"التوجيهي " والمحظورات والتهديدات ولائحة العقوبات
- نظراً لما يسببه امتحان التوجيهي عند الكثير من الأسر الأردنية من تغييرات في السّلوكيات ، ومن تبدّل في أنماط التّـصرفات ، ومن تخبط وارباكات ، ومن حدوث فوضى وعدم وضوح رؤيا واختلافات في وجهات النظر والتوجهات ، ومن عدم قدرة على اتخاذ القرارات ، ومايسببه أيضاً من حدّة في القول وغِلظة في ردود الأفعال ؛ وإحداث صداعات في الرأس وتعكّر في المزاجات .
رأيت أن أقوم بتوضيح وجهة نظري في هذا الموضوع الهام تحديداً بصفتي طالبة من الطالبات اللواتي مررن في هذه التجربة من قبل ثلاث سنوات :ـ
إن إمتحان التوجيهي امتحان عادي جداً؛ شأنه في ذلك شأن الإمتحانات الأخرى التي تمت تأديتها في السنوات السابقات ،وهوامتحان إن اختلف عنها في شيء فسيكون ذلك في المسـمّى فقط ؛أما باقي الأمور فهي واحـدة وإن تغير المكان واختلفت الأوقات ، ولهذا فإنه لايستحق منكم كل هذه الرهبة والتخويفات.
حقيقة إني لاأكون مبالغة إذا قلت إن امتحان التوجيهي في رأيي هو أكثر سهولة ويسراً من امتحانات الصفوف الإنتقالية العادية !!!!.ولهذا فإني على ثقة تامة بأنه بإمكان أي طالب عادي اجتيازه ؛ والتفوق فيه أيضا وخاصة إذا كان قد أحسن التعامل معه .
لكن !! بشرط أن يكون هذا الطالب ومنذ بداية العام الدراسي كان قد أحسن تنظيم وقته ، وكان قد قام بإعطاء كل مادة دراسية حقها من الدراسة الجدّية ، وكان يهتم بدراستها ومراجعتها وفهمها في نفس يومها ، ولم يكن يسمح لنفسه بتأجيلها منعاً لتراكمها عليه مع غيرها من المواد الأخرى ،ولم يكن يُعرّض نفسه لأي إنهاك فكري أو أي مجهود جسدي أو أي إرهاق عاطفي .
ولهذا فإنه من الخطأ الغير مبرر نهائياً أن يقع معظم أولياء في أمور لاداعي أن يقعوا فيه أبداً ؛ وخاصة حينما يقومون بتضييق الخناق على حرية أبنائهم المعنيين بالتوجيهي ، وحينما يقومون بالتلويح لهم بالتهديدات من خلال مايفرضونه عليهم بضرورة التقيّد بالكثير من التعليمات والتنبيهات والإرشادات والتوجيهات .
وتأكيداً لما أقول فإن هذا الأمر يبدو واضحاً وجليّـاً في حال لو قمنا بزيارة الى أي من البيوت في مثل هذا الوقت من السنة لأننا سنرى فيها الكثير من العجب والعجاب ؛ الأمر الذي يجعلنا نصاب بالدهشة والإستغراب، وذلك حينما نعلم ماكان قد تم إعلانه فيها من قوانين لحالات الطوارىء ، و ما تم سنه فيها للعديد من قوائم الممنوعات التي تكون قد صدرت بناءً على أوامر أبوية عُــليا على الأبناء والمتمثلة بإبقائهم حبيسي المنازل في الغرف والحجرات ، والتي سرعان ما نرى البدء بسريان تطبيق لائحة العقوبات والمحظورات عليهم فيها على الكثير من التصرفات والسلوكيّات ؛ التي تبدر منهم سواء كانوا شباباً أو فتيات .
والتي منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي : ـ
1ـ عدم السماح لهم بحمل الخلويات ولا بإجراء الإتصالات والمهاتفات ، وذلك منعاً لتضييع وقتهم في الحكي الفاضي والمعاكسات.
2ـ عدم السماح لهم بإستعمال الكمبيوترات الثابتة منها والمحمولات ، ولا حتى امكانية حمل الفلاشات.
3ـ عدم السماح لهم بالزيارات والإجتماعات ولا بالسهرات ، ولاحتى النزول الى الشوارع أو رؤية الحارات.
4ـ عدم السماح لهم بالتحدث أو الوقوف طويلاً مع أبناء وبنات الجيران والجارات على الدّرج في العمارات أو في السّاحات.
5ـ عدم السماح لهم بسماع الراديوات ولا مشاهدة التلفزيونات ولا معرفة نتائج المباريات والمسابقات.
6ـ منعهم من الطّـلعات والنزلات ومن قيادة السيارات و من التسّوق في الأسواق و المولات.
7ـ منعهم من المصافحات ورد السّـلامات ومنعهم كذلك من الإبتسامات أو تبادل النّـظرات والأشرطة والسّيديّـات
8ـ منعهم من اللجوء الى العرّافين والعرّافات والدجّالين والدجّالات.
9ـ منعهم من تناول المنبّهات .
10ـ اتباع سياسة كبت الحريّات والتسبب لهم بالمضايقات والإرباكات والإحراجات مع الكثير من الزملاء والزميلات وأيضاً الأصدقاء والصديقات.
11ـ حساب أوقات الخروج والدخول عليهم بالثواني والدقائق والساعات.
12ـ تفتيش غرفهم وإخرج كل ماهو زائد فيها من ملهيّات وأرجيلات ، والإبقاء فقط على الكتب الدراسية والمذكّرات.
13ـ تحذيرهم من ارتكاب الغش في الإمتحانات أو مخالفة القوانين والتعليمات أو محاولة الإعتداء على المراقبين في القاعات .
14ـ الطلب منهم ضرورة إحراز أعلى المعدلات للتمكن من الإلتحاق بالجامعات واختيارأفضل التخصصات في أحسن الكليّات حتى وإن كانوا يعلمون أن عقولهم صغيرة لا تستوعب الكلمات وكانت مليئة بالهواء والفراغات وليس بها أدنى المعلومات .
15ـ التنبيه على كافة الأقارب والعقارب والأصدقاء والصديقات بعدم الإحراج بالقيام بالإتصالات أو المفاجأة بالزيارات.
علماً أن امتحان التوجيهي لايستحق من الجميع كل هذه الإحترازات ، ولا يستحق كل هذه التّشديدات ، ولا اتّباع أي نوع من هذه السّياسات ، ولا القيام بكل هذه الحماقات.
وفي نهاية تعليقي هذا وإن كان هناك من نصيحة أخوية أقدمها فهي : ضرورة أن يحرص الطلاب على أن يكون أسلوبهم المتّبع في الدراسة قائماً على مبدأ الفهم وليس الحفظ !!! لأن هذه الطريقة تجعل أي مادة دراسية تبدو ممتعة وشيقة ، وسهلة ؛ مهما كانت شاقة وومهما كانت مليئة بالصعوبات .
مع أطيب أمنياتي القلبية لجميع الأخوة والأخوات من الطلبة والطالبات بالتوفيق والنجاح والحصول على أعلى النسب والمعدّلات إن شاء الله .
طالبة جامعية