أيها الأردنيون اتقوا الله في الوطن
حتى لا يفهم من عنوان المقال أن هناك مزاودة وطنية على احد فأنني أقول أن كل الأردنيين حريصين اشد الحرص على البلد وأنا اقل واحد فيهم كما أن هذا المقال موجه أيضا إلى الحكومة في مراعاة الله في إدارة شؤون العباد .
الظرف دقيق جدا ولا يحتمل المزيد من الأخطاء ولكن الأيام الماضية شهدت سلوكيات لم يعتاد عليها الشارع الأردني الذي تخطى بإرادته وعزيمته الصلبة اقسى الظروف وأصعب حالات المعاناة .
أول هذه الأنماط الغريبة إقدام مواطن على حرق صورة جلالة الملك وأنا هنا لست في مجال تسجيل النقاط أو وضع نفسي مكان سلطة القضاء بقدر ما هو الأمر أخلاقي ويتعلق بشيء له رمزية واحترام لدى الشارع الأردني وهنا اطرح السؤال التالي ما الجدوى من حرق الصور أو تكسير الممتلكات العامة أليس الطريقة الأفضل الامتثال إلى تطبيق النهج الرباني القائل (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
أما النمط الأخر فيتعلق بحرق النفس التي كرمها الله عز وجل ونطلب من العلي القدير أن يتجاوز عن من قام بمثل العمل وان يلهم ذويهم الصبر لان اليأس والقنوط يعني الهزيمة والإخفاق وبالتالي الفشل في تحقيق النتائج المرجوة بالفائدة والخير على جميع المواطنين لنتذكر قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )..
وأرجو من يقرأ هذه السطور أن لا يتهمني بالانحياز للموقف الرسمي فانا من دعاة الاستمرار في مسيرة النضال السلمي وملاحقة الفاسدين قضائيا والضغط على السلطة التنفيذية من خلال برنامج وطني للإصلاح الشامل يكون أول نواته انجاز قانون انتخابات عصري تجري على أساسه انتخابات مبكرة خلال العام الجاري وإصلاح منظومة العمل الإداري فيما يتعلق بأسس الترقيات والدرجات ووضع خطة عاجلة لمشكلتي الفقر والبطالة والاسرع في فتح باب التجنيد للشباب الذين يرغبون في الانخراط بالخدمة العسكرية وان يباشر المسؤولين فورا بفتح أبوابهم المغلقة في وجه المواطنين والتخلي عن عقلية القلعة في أن هذه المكاتب هي ملك خاص بهم أو جزء مسجل لهم في دائرة الأراضي العامة.
حقيقة إن أردتم أيها المسؤولون تهدئة الشارع فبادوار إلى عودته إليكم قبل أن يذهب لغيركم من خلال السير في سياسة المكاشفة والمصارحة مع الشعب الذي لا يريد من مسؤوله سوى المصداقية فقط فكلنا مدركون لصعوبة الأوضاع السياسية والاقتصادية ولكن كلنا فاقدين الثقة بنوايا الأخر.