الشهادة والانتحار

تم نشره الأربعاء 18 كانون الثّاني / يناير 2012 05:17 مساءً
الشهادة والانتحار
عامر المصري

لماذا لم نعد نفرق  !!!
 
يموت المواطن العربي في كلتا الحالتين ، المنتمي إلى ثقافة الانتحار والمنتمي إلى ثقافة الشهداء . كلاهما يؤمن  أنه سيذهب إلى الجنة مباشرة ، الانتحاري الذي يحرق نفسه أو الشهيد الذي تسقط به طائرة التدريب العسكرية. ينطلق اهل  كل واحد من هؤلاء من نظريته وحسب اعتقاده ومبراراته  . وإذا كان المنتمي إلى ثقافة الانتحار قد فقد كل ايمانه بالله وبالتالي بطلت كل حججه السياسية او الاجتماعية التي من اجلها اختار ان يغضب الله ،فياتينا اناس ليضعوة في ميزان ذاك الطيار التي سقطت به طائرته الحربية اثناء التدريب او القتال  .
الا نفرق بين هذا وذاك  ؟ حاش لله اننا نعرف الفرق الواضح والبين بين المنتحر والشهيد لكن البعض يريد ان ياخذنا الى التفسير والتاويل في الواضح الذي لايحتاج للتفسير .
فهاتين الثقافتين مختلفتين تسعى كل ثقافة إلى المساواة  الطرف الآخر بعد تسفيل  وهتكه ولصق كل الصفات المرذولة به بطريقة هذائية لا تستند إلى أدنى مقوِّم، سواء كان واقعياً أو رمزياً. ثقافة الانتحار تنطلق من ذلك السياسي الذي يعيش لهدف «حب السلطة» والفكر التشاؤمي الذي يقود إلى الاكتئاب واليأس. وكما  تقوم ثقافة الانتحار بتسفيل أي عقل نشيط يعمل على صيانة الذات وتجعل منه عقلاً مستقيلاً.
في هذا التكيف الناقص وتحت سقف الدستور العربي المستند الى الدين الاسلامي في اغلب مواده  يجرى الصراع السياسي في البلاد العربية بشكل عام  من دون أدنى شعور بالواقع من قبل بعض الأطراف. ثقافة الانتحار التي خسرت كل شيء تقريباً بما فيه الأخلاق، تستنجد برؤية شائخة من ثقافات خارجية من أجل تحقيق اهداف لجهات اما حزبية او خارجية مهما كلف الثمن (ضحايا، تدخل خارجي، انهيار الاقتصاد). فلماذا لا تكون ثقافتنا ثقافة استشهاد كذلك الطيار الذي ضمن حب ربعه ورضا ربه وجنته .
لن ينسى المواطن العربي تضحية الشهداء الابطال لكنه لن يذكر ابدا اؤلئك المنتحريين وان صور البعض لهم ولذويهم انهم سيدخلون التاريخ من باب الابطال والمضحيين .
ثقافة الانتحار التي تنتج الانتحار وتصر عليه، لا ترى ولا تسمع ولا تصدّق انها باتت غير مقبولة في المجتمعات العربية والاسلامية ، بل تزداد هستيرية وجنوناً في توكيد ذاتها  ، إنها غير قادرة على تفجير النزعات بين المواطنين وتخليد ذكرى للكافرين وكان ذكرى ابا جهل وابا لهب عطرة
العلاج الذي يجب ان تسعى إليه الجهات المختصة لهذه الثقافة ( ثقافة الانتحار ) يجب إن يلبي حاجة المواطن الذي تمزقت افكاره واختلطت عليه المواقف واصبح على وشك ان يخلط بين الحق والباطل ، لأن هذا العلاج لايجب ان يخرج من المختبر الامني ، بل يجب ان يكون بتوعية من المعلم في المدرسة والدكتور في الجامعة  ونحن بحاجة إلى تأهيل نفسي واجتماعي لخطورة ثقافة الانتحار التي باتت تشكل طريقة للتعبير عن الراي وايصال الصوت ويجب وإعادة النظر في خطباء المساجد والمناهج التعليمية في المدارس وفي كل من له علاقة بمخاطبة العقل العربي لانها باتت تشكل خطرا على مستقبل امتنا وديننا ...
لان أمراض العقل العربي أصبحت كثيرة، وبعضها قد يصبح مزمناً إن لم يقم الأصحّاء بتدارك المعضلة وإيقاف هذه الهستيريا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات