عشيرة «البرارشة» توافق على استلام جثة ابنها الذي قضى حرقا

المدينة نيوز - "أَخرَجَني الفاسدون والمفسدون من الأمانة" عبارة حملتها وصية "أحمد المطارنة" الذي توفي مساء أمس الأول الاثنين عقب إحراق نفسه أمام الديوان الملكي وفق ما قال ذووه لــ"السبيل".
وطالب ابن شقيق المتوفى "أحمد المطارنة" بمحاسبة كافة المسؤولين المتسببين بانتحار"شهيد الفقر" وكافة المؤسسات التي لم تستمع لشكاواه.
وكان المتوفى الذي يعول أسرة مكونة من 9 فتيات وأربعة أولاد، توجه أمس الأول إلى الديوان الملكي لتسليم المسؤولين فيه وصية كتبها للملك عبدالله الثاني غير أنه منع من دخول الديوان، فأضرم النار في نفسه وتوفي لإصابته بحروق نالت 80% من جسده.
من جهة أخرى نفذ الحراك الشبابي مساء أمس وقفة احتجاجية أمام الديوان الملكي للتعبير عن احتجاجهم لوفاة المطارنة.
وشهد محيط المنطقة تواجدا أمنيا كثيفا، وتواجد عدد كبير من الإعلاميين لتغطية الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الحراك تحت شعار "سنقف لنرفض الفقر والفساد، سنقف من أجل حياة كريمة لنا ولأبنائنا، سنقف من أجل تعليم وصحة مجانيين، من أجل فرص عمل للمواطنين".
وهتف المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عدة هتافات مرتفعة السقف: "يا نظام اسمع كلام.. بعد اللي صار كيف تنام'، و'المطارنة حرق حاله.. لأن الفاسد سرق ماله"، و'ابن الاردن يحرق حاله والنظام ولا على باله''، و"هي مطارنه حرق حاله مش ملاق يطعمي عياله"، و"تعليم وصحه مجان.. ما كنا خسرنا إنسان".
وأوضح ابن عم المتوفى لـ"السبيل" أن عمه المتوفى كان يعمل مسؤول إدارة الإضاءة في مستودعات أمانة
عمان، ويتقاضى راتبا يتجاوز الــ1200 دينار، متابعا: أنه "وبشكل كيدي تم إحالته الى الاستيداع، وتعيين عامل نظافة في موقعه، دون إبداء مبررات لتصبح مخصصاته المالية 220 دينارا، لم يتسلم منها شهريا سوى 105 دنانير، نظرا لحصوله على قرض بقيمة 12 ألف دينار، كان يسدده من راتب الاستيداع".
ونفى أحمد حصول عمه على 30 ألف دينار قيمة قرض الإسكان من الأمانة بحسب البيان الصادر عن الأمانة عقب الوفاة، وأكد أن المبلغ الذي اقترضه منذ عدة شهور هو 12 ألف دينار فقط، سدد من خلالها الديون المتراكمة عليه ودفع أقساط ابنتيه، إذ تدرس إحداهما في جامعة الزرقاء الاهلية، والأخرى في جامعة البلقاء التطبيقية".
و"عقب تخفيض الدخل الشهري للمطارنة الى الخُمس، وملاحقة المتطلبات المالية له، ضاق ذرعا من الظلم الواقع عليه، وحاول معرفة سبب تحويله إلى الاستيداع واسترداد حقوقه غير أنه كان يقابل بالتجاهل التام، ولجأ عدة مرات للانتحار، إحداها كانت من خلال تناوله مواد سامة أدخلته في حالة غيبوبة لمدة يومين، دون أن يلتفت أحد المسوؤلين الى قضيته، فكتب وصيته للملك عبدالله لإعلامه بتفاصيل الظلم الواقع عليه من قبل مؤسسات الوطن، وفق المطارنة.
وكان اجتماعا ضم وجهاء عشيرة البرارشة والمطارنة في لواء عي بمحافظة الكرك، إذ تضاربت آراء المجتمعين حول رفض تسلم الجثة.
وفي حين أجمع الكثيرون على عدم استلام الجثة لحين اطلاع الملك على مجريات الحادثة لمحاسبة المتسببين بانتحار"المطارنة"، عاود الوجهاء ورجحوا كفة قبول استلام الجثة ودفنها من منطلق أن "إكرام الميت دفنه" شريطة مقاضاة المتسببين".
وستقاضي عشيرة المطارنة كل من كان سببا في إحراق المتوفى لنفسه، وفق ما قال ابن شقيقه.
ولم يتحدد بعد لحين إعداد التقرير إن كان سيتم دفن جثمان المطارنة في العاصمة عمان بحسب وصيته، أم أن ذويه سيشيعون جثمانه الى لواء عي في الكرك.
وكان مصريون اعتصموا أمام السفارة الأردنية في القاهرة أمس الثلاثاء احتجاجا على الدوافع التي كانت وراء حرق المطارنة نفسه وعلى رأسها الفقر والمفسدون. ( السبيل )