" ع المكشوف " مسرحية كوميدية بغزة

تم نشره الإثنين 09 كانون الثّاني / يناير 2012 05:24 مساءً
" ع المكشوف " مسرحية كوميدية بغزة

المدينة نيوز -

كلنا بني آدمين.
من نفس المكان جايين.
على نفس المكان رايحين.
الأصل واحد والفرع واحد.
لكن شوية في اللون مختلفين!
مهما ختلفت الألوان... راح أنضل قدام العدل متساويين.
بس أنا نسيت القصة... هي بدت من وين ؟
مش عارفين. "من نص المسرحية – لعبد الفتاح شحادة".
هكذا تبدأ مشاهد المسرحية، من قصة وحكاية المعرفة.
يحكي المشهد الأول حكاية السلطة الأبوية والتي يرمز لها بالأب المتسلط الذي لا يعطي فرصة لأبنائه في السؤال أو الشكوى. وينهال عليهم بالضرب والتوبيخ.
يتبادل الأبناء الحديث حول السلطة، المتمثلة في الأب والتي تنعكس سلطته كسلطة ابوية على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية.
يتسأل احد الأبناء " ايش يعني أب ؟ " . فيجيبه أخيه: خوف. ويجيب الأخ الآخر: ضرب شلاليط وكفوف. أما الرابع فيجيب: سلطة وقوة.
الإحباط والفشل والمعاكسات:
شايف المزة الي هناك... هو انا شايف غيرها."من نص المسرحية"
ترسم مشاهد المسرحية صورة لطلبة المدارس والجامعات وعدم مبالاتهم بالامتحان والدراسة والتفاتهم إلى معكاسة الفتيات واللواتي يفقدنهم التركيز. في إشارة واضحة إلى حالة الإحباط والتذمر من مرارة الواقع المتمثل في البطالة والفقر وعدم قدرة الشباب على الزواج. المشهد ينتقل إلى صورة أخرى مختلفة لكنها ترتبط معها في الشكل العام وهون حالة الإحباط واليأس فبعد أن تقوم الفتاة بقذف منديلها والتي تركت عليه عنوان حسابها على الفيس بوك يتهافت الشباب على الإمساك به لإضافة هذا الحساب. هنا يحتج بطل المسرحية "ماهر" ويقول :هاي إلي شاطرين فيه... العالم بستخدم الفيس بوك عشان يغير الأنظمة.. وانتو بتستخدمواه عشان تغيروو المزز. فيرد عليه زميله ما هي عندك فيس بوك... ايش ألي غيرتو ؟ . في شارة هنا إلى عدم استفادة الشباب من الإعلام الاجتماعي بشكل فاعل ومفيد.
ويتواصل المشهد ليعلن سبب حالة الإحباط وعدم مبالاة الشباب واهتمامهم بالدراسة. فيتحدثون حول الواسطة التي ممكن أن تنجحهم بلا دراسة، إضافة الى الوظيفة والتي يمكن الحصول عليها أيضا بالواسطة.
الاعتقال السياسي وحرية التعبير:

كيف بتسسمحلو يغلط علي.
هو مين ؟
هو ايش اسمه، وين ساكن ؟
ولك مين الي جابو ؟
والله لألعن تاريخو... دخلوه
ويتواصل المشهد فيحتج ماهر على الأسئلة الموجهة إليه ويقول أنت المسئول وأنت من يجب أن يُسأل والذي يحتج بدوره كمسئول ويقول مستنكرا: قصدك أنا الي بنسئل ؟!. ويتواصل النقاش في شكل استجواب ينتهي بطلب دليل من ماهر على ما هو منسوب إليه حسب التقارير الواردة.
ويمضي ماهر باحثا عن دليل براءته الإنساني فيصطدم بمن يود تحقيق حلمه والذي يبدأ من زواجه متنقلا بين أحلام أخرى كحلمه أن يصبح مسئولا.
هاويها... وابنا صار مسئول كبير -هاويها.... وبيجب ملاين كتير - هاويها... وبدو يحجج امو وأبو من دم الفقير . لوووووووووووووووي "من نص المسرحية"
ويحلم ماهر بوحدة الشعب الفلسطيني وتنتهي أحلامه بأمنية صغيرة في أن يستفيق الشباب الفلسطيني و يأخذوا دورهم في الريادة والقيادة والتغيير.

الخير والشر:
من المشاهد الجميلة والرمزية المعبرة في المسرحة مشهد البحث عن الخير والشر. والذي يُجري فيه ابطال المسرحية حواراً شيقاً ننقله كما ورد في نص المسرحية:
ع ايش بتدور ؟ - انتو مين ؟ -
انا الخير.
طيب مين الشر ؟
الشر برة وبعيد.
أنا ليش مش شايفو ؟
فتح عينيك بتشوف.
مش شايف...
مش شايفني... انا الخير
هو الخير انسان ؟
الخير خير...
والانسان ؟!
الإنسان إنسان.
متوهنيش.
ايش بدك في الخير ؟
هو الدليل...
دليل المرء قلبه ؟
ولما تنعمي لقلوب ؟
بتخرب الدنيا... والخير بدوب.
يا جماعة ساعدوني انا بدي الخير ؟

هنا ينتهي الحوار حول الخير والشر، ويقوم احد الشخصيات في المسرحية بالحديث حول الخير كما يراه على شكل مغني راب فيبدأ حديثه حول الضمير.. قيم الحضارة... قيم التمدن
.. حقوق الغير...  كما يعلن براءته من الماضي وانتمائه إلى شكل المستقبل الجديد والذي يجده خارج بلاده.
أنا عربي.. شكلي غربي..
أبو الماضي ع المستقبل...
عيش اللحظة... كلي شباب..
هو فاسد.. أنا مالي.. بكرة بسافر
... حلمي بشنطة... ع راسي كاب...
أنا عشاني...
بنسا الدنيا .. لو تنساني
عشها خلص.. هي لحظها.... هي ثواني.
الدليل المفقود:
تنتهي المسرحية بمشهد اليأس في البحث عن دليل وعن أمل في النجاة، وعن الموت والغرق الذي يكون خيارا لبر الآمان، والذي يحتج عليه ماهر برفضه إلى الموت والغرق لأنه لن يستطيع أن يكتب أو يعمل بعد موته. 
أعرف كيف ؟ وانا غرقان
أكتب سيرة هذا الغريقْ
الغرقان كيف ممكن يكتب ؟
لكل غريق وصية
اسلم... وانهي حياتي بدية ؟
طريقةٌ للرفض أن يغرق الإنسان.
الرفض... هو الصراع.. الوصول لبر الأمان.
كل الشواطئ للطغيان.
والخير.
شاعر منفي ملوش مكان.
ويستمر الحوار لينتهي بالرفض والتمرد فيقول ماهر: بكفي جيت أدور ع الدليل.. ضعت من جديد. فيرد كل فريق المسرحية:
إذن .. افتحوا النوافذ.
اهدموا خر الجدران.
افتحوا كواليس المسرح.
وليدخل النور...
وليكون كل شيء على المكشوف.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات