الغش باعتباره حقاً للوصول الى المعلومات

- أقترح أن يضاف الغش في الامتحانات الى قائمة الأمور المشمولة بما يعرف بـ"حق الوصول الى المعلومات". إن ذلك سوف يقود الى انتهاء حالة التوتر والشكوى التي تتكرر كل عام بلا جدوى, ثم إنه سيرفع من موقعنا في مؤشرات الديمقراطية والشفافية الدولية, وذلك بالطبع بعد إقناع الجهات المسؤولة عن هذه المؤشرات بوجهة نظرنا.
إن الغش يشكل حالة خاصة من حالات الوصول الى المعلومات, إنه يلبي حاجة ملحة لمعلومات معينة في وقت معين ومصيري لا يمكن تبديله أو تأجيله, حيث إن الوصول الى هذه المعلومات قبل هذا الوقت يكون متاحاً ولكنه غير مطلوب وغير ملح, كما أن الوصول إليها ذاتها بعد هذا الوقت يكون بلا قيمة بل ومكروهاً, وعليه فالغش يشكل نموذجاً لأفضل وأهم عمليات الوصول الى المعلومات.
الواقع ان الطلاب الأردنيين, عبر الزمن, طوروا أشكالاً ووسائل لا تحصى لضمان الوصول الى المعلومات في الوقت المصيري ذاك, منها ما هو يدوي ومنها ما هو آلي وعالي التقنية, ولا يقتصر النشاط على جانب الوصول الى المعلومات بل تعداه الى جانب "توصيل" المعلومات, فقد نشط قطاع غير طلابي في تطوير أدوات "التوصيل", بعضها يستهدف طالباً بعينه وبعضها الآخر يشمل كل الطلاب في القاعة المعينة, بعضها سلمي والآخر يتميز بدرجة عالية من الاصرار والمواظبة.
الأمر يتعلق عادة بتحقيق "دفشة" صغيرة للطالب لكي يحقق نجاحاً "على الحافة", وهو نجاح لم يعد ينفع صاحبه الا على صعيد نفسي, وهذا بالاجمال مما يمكن استيعابه في سياق التطور الذي شهده التعليم في البلد خلال العقد الأخير.(العرب اليوم )