شيبتنا المسيرات ومللتنا الاعتصامات
كل جمعةٍ اتوجه الى المسجد القريب من بيتنا لأداء صلاة الجمعه , وبعد الصلاه أبدأ جولتي المعتاده ( الخمخمه قولت امي ) بين المحلات التجارية و البسطات لكي استمع للعديد من النقاشات و العرطات , من اصحاب الخبره في هذه الامور , عندما كنت اتجول في الاسواق , كنت استمع لما يقوله الناس , فكانوا يسألون بعضهم ::: في اشي اليوم , في اعتصامات ومسيرات زي كل جمعه .... انا صراحتاً متفاجأ لما يدور من حولي ومتفاجأ بتلك الاسئله علن الاعتصامات ,,,, الكثيرون اليوم تركوا النقاش في امور الحياه وبدأو بالنقاش عن الاعتصامات و المسيرات.
حتى ابو علاء صاحب البقالة الذي كان دائماً يتحدث عن البندوره البلديه و المعلقه وعن الزهرة والكوسا , في هذه الايام ترك البندوره والكوسا , وبدأ بالحديث عن الاعتصامات والمسيرات , وليس فقط ابو علاء , بل اولاد حارتنا الزعران الذين تركوا المباريات النهائية للقلول , وبدأوا يتحدثوا عن المسيرات والاعتصامات , حتى ان احدهم , وجدته يركض الي البيت مسرعاً , فسألته : شو مالك طاير يا ولد في شي ,,, رد علي وبحكيلي بدي اروح احضر على التلفزيون في اليوم اعتصام .
في السنة الماضيه , عندما كنت اقوم في مثل هذه الجولات في الاسواق لم اتذكر انني سمعة يوماً كمثل هذه الاسئله من اعتصامات ومسيرات , بل كنت اسمع الكثيرين يتحدثون عن المنخفضات الجويه , وحالة الطقس و عن الاولاد , انا صراحتاً استغرب لما يحدث من حولي , فالكل اليوم اصبح متابعاً للاعتصامات والمسيرات .
قبل انتهاء سنة 2011 سألت جاري ابو محمود ذلك الشيخ الكبير الذي لا يفهم شيئاً عن السياسه وقلت له ما حلمك في السنة الجديده 2012 قال لي :: احلم ان اتناول غداء الجمعه , بدون ان اسمع رنات ونغمات الاعتصامات و المسيرات ,,, انظروا الى احلام هذا الشبخ ,,,لا يريد
اعتصامات ومسيرات , انا اقول علينا التصدي لكل المحاولات العبثيه لتي يحاول البعض من خلالها ان يعكر صفو العلاقة بين الانسان الاردني ووطنه بأسم المطالبة بالاصلاح لتمرير الكثير من الاجندات المشبوهة تحت عناوين براقه ودعوات ومسميات قد تخدع البعض.
ندعو الله ان يحفظ قائد مسيرتنا أبا الحسين ويديمه ذخرا وسندا وأبا لكلّ الأردنيين ويدا ممدودة للخير والعطاء من أجل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره. لأنك يا سيّدالرجال معقد الأمل ومحط الرجاء...طالما بادلتنا الحب بالحب والوفاء بالوفاء.....فحين يطلب العزم تكون أنت صاحب العزيمة التي لا تلين والهمّه التي لا تهدأ أوتستكين. تمسح بيدك الكريمة دمعة طفل هنا وتقيم لفقير مسكنا هناك..حملت قضايا الأمة بقلبك وضميرك..وتجول الأرض لرفعة الأردن وتقدمه ومنعته. فأجدادك الأوائل يا عميد أل البيت حملوا هموم أمتهم وكانوا نقطة الأنطلاق لأعلان الثورة على الظلم والأستبداد,,وما زلتم أنتم أمل ألأمة في تحقيق أعظم الغايات....حمى الله الأردن وأعز ملك الهاشميين .