في المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات!

بين يدي نموذج شركة زين الاردن وهو نموذج ايجابي يستوقف المراقب حين تخصص هذه الشركة 5% من ارباحها سنويا لتضعه في اطار المسؤولية الاجتماعية ويصل المبلغ خلال (15) سنة من عمر انطلاق الشركة الى ( 35 ) مليون دينار جرى توزيعها على مختلف القطاعات... سواء في التدريب او الصحة او الشباب او التنمية الاجتماعية او التعليمية ومثل شركة زين ايضا تبرز شركة مجموعة المناصير التي كشفت عن دور كبير لها في مجال المسؤولية الاجتماعية وخاصة في ميدان الرياضة والمنح الدراسية والأسر المستورة... ونجد ذلك ايضاً في شركة «بيبسي كولا» التي احتفت قبل ايام بتكريم العاملين فيها واعلنت حجم المسؤولية الاجتماعية المترتبة عليها.. ومثل ذلك في الفوسفات والبوتاس والاسمنت وشركات اخرى شبيهة وحتى من شركات قد لا يدرك المراقب العادي حجم انفاقها في هذا المجال وتميزها وطول باعها فيه مثل شركة نقل التي لديها سجل واسع ايضا. وكان البنك العربي قد بدأ منذ سنوات طويلة حين اقام مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية ومكتبتها وجوائز البحث العلمي فيها وقد خصص البنك انذاك 1% من ارباحه لهذا الغرض الذي تطور كثيرا فيما بعد.. لن تحضرني اسماء الشركات التي تريد لدورها الوطني ان يسمو ولسمعتها ان تطيب فهي كثيرة. وقد اخترت الاسماء الواردة كنماذج وربما كان هناك من يضاهيها او يزاحمها ويتقدمها مثل بنك القاهرة عمان في دعمه للمؤلفين والكتاب والاطفال الموهوبين..
كما برز من بين الشركات شركة (جت) في مشروعها الرائد ( قارئ اليوم قائد الغد ) وفي مساهماتها العديدة في نقل الكثير من الطلاب والمواطنين في حالات الطوارئ مجانا وكذلك في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والتبرعات الخيرية بالمقابل هناك شركات ومؤسسات وبنوك لا تقدم شيئاً يذكر قياساً الى مداخيلها وحجم عملها وأرباحها وهي مدعوة أن تفعل الآن لما يعنيه ذلك من مساعدة اجتماعية لفئات عديدة محتاجة خاصة من الجامعات الأهلية العديدة المنتشرة في المملكة والتي ما زالت آثارها في المسؤولية الاجتماعية محدودة وبحاجة الى تنشيط وخاصة في بيئاتها المحلية بفتح عيادات متنقلة أو استقبال السكان المحليين في عيادات تلك الجامعات ومساعدتهم..وفي حال تحركت هذه المؤسسات والشركات فإن المجتمع سيشهر ذلك..
وما ينسحب على الجامعات ينسحب على المستشفيات الخاصة التي لا تكاد تساهم في المسؤولية الاجتماعية بشيء يذكر رغم مداخيلها العالية ويكتفي بعضها باعلان كرمه على خصومات لمرضى ترافقهم الواسطات المتنفذة..
ما قرأته أخيراً عن شركة أمنية وهي شركة اتصالات نشطة أبهجني في دعم المسرح والثقافة والفنون والمساهمة في ثقافة النظافة في العاصمة والشراكة مع الشباب فقد رعت هذه الشركة جملة من النشاطات الكبيرة والهامة وكان ذلك سر جذبها للكثير من الشباب الذين يتعاملون معها ويتدربون فيها ولعل آخر هذه النشاطات كان «مسرح الفكر الجديد» الذي رعت الملكة رانيا افتتاح نشاطه أخيراً في قصر الثقافة..
أعود الى شركة زين واستفساري من رئيسها التنفيذي عن دورها المتزايدفي هذا المجال وعن استقباله لاي أسئلة أو مقترحات حول المسؤولية الاجتماعية وقد سرني منه رفع عدد المنح الدراسية لهذا العام من 42 الى 50 منحة دراسية منها 26 منحة تنافسية و(22) لطلاب من مناطق جيوب الفقر ومنحتان لطلاب ابناء المصابين العسكريين وفي هذا المجال وصلت المنح الدراسية المقدمة منذ 2004 ال (225) منحة غطت مختلف الجامعات الحكومية..وبموازاة المنح الدراسية تتنافس شركات عديدة في خدمة «مبادرة مدرستي» وفي رعاية الاطفال المصابين بالسرطان في مركز الحسين وكذلك أصحاب الاحتياجات الخاصة..
هذا وقت المسؤولية الاجتماعية وأهيب بالعديد من المؤسسات والشركات وحتى المقتدرين كافراد ان يوسعوا باب المسؤولية الاجتماعية التي يرتبها عليهم الاحساس الوطني والانساني لمساعدة الكثيرين مما تتزايد حاجاتهم للعلاج والرعاية من أطفال ومسنين ومصابين بأمراض مستعصية ومن طلاب وطالبات بدأوا يغادرون مقاعد الدراسة قبل استكمالهم المقررات والحصول على شهاداتهم بسبب القصور عن دفع الاقساط..
يومياً نتلقى عشرات الرسائل والمناشدات من مرضى وطلاب يشكون ضيق الحال وقد استنفدوا ما يمكن أن يضمنه التكافل الاجتماعي الذي يتميز به مجتمعنا..لكن يبدو لي ان زيادة الحاجة نتاج الوضع الاقتصادي والاجتماعي قد دفع بالكثيرين خارج دائرة الرعاية والتغطية المعيشية والحياتية الكريمة..
الكرة الان مجدداً في ملعب كثير من شركاتنا لتنهض بما ينهض به بعضها الذي قدمناه كنموذج في مجال المسؤولية الاجتماعية.. (الراي)