اختطاف أبو زنــوبـة
المدينة نيوز - خاص - كتب: - عبدالله شيخ الشباب - تعليقاً على السرقات التي تحدث في المساجد ؛ اليكم جميعا هذه الحادثة الطريفة التي حدثت معي ، والتي أرجو من الجميع الإستفادة منها قدر الإمكان!!
بفضل الله سبحانه وتعالى ، أنا من أحد الناس المداومين على الصلاة في المسجد كلّما تيّسر لي أمر ذلك ، وبالأمس وبينما كنت خارجاً منه بعد أدائي لصلاة الجمعة تفاجأت بأن ( شبشبي أبو زنوبة ) أجلكم الله كان قد تعرض للسرقة.!!
قمت بالبحث عنه كثيراً في جميع الأماكن المخصصة لوضع الأحذية ؛ إلا أنني ومع كل أسف لم أستطع العثور عليه ، ولم أستدل على أي أثر له ، ولم يدر بخلدي لحظة أنه كان قد تعرض لعملية قرصنة دنيئة قام بها شخص دنيىء مفتقد للضمير والاخلاق ؛ علماً أنه ليس سوى مجرد شبشب لايتجاوز ثمنه نصف دينار .
ولهذا اعتقدت في بادىءالأمر أنه ربما قد يكون ذهب لوحده للتنزه هنا أوهناك ، فانتظرته قليلاً على أمل أن يعود إلا أنه لم يعد نهائياً ، الأمر الذي أشغل بالي كثيراً ، وأقلقني جداً عليه ، و شعرت داخلياً بأنه ربما كان قد تعرّض لمكروه ، أو أنه ربما كان قد تعرض لعملية اختطاف جبانة قام بها مجرم محترف قاسي القلب غرّه منظره الجميل فقرر حرماني منه ومن طلته البهيّة ، واعتقدت انه قد تعرض لعملية سطو مسلح من قبل مجموعة من اللصوص من الذين لايراعون للمساجد حرمة من الذين لديهم هواية سرقة أحذية وشباشب المصلّين ؛ بعد أن رأوه أعزلا ولوحده بدون أسلحة وبلا حرس .
وبالفعل صدق حدسي في ماتوقعت ؛ إذ انني وبعد أن يئست من ايجاده أو من رجوعه ، قررت العودة الى المنزل حافياً طالبا! العوض من الله ، لكني وبينما أنا في طريق العودة جاءني اتصال هاتفي الخلوي من احدى عصابات المافيا ، تطلق على نفسها " عصابة سرقة شباشب أبو زنوبة " والذين لاأدري لحد الآن كيف استطاعوا معرفة رقم هاتفي !! .
المهم ...وحينما كلمتهم أخذوا يطالبوني بدفع فدية مقدارها 100دينار مقابل ً إرجاعهم له سليماً ، وهدّدوني بأنهم سوف يضطرون آسفين الى ابقائه رهينة لديهم الى أن اتمكن من تدبير كامل المبلغ المطلوب ، وإلا فإنهم سوف يستخدمونه في مشاويرهم وطلعاتهم ونزلاتهم وسرقاتهم الى أن أحقق لهم مايطلبون ، وهددوني بأنهم سيقطعون أوصاله إرباً إرباً إذا فكرت لحظةً تبليغ الجهات الأمنية عنهم.
حاولت التفاوض معهم لعلهم يقومون بتخفيض المبلغ ولو قليلاً !! ؛ إلاّ أنهم رفضوا ذلك وأصروا على أدفع المبلغ كاملاً (100 دينار) كاملة لاتنقص ديناراً واحداً ، وذلك ربما لكونهم يعلمون أن (شبشبي أبو زنوبة ) هذا غال عليّ جداً ،
وربما لأنهم يعرفون مدى قيمته المعنوية وليس المادية بالنسبة لي ، ولأنهم ربما يعلمون أيضاً أنه لايمكنني أن أفرط به بسهولة ، لأن لي معه ذكريات وصولات وجولات .
لكن ومع كل أسف شديد ، فإن مفاوضاتي معهم وتوسلاتي اليهم والتي استمرت معهم قرابة الساعتين ؛ قد ذهبت كلها أدراج الرياح بعد أن وصلت الى طريق مسدود ، و لم تسفر للأسف عن أية نتيجة ايجابية من ناحيتي ، وانتهت بدون احراز أي تقدم ملموس على أرض الواقع . وأصبح في حكم المؤكد ؛ أنني سوف لن أستطيع رؤيته مرة أخرى ، وأصبح مؤكداًٍ بأنني سوف لن أتمكن من توديعه الوداع الأخير الذي لالقاء بعده .
فقررت تفويض أمري الى الله فيه ، وقررت بيني وبين نفسي التضحية به ومحاولة نسيانه ، لأنني وجدت أنه لافائدة من الكلام معهم ، لذا قررت تركه لهم لكي يشبعون به ، لكني لم أنس أن أدعو الله عليهم من كل قلبي أن ينتقم لي منهم ومن أمثالهم من اللصوص الذين حرقوا قلبي عليه .
صراحة ....إنني مهما قلت لكم عما شعرت به في تلك اللحظات من أسى ، فإنني سوف لن أستطيع وصف مقدار الألم والحزن الذي سببّه غياب شبشبي أبو زنوبة عني ، إذ أنه وبعد تعرضه لحادثة الإختطاف الأليمة هذه ، فقد مكثت مدة طويلة من الوقت وأنا أتخيله ، حيث عاد بي شريط الذكريات معه ، و بدأت أتذكره حينما كنت أراه في انتظاري جالساً عند عتبة باب الحمّام ، ورجعت بي الذاكرة أيضاً معه حينما كنت أضعه في رجلي وأنزل به الى الشارع وأذهب به الى البقالة او المطعم المجاور لبيتنا ، وتذكرت أيضاً حينما كنت العب فيه كرة القدم وكرة السلة والطائرة في الحارة .
كما رجعت بي ذكرياتي أيضاً معه حينما كنت أستعمله في الفتك بالصراصير والحشرات الزاحفة وغيرها عندما كنت ألاحقها وأطاردها وأقوم بالدعس به عليها ، حينما كنت ألمحها تخرج مسرعة من هنا أو من هناك .
كما أني لم أنس ذكرياتي الجميلة معه ؛ حينما كنت استخدمه في المهاوشات والطوشات كسلاح أحمله في يدي عند حدوث أي شجار بيني وبين الآخرين لسبب أو لآخر، والذي مازالت علامات صفعاته واضحة على وجوه البعض منهم لحد الآن.
المهم ؛ قمت اليوم بالذهاب الى السوق ، واشتريت شبشبا جديدا من نفس عائلة أبو زنوبة ومن نفس فصيلته وحرصت على أن يكون من نفس اللون ، وأصبحت الآن أكثر حرصاً عليه من السابق ، حيث قررت ابتداءً من هذه اللحظة عدم وضعه في مكان وضع الأحذية بأي حال من الأحوال ومهما كان السبب ، وقررت أن أكون ألفه بكيس نايلون حين ذهابي للصلاة في المسجد ، لأقوم بوضعه في مكان لايمكن أن يخطر على بال أي لص من لصوص الشباشب . !!ً لأنه ليس من المعقول أبداً ولا من المنطق ؛ أنني كلما أريد الذهاب الى المسجد لأداء الصلاة أن يتعرض شبشبي أبو زنوبة للسرقة !! أليس كذلك ؟؟.
وفي الختام ؛ كلي آمل من الأخوة القراء ، وكل من يهمهم الأمر ؛ اتباع نفس هذه الطريقة وذلك حفاظاً على ممتلكاتهم من الأحذية والشباشب مهما كان نوعها أو لونها أو قياسها ، الى أن نجد حلاً لمثل هذه المشكلة التي باتت تؤرق الكثيرين منّـا .
داعياً الله بالهداية الى جميع لصوص الشباشب والى كل حرامية الأحذية ، طالباً منهم الكف عن هذه السرقات.
( عبدالله شيخ الشباب ـ طالب توجيهي ـ الأردن ).