الجيش والمهمة الإنسانية

تم نشره الإثنين 09 كانون الثّاني / يناير 2012 10:05 مساءً
الجيش والمهمة الإنسانية
يسار الخصاونة

عندما أُنشئت الجيوش كانت مهمتها حماية الأرض ، والإنسان معاً ، ولم تكن ضمن مهماتها حماية السلطة ، أو القيادة ، لأن السلطة أصلاً موجودة قبلها ، وكانت ذاتها محمية من الشعب ، ومع الزمن ظهرت مفاهيم جديدة للدفاع عن الأرض ، والإنسان تقول: حتى تكون محصناً ومنيعاً عليك احتلال ما يُمكن احتلاله من أرض الغير ، وتضخمت هذه المقولة حتى أخذت صفة الوحشية مما سبب الدمار للإنسان والأرض ، وفي عصرنا الحديث عاد الجيش إلى مهمته الأولى التي أنشئ من أجلها ، وبقيت القيادة تنعم بتأييد الشعب وحين أراد الشعب في مصر أن يقول كلمته ، ويسحب دعمه عن القائد وقف الجيش إلى جانبه حامياً وليس مشاركاً .
لا نُريد من هذه المقدمة سوى أن نؤكد على دور الجيش عبر التاريخ الإنساني ، والتاريخ الحديث، وضمن مفهوم أُسرية العالم فقد أُضيفت مهمة إنسانية للجيش لم تكن الأمم السابقة تفكر بها ، فهو اليوم جزء من الأسرة العالمية ، تابع للأمم المتحدة لحماية الإنسان في المناطق الأكثر خطورة وسخونة ، وهذه المهمة الإنسانية الجديدة التي يتحملها الجيش ، تُؤكد على وظيفته الأساسية التي أنشئ من أجلها ، فالإنسان عامة ، في أي بقعة على هذه الأرض كان ، هو ضمن دائرة الحماية من الجيش ، من هنا ظهرت ثقافة إنسانية جديدة إلى قاموس أفراد الجيش ، وهي أممية الإنسان وقدسية حمايته ، وهذه الثقافة قد أخرجت الجيش من صفوف المواجهة ، والخنادق المختلفة ، إلى صفوف المساندة ، والخندق الواحد ، وحين يذهب أفراد من جيشنا العربي في إحدى المهمات الإنسانية التي تنتدبه إليها الأمم المتحدة ، نحسُّ أننا خلفه وقد أصابتنا عدوى محبة الناس ، والوقوف معهم في محنتهم ، وهنا علينا أن نذكر بتأكيد قوي ماهية الإنسان الذي نعني ، إنه الإنسان المسالم المظلوم والذي يطمح إلى الأمن والأمان ، والعيش بسلام ، وليس ذلك الإنسان الذي تغولت إنسانيته على أخيه الإنسان ، وليس في قاموسه غير اغتصاب حقوق الآخرين ، وزرع الفتنة والخوف في نفوسهم .
إن جيشنا ليس استثناء عن الجيوش الأخرى ، بل هو ضمن هذه الثقافة الأسرية الإنسانية ، فقد وجد نفسه اليوم يدافع عن حقوق البشر ، وعن أمنهم وسلامتهم ، فكيف به عن حقوق أهله ومواطنيه ، وعزوته ، وهو يدرك مقولة أن الجيوش لا تحمي السلطة ، بل السلطة هي التي تحمي الجيش حتى يبقى حامياً لشعبها مصدر سلطتها ، وشرعية وجودها ، فالجيش الذي نذر نفسه لحماية المواطن ، وأمنه علينا أن نكون دائماً خلفه داعمين مساندين ، فهو النموذج الإنساني الكبير في هذا الوطن ، وأرى أن القيادة والشعب والحكومة بكل مؤسساتها تقف صامدة بمحبة جيشها .
وأخيراً هل يحق لي أن أقول : إن الجيش هو رئة نتنفسُ منها حريتنا ، وأمننا ، وسلامنا ، وهل يحق لي أن أتحدى و أقول : الويل الويل لمن تسول له نفسه بأن يفكر في ثقب رئتي .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات