10 آلاف حالة طلاق خلال العام الماضي

المدينة نيوز - فتيات بعمر الورد يسرن بتخبط داخل ممرات المحاكم الشرعية ينتظرن بفارق الصبر قرارا من المحكمة يقرر مصير حياتهن وشرعية حياتهن الزوجية.
العديد من النساء اغلبهن في العقد العشرين وبعضهن اقل يراجعن بشكل يومي المحاكم بهدف اثبات طلاق ربما من الصعب اثباته كون الخلافات عادة ما تقع بدون حضور اي شخص, فاذا ما اشتد الخلاف ووقع يمين الطلاق لا يكون عندها شاهد على وقوع الطلاق سوى الله فكيف يتسنى للمرأة اثبات واقعة الطلاق في حال انكر الزوج?وهل هناك قانون يعالج هذه الاشكالية?
وبينت احصائيات دائرة قاضي القضاة وجود عشرة الاف ومئة وتسعين (10190) حالة طلاق صدرت عن المحاكم الشرعية خلال العام الماضي .2011
نساء يشتكين غياب قانون الاحوال الشخصية عن وضع حد لمثل هذه الحالات ويتهمن القانون باهمال جانب مهم من حياتهن الشخصية بالرغم من تعرض العديد من النساء لمثل هذا الموقف? محملات القانون المسؤولية الكاملة عن وقوعهن فريسة في يد الرجل يقرر هو مصير حياتها فاما ان يقرر شرعية الزواج او عدم شرعيته فاذا انكر الطلاق ترد دعواها وتعود الى عصمته وتكون عندها ظاهريا زوجة ولكن شرعا هل هي زوجة? والسؤال الذي يطرح نفسه ما الحل اذا كان الطلاق بائنا بينونة كبرى اي لا رجعة للزوج بعد انقضاء العدة الا اذا تزوجت من شخص اخر فاذا اقامت الزوجة دعوى تثبت طلاقها طلقة ثالثة اي "بائن بينونة كبرى" وانكر الزوج وقوع الطلاق وحلف اليمين امام القاضي الشرعي ففي العادة ترد دعواها ويكون واجبا عليها الرجوع لزوجها فكيف بها ان تعود لزوج شرعا يعتبر محرما عليها خاصة وان قرارات المحاكم في العادة تكون قد صدرت بعد انتهاء عدتها التي تبدأ من وقوع الطلاق?...
السيدة ريم .ا.خ احدى الضحايا فقد اوقع زوجها عليها يمين الطلاق للمرة الثالثة ورفض اعادتها لعصمته خلال فترة العدة وعندما لجأت لرفع دعوى اثبات الطلاق انكر وقوعه ودعي لحلف اليمين وحلف اليمين على انه لم يطلقها ,تروي ريم (31 سنة) حكايتها ل¯"العرب اليوم" وتقول كنت اعيش انا وزوجي واولادي في السعودية منذ ان تزوجنا في تشرين الثاني من العام 2005 وخلال هذه الفترة طلقني مرتين ثم اعادني لعصمته, وفي نيسان الماضي طلقني للمرة الثالثة وبعد اسبوع من الطلاق وعندما لم اتمكن من حل الخلاف بيننا عدت للاردن على امل ان يتم حل الخلاف من خلال تدخل اهلي واهله لكن الخلاف تفاقم اكثر وتفاجأت بأن اهله وقفوا الى جانبه غير آبهين بالاولاد ومصيرهم,فطلبت منه اما ان يعيدني الى عصمته واما ان يثبت الطلاق لاعرف مصير حياتي وادبر اموري على هذا الاساس الا انه كان يقول لي "سأجعل حياتك سوداء وسأبقيك معلقة لا مطلقة ولا متزوجة" وعندها اقمت دعوى اثبات الطلاق بعد ان تأكدت انه لن يعيدني الى عصمته ومنذ ثلاثة شهور وانا اراجع المحاكم بدون فائدة ودعي لحلف اليمين وحلف على انه لم يطلقني.
وتضيف ريم منذ ان غادرت السعودية وحضرت للاردن لم ينفق علي ولا على اولاده وليس لدي قدرة مالية على الانفاق على الاولاد ولا زلت في حيرة من امري.
السيدة ام ليث ام لطفلين تقول تزوجت منذ 13 عاما وكان لدي الامل في الاستقرار الا انني ومع الاسف تفاجأت بعد زواجي منه باشهر بانه يتعاطى الحبوب كونه ممرضا ويتعاطى حبوبا مهدئة تصرف في الاصل لبعض المرضى وحاولت اصلاحه واقناعه بالاقلاع عن شرب هذه الحبوب الا انه رفض وبشدة.
وتضيف ام ليث ودموع الحسرة على شبابها تغطي وجهها الشاحب ان الاسوأ من ذلك انه كان عندما يتعاطى هذه الحبوب يفقد وعيه ويضربني ويضرب اولاده وسبق ان رفع سكينا علينا محاولا قتلنا وغادرت اكثر من مرة البيت لمنزل اهلي عله يراجع نفسه ويرتدع الا انه لم ينفع معه اي اسلوب وفي النهاية طلقني بعد معاناة ومرارة دامت لاكثر من عشر سنوات عشت فيها اصعب ايام حياتي لم اعرف خلالها طعما للراحة او السعادة او حتى الامان كنت عكس كل النساء اللواتي يشعرن بالامان في منازلهن وبجانب ازواجهن لم اكن اعرف معه سوى الخوف والاهانة والقلق.
وتستطرد اخبرني احد المحامين ان عدم وجود شاهد على الطلاق يصعب اثباته وانه اذا اقمت دعوى اثبات طلاق سأخسرها وسأعود الى عصمته ولم اجد قانونا يحميني منه سوى الخلع فرفعت دعوى خلع تنازلت فيها عن كافة حقوقي مقابل خلاصي من هذا الزواج.
القاضي الشرعي في دائرة قاضي القضاة الشيخ اشرف العمري بين كيفية استناد المحاكم في اصدار احكامها وقال لا نستطيع تصديق الكلام المجرد في الحقوق وقال ل¯"العرب اليوم" الطلاق يحتاج الى بينة فقد تكذب الزوجة في ادعائها فلماذا اصدقها ولا اصدقه,لافتا ان القضاء لا يعتمد على القول المجرد في اصدار الاحكام المتعلقة بطرف اخر وحقوقه.
وبين الشيخ العمري انه ليس كل تلفظ بألفاظ الطلاق او الايمان به يقع الطلاق فلا بد من تحقق مجموعة من الشروط التي نص عليها قانون الاحوال الشخصية ومنها ماهية اللفظ وصيغته ثم الحالة المعتبرة واهلية المتلفظ بالطلاق وهل كان في حالة معتبرة شرعا بايقاع الطلاق وهل كان يعي ما يقول ام كان في حالة دهش وهل اللفظ كان صريحا ام هو طلاق معلق على شرط او يمين بالطلاق,لافتا ان كل هذه الامور يجب ان يتحقق منها الدائرة التي تحقق في هذه الشروط سواء من فتوى تصدر من خلال سماع الطرفين او حكم من المحكمة الشرعية المختصة.
من جهتها بينت دائرة الافتاء العام ل¯ "العرب اليوم" ان القول في الطلاق هو قول الزوج لان الطلاق في قانون الاحوال الشخصية لا يقع الا بقول الزوج اما اذا كانت الزوجة تعتقد بصحة الطلاق فلها ان لا تعاشره وتقيم دعوى طلاق مقابل الابراء او طلاق للشقاق والنزاع او دعوى خلع.
وبين الشيخ العمري انه في حال ادعاء سيدة ان زوجها تلفظ بالطلاق ولم يراجع الافتاء ليحصل على فتوى بوقوع الطلاق او عدمه ولم يسجل اقرارا بالطلاق الذي تم سندا لاحكام قانون الاحوال الشخصية الذي يوجب عليه مراجعة المحكمة خلال شهر لتسجيل الطلاق والمحكمة تقوم بتبليغ الزوجة خلال اسبوع لا يوجد امامها الا اقامة دعوى اثبات الطلاق الذي تم ويبلغ هو الدعوى ثم نبدأ المحاكمة وتسمع المحكمة اقوالها ويسأل عن واقعة الطلاق واما ان يقر او ينكر فاذا اقر بوقوع الطلاق يحكم بوقوعه اذا توافرت شروط وقوعه واذا انكر الزوج الطلاق اصبحت واقعة محل نزاع ولا بد ان تثبت الزوجة ذلك اما الطلاق بوسائل الاثبات المعتبرة شرعا اما بالكتابة بالبينة الخطية او شهادة الشهود اذا لم توجد بينة وعجزها عن الاثبات تحلف المحكمة الزوج اليمين على نفي دعواها اذا حلف ترد الدعوى واذا رفض الحلف تحكم المحكمة بثبوت الدعوى بعد صدور القرار ترفع الدعوى لمحكمة الاستئناف لغايات تدقيق الاجراءات التي تمت وهي اما ان تصدق الحكم واما ان يصبح الحكم قطعيا او تفسخه وتعيده للمحكمة الابتدائية للنظر في الدعوى مجددا وفق قرار محكمة الاستئناف.
وعن حلف اليمين الكاذب في حال حلف الزوج يمينا كاذبا على انه لم يطلقها ويكون طلقها قال الشيخ العمري "تستطيع الزوجة ان تطلب اعادة المحاكمة اذا بني الحكم على شهادة غير سليمة مثل ان يتبين ان الشهادة كانت شهادة زور يجب ان تثبت ذلك لدى المرجع القضائي المختص وبعدها تطلب اعادة المحاكمة بناء على ذلك واعترف بعد ذلك فتستخدم هذا الاعتراف بينة على انه حلف يمينا كاذبا.
وحول العقوبة على حلفانه اليمين كاذبا قال ان المحاكم الشرعية غير مختصة بالعقوبات وان هذا الامر من اختصاص المحاكم النظامية. ( العرب اليوم )