أحد المحكومين لرئيس محكمة أمن الدولة بعد النطق بالحكم : سأحاججك أمام الله يوم القيامة

المدينة نيوز - قضت محكمة أمن الدولة الثلاثاء على الطالب الجامعي مجاهد نبيل أبو حارثية، وأحمد يوسف ريان، وطارق زكارنة، لمدة 5 سنوات، تم تخفيفها إلى سنتين ونصف، تُحسب من تاريخ توقيفهم في شهر كانون الثاني لسنة 2011.
وفور النطق بالحكم ارتفعت أصوات المحكومين بالتكبير، مرددين قوله تعالى: "إن الحكم إلا لله "، فيما قال ريان لرئيس هيئة المحكمة: "سأسألك عن هذا الحكم يوم القيامة ".
وعقّب أبو حارثية على الحكم بالقول: "كل هذه الأحكام القاسية بسبب أننا عزمنا على الخروج إلى العراق لندافع عن أعراض أخواتنا اللواتي اغتصبن ".
وخاطب هيئة المحكمة بالقول: "سنحاججكم أمام الله تعالى، وحسبنا الله ونعم الوكيل ".
وضمت لائحة الاتهام للطالب في جامعة البلقاء التطبيقية مجاهد أبو حارثية، وخاله أحمد يوسف ريان (مهندس حاسوب)، وطارق زكارنة (بكالوريوس هندسة مدنية) تهم "القيام بأعمال لا تجيزها الحكومة من شأنها تعكير صفو العلاقات بدول صديقة " في إشارة إلى عزم المتهمين على الخروج للجهاد في العراق وأفغانستان، و "تجنيد عناصر، وتمويل الإرهاب ".
والد مجاهد، نبيل أبو حارثية، قال لـ "السبيل " اعتبر الحكم الصادر على نجله "جريمة تستلزم العقاب "، متسائلاً: "بأي حق يُسجن ولدي لمجرد أنه فكّر للذهاب إلى العراق لمقاومة الاحتلال؟ ".
وأشار إلى أن شهود القضية شخصان فقط "هما المحققان معه في دائرة المخابرات، اللذان انتزعا اعترافاته تحت التعذيب والضرب والإكراه " على حد قوله.
وأضاف: "لا أعلم أن هناك قانوناً في العالم يحاسب على النوايا بالسجن لخمس سنوات "، لافتاً إلى أن محكمة أمن الدولة "دمرت حياة شاب في مقتبل العمر، وحرمته من دراسته الجامعية، لمجرد أنه فكّر بتطبيق فريضة الجهاد ونصرة البلاد المحتلة ".
وطالب أبو حارثية مفتي عام المملكة بأن يدلي برأيه في هذا الموضوع، متسائلاً: "هل يجوز معاقبة الذين يفكرون بقتال المحتلين بالسجن؟ ".
واكتفى الحاج يوسف ريان، والد المتهم أحمد، بالقول لـ "السبيل ": "لا أريد من قضاة أمن الدولة شيئاً في الدنيا، ولكني أذكّرهم بأني سأقف وإياهم أمام الله يوم القيامة، وسآخذ حقي منهم ".
فما قال ضرار زكارنة، شقيق المتهم طارق: "محكمة أمن الدولة تحكم بما يرضي أمريكا وإسرائيل، ولا تحكم بما أنزل الله " على حد تعبيره.
عضو هيئة الدفاع، المحامي حكمت الرواشدة، وصف الأحكام بأنها "قاسية "، مؤكداً لـ "السبيل " أنه كان يتوقع الحكم بعدم مسؤولية المتهمين، "لأن الأعمال المسندة إليهم على فرض صحتها؛ مشمولة بقانون العفو العام ".
وتساءل: "ألمجرد أن يفكر الإنسان بقتال الأمريكان يُعتقل ويُسجن لمدة خمس سنوات؟ ".
وأضاف: "بعد الآن سنتوقع أن نعتقل، لمجرد أننا رأينا أنفسنا في المنام ونحن نقاتل الأمريكان ".
وطالب الرواشدة بإلغاء محكمة أمن الدولة، واصفاً إياها بأنها "تتعرض أحياناً لضغوط أمنية تؤثر على قراراتها ".
من جهة أخرى؛ حكمت "أمن الدولة " اليوم الثلاثاء على الشاب بهاء الدين علان بالسجن لمدة خمس سنوات، بتهمة "القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها أن تعرض المملكة لخطر أعمال عدائية، وتعكير علاقتها بدولة أجنبية ".
وفور تلاوة الحكم؛ ارتفع صوت علان بالتكبير والقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل ".
وفي خارج سور محكمة أمن الدولة، وقف زياد علان، شقيق بهاء الدين، متسائلاً في حديثه لـ "السبيل ": "بأي حق أمنع من حضور محاكمة شقيقي؟ ".
وكيل علان، المحامي ماجد اللفتاوي، قال إن قرار المحكمة بحبس موكله "مخالف للاجتهادات التي استقرت عليها محكمة التمييز بخصوص قضايا التعكير ".
وأضاف لـ "السبيل " أن المحكمة "أصرت على مخالفة قرار الهيئة العامة لمحكمة التمييز بعدم اعتبار التجنيد والتعكير جريمة حسب المادة 118 وتفسيرها لها، إذا لم يترتب على الفعل الذي لا تجيزه الحكومة نتائج سلبية على البلاد ".
وتابع: "لا تجوز المحاكمة على النوايا دون اشتراط تحقق الضرر ".
يشار إلى أن الأحكام الصادرة عن محكمة أمن الدولة في القضيتين المذكورتين؛ قابلة للتمييز. ( السبيل ) .