاية، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بك من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. اللهم اغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم احفظ هذا الوطن واحفظ ولاة أمورنا وادم علينا نعمة الأمن والأمان.