لعبة الفجر مجموعة قصصية جديدة لعدي مدانات
المدينة نيوز - يواظب الاديب عدي مدانات على كتاباته السردية في حقل القصة القصيرة، ويقدم في اصداره الجديد المعنون (لعبة الفجر) مجموعة من القصص التي تنبش في واقع وهموم الانسان البسيط وعراكه اليومي مع الحياة في تحولاتها الحادة .
احتوت المجموعة الصادرة حديثا عن دار الاهلية بعمان على ست عشرة قصة قصيرة حملت عناوين : (لعبة الفجر ، الحياة حلوة ، مجرد يوم اخر، ابو عبدالله، انه التعب وليس اخر ، الزيارة المتأخرة، ثلاثتهم، غمامة الصباح، دمعة عصية، الخطر والعجوز، الا هي، العيش مع الماضي، الفجر لا يخفي عيوبه ، موت كرة مطاطية، اختلاف بسيط، وما لم يقله تلك الظهيرة ).
جميع تلك القصص جاءت تدور في لجة من تفاصيل الحدث اليومي المعتاد مزنرة بعذوبة الاسلوب المعهود في قدرات مدانات على معاينة دواخليات انسانية ترنو الى السكون والطمأنينة والعيش الهادىء في مواجهة عذابات الواقع الصعب .
يرسم القاص مدانات الذي سبق له ان قدم اكثر من رواية مناخا عذبا من الصور لشخصيات اتية من واقع مزدحم بالتفاصيل فريد في تلاوينه الاجتماعية يصوغه ببراعة ادبية لافتة في لمسات واحاسيس انسانية دافئة .
تتدفق بين ثنايا القصص رؤى وافكار نضرة بليغة في خطابها السلس الذي ينأى عن الافتعال واختلاق المواقف، بل هي تختصر اشكالا من حالات البؤس والمعاناة يبسطها الكاتب امام القاريء في هيئة لقطات بصرية بنباهة سواء في اختيار مفرداته اللغوية الشارحة أو في فطنته بالتقاط اماكن حراك شخوصه الاثيرة وهي تفيض بقبسات الحنين والشغف .
رغم القتامة والظروف الصعبة لكثير من شخصيات المجموعة الا ان مدانات يعمد في اكثر من موقف الى صوغ شخصياته باحاسيس من الدعابة وهي تطل على نافذة امل رحبة .
تشكل مجموعة (لعبة الفجر) اضافة لا يستهان بها لمسيرة مدانات الابداعية ، ففيها تتبلور تقنياته الادبية التي تعمل على اثراء اجوائه الممتعة التي تذكر بتلك الابداعات الراسخة في الادب العالمي وجهابذته الكبار .
يقينا ان مثل هذا الانجاز الذي اشتغل عليه القاص مدانات في المجموعة يكرسه واحد من ابرز قامات كتاب القصة القصيرة في خريطة المشهد الثقافي العربي المعاصر .
(بترا)