الجزيرة : "واشنطن" تؤجل زيارة مشعل للأردن

المدينة نيوز - قالت مصادر أردنية مطلعة -للجزيرة نت- إن الأردن قرر تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، إلى ما بعد عودة ملك الأردن عبد الله الثاني من زيارة سيقوم بها لواشنطن الأسبوع المقبل.
وأوضح مصدر مطلع على تفاصيل الاتصالات الأردنية القطرية ومع حركة حماس بشأن الزيارة المرتقبة لمشعل للأردن، أن التأجيل جاء هذه المرة بطلب من الأردن، رغبة من المسؤولين الأردنيين أن لا تتم قبيل لقاء قمة سيجمع ملك الأردن بالرئيس الأميركي باراك أوباما منتصف الشهر الجاري.
وتحدث المصدر عن أن عمان قررت تأجيل الزيارة هذه المرة بعد أن أبدت الولايات المتحدة وإسرائيل تحفظات على الزيارة، رغم أن الأردن أكد على أن الزيارة باقية وأنها تأجلت فقط كما المرات السابقة لأسباب فنية.
وكشف المصدر -الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته- عن أن السفير الأميركي في عمّان أبدى لرئيس الوزراء عون الخصاونة تحفظ بلاده على زيارة مشعل أو إقامة علاقات بين عمّان وحركة حماس أو السماح لقادتها بالعودة للأردن.
كما تحدث المصدر عن رسائل إسرائيلية وصلت لعمان تشير إلى تحفظ شديد من جانبها على أي علاقات مع الحركة الفلسطينية.
النفوذ الأميركي
وعزز من هذه المعلومات ما نشرته مجلة تايم الأميركية أمس، التي تساءلت إن كانت عودة قادة حماس من دمشق لعمان يمثل تراجعا للنفوذ الأميركي في المنطقة.
وقالت إن الأردن الذي رفض حماس قبل عشر سنوات يفتح أبوابه لكبار قادة حركتها، وهي التي تعد "منظمة إرهابية" من المنظور الأميركي والإسرائيلي، في إشارة لقرار الأردن إبعاد قادتها عن عمان عام 1999.
ونقلت المجلة الأميركية عن رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة دفاعه عن قرار الأردن السماح لقادة حماس بالعودة للأردن.
وقال الخصاونة "الفكرة لا تنطوي على إعادتهم كي يشكلوا نقطة انطلاق للجهاد، سواء ضد إسرائيل أو غيرها، بل على عودتهم كأفراد"، مشيرا إلى أن "طردهم كان غير دستوري وخطوة خاطئة".
وأضاف "سنجد سبلا لاستعادة أعضاء حماس وعائلاتهم"، ولكن "لا نريدهم أن يقيموا مقرات هنا".
عودة العائلات
وكشفت مصادر متعددة -للجزيرة نت- عن عودة معظم عائلات قادة حماس التي كانت مقيمة في دمشق للأردن، حيث عادت عائلات قادة الحركة ومنها عائلة مشعل للإقامة بشكل دائم في الأردن.
وتحدثت المصادر عن أن عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال يقيم في عمان منذ رمضان الماضي، كما أن لقاءات عقدت بين قيادات في الحركة وضباط كبار في جهاز المخابرات كان آخرها الشهر الماضي.
غير أن قناة سياسية فتحت بين الأردن وحماس من خلال وساطة قطرية يقودها ولي العهد تميم بن حمد آل ثاني، الذي يتوقع أن يرافقه مشعل للقاء الملك الأردني في الزيارة التي تأجلت 4 مرات جميعها لأسباب فنية تتعلق بالجانبين القطري والأردني.
ويرى المحلل السياسي والباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية محمد أبو رمان أن زيارة مشعل للأردن قائمة، وأوضح -للجزيرة نت- "هنا قرار اتخذ في الديوان الملكي بالموافقة على لقاء سيجمع الملك عبد الله الثاني بخالد مشعل بوساطة من ولي عهد قطر، وهذا القرار لا زال قائما ولم يتغير".
وتابع "هناك ظروف فنية قطرية أردنية أجلت اللقاء، والتأجيل الأردني جرى في المرة الأخيرة فقط، لكن سجالا داخليا حول الزيارة وضغوطا خارجية على الأردن خففت من حماسة المسؤولين الأردنيين تجاه الزيارة التي لم يلغِها الأردن حتى الآن".
وتحدث أبو رمان عن أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية ترافقت مع "صعود تيار يميني انقلب على مواقفه السابقة من حماس بسبب تأييده للنظام في سوريا، وشكل "لوبي" يرفض زيارة مشعل للأردن أو عودة قادة حماس للإقامة في عمان".
غير أن المحلل والباحث السياسي تحدث بأن الأردن يريد بناء علاقة مع حماس تقوم على السماح لقادتها بزيارة الأردن كبقية قادة الفصائل الفلسطينية دون السماح بفتح مكاتب للحركة أو إقامة قادتها في عمان، وهو تصور توافق عليه حركة حماس أيضا.(الجزيرة)