تراجع زخم للحراك الشعبي والفانك يسأل الاخوان المسلمين: بعد سقوط الاسد هل ستفرضون الحجاب وتمنعون الكحول وتوقفون البنوك

المدينة نيوز - انشغلت الصحافة الاردنية طوال الاسبوع الماضي بزيارة الملك عبد الله الثاني الى واشنطن ونتائجها فيما شهدت نهاية الاسبوع اقل معدل في الزخم الشعبي لحراك الشارع حيث اختفت الاعتصامات الضخمة والمسيرات الكبيرة وتغيب الاسلاميون عموما عن الشارع في الوقت الذي حسم فيه الملك الامر عندما تحدث عن اجراء انتخابات بلدية واخرى عامة في بلاده قبل نهاية العام الحالي.
وركزت هتافات الوقفات الاحتجاجية التي شهدتها عدة محافظات الجمعة على مطالب معيشية وليست سياسية من طراز التأمين الصحي والتعليم المجاني ومحاربة الفساد في الوقت الذي تراجع فيه الخطاب السياسي او الانتخابي عشية تشكيل اكثر من 34 لجنة نيابية للتحقيق بملفات فساد مفترضة.
وفيما يتعلق بزيارة واشنطن كشف رئيس تحرير صحيفة 'العرب اليوم' الذي يرافق الملك في الزيارة سميح المعايطة بأن الرئيس اوباما استبعد فيما يبدو الخيارات العسكرية ضد النظام السوري بما في ذلك خيارات القوات العسكرية العربية في الوقت الذي لم يتوصل فيه الاردنيون لاستنتاجات محددة بشأن الملف السوري.
وكشف الكاتب ماهر ابوطير بدوره عن معلومات جديدة لهاعلاقة بجلسة خاصة مع الملك عبد الله الثاني على هامش زيارة واشنطن حيث يدعم اوباما الاردن والملك ولا يشعر بالقلق ويسجل للملك خطواته الاصلاحية، لكن ابوطير فاجأ الجميع بنقل استياء الملك شخصيا من الاساءات التي تمس به وبعائلته حيث قال بأنه يعرف هؤلاء الذين يسيئون لعائلته في الاردن كما نقل الكاتب عن الملك قوله بأن ملفات فساد كبيرة ستفتح وتخضع للتحقيق قريبا وبأنه سيسافر قريبا الى السعودية وليبيا لتعزيز المصالح الاقتصادية الاردنية.
وتعليقا على محاولات بعض النواب الاطاحة بوزير الاعلام في الحكومة بسبب خلافات معه، اعتبر الكاتب في صحيفة 'الغد' محمد ابو رمان ان الخلافات اعمق من مسألة الوزير راكان المجالي وتعود لمحاولة بعض مراكزالقوى الاطاحة برئيس الوزراء في الواقع، وقال الكاتب: ثمة انقسام في مجلس النواب تجاه عريضة 'الثقة بالمجالي'. لكن الازمة السياسية تتجاوز هذا الملف الطارئ الى طبيعة العلاقة بين الحكومة ودوائر القرار، فيما اذا كان يمكن تمرير المرحلة المقبلة مع الرئيس الحالي ام سيضطر 'مطبخ القرار' الى التفكير بسيناريوهات بديلة لكنها صعبة وحرجة!
وفي صحيفة 'الدستور' قال الكاتب ناصر قمش بأن الاخطر من الابتزاز الذي تمارسه بعض الشخصيات والقوى الاجتماعية، مقابلته بالاسترضاء الذي تكرس كظاهرة وطنية مع هبوب رياح الربيع العربي على بلادنا، وما اشعله من حرائق، ومن هؤلاء المبتزين من احتصل على حقيبة وزارية ومنهم من تمكن من تعيين ابنه او ابنته في وظيفة عليا، وهنالك من تلقوا المغلفات او الشيكات وغيرها من الامتيازات التي اصابت من عاثوا فسادا في الوطن دون ان يسائلهم احد.
وقال قمش: لا يعقل ان تستنفر كل اركان الدولة لاطفاء الحرائق التي يشعلها المتربصون بالربيع الاردني بهدف جر المكاسب الشخصية لهم ولجماعتهم، ذلك ان صدور بيان على 'الفيسبوك' او عريضة وقعها 7 اشخاص لا يمكن لها ان تضر اركان الدولة الاردنية التي عبرت عن رسوخها في مفاصل تاريخية اكثر دقة وحساسية والاسترضاء هو اكبر كارثة على مشروع الاصلاح الاردني، وفي عهد حكومات سابقة بدأت تستميل بعض القوى التي ابتزت الدولة وحاولت لي ذراعها من خلال استجداء العطايا والوظائف.
وفي صحيفة 'الرأي' قال الدكتور فهد الفانك ان الاخوان المسلمين في الاردن بانتظار نتيجة ما يحصل في سورية واوضح: الاخوان في الاردن بانتظار النتيجة، وخطتهم ابقاء الحراك حيا عند المستوى الذي يؤمن الاستمرارية ويؤجل الاصطدام مع النظام الى ان تأتي اللحظة الحاسمة بوصول الاخوان في سورية الى السلطة.
ماذا لو وصل الاخوان الى السلطة؟ اغلب الظن ان السماء لن تسقط على الارض، وان الشمس ستظل تشرق صباحا وتغرب مساءً ولكن من حقنا في هذه الحالة ان نعرف سلفا: هل سيصبح الحجاب الزاميا في الاماكن العامة، وهل سيتم عزل النساء عن الرجال في الوزارات والمؤسسات، وهل سيتم تحريم الكحول صناعةً واستيرادا وبيعا واستهلاكا، وهل يستمر الترويج للسياحة، وما مصير البنوك (الربوية)، وهل يتم تسديد فوائد القروض المحلية والاجنبية في مواعيدها . ( القدس العربي )