رسالة إلى نابليون زمانو

المدينة نيوز – خاص – : لا نريد أن ينغمس المحرر السياسي بما قاله الدكتور أحمد عويدي العبادي مؤخرا ، ولذلك فقد آثرنا أن ننشر هنا رسالة بعث بها إليها مواطن غيور يدعى سالم العبادي ، وننشرها كما وردت ..
يقول المواطن المذكور :
نريد أن أسألك يا ابن العم : أنت نفسك ، ألم تقسم على القرآن الكريم أنك ستحافظ على الدستور وتخلص للملك وتخدم الامة ، أم أن قسمك كقسم مسيلمة ما غيره ؟ ..
كيف تقبل يا نابليون زمانك أن تنغمس في الأساس في لعبة الديمقراطية وتدخل البرلمان وتكون تحت ظل دستوره لسنوات ، ثم ، وبعد أن تخفق في الإنتخابات تصبح ألد الخصام ؟؟ ..
نراك تتقلب كشمس شباط يا دكتورنا العزيز ، ونجزم لو أنه فتح لك باب الترشح للإنتخابات لما قصرت ولقلت في الملك والهاشميين نقيض ما تقوله هذا الأوان .
هل تعلم يا دكتور أنه اصابك في البلد ما أصاب قول الشاعر : وأفردت إفراد البعير المعبد ..
اي ذلك الذي تم تركه في العراء دون أن يختلط بالإبل ، وهو بيت شعر كبير وحصيف ..
هل تذكر يا دكتور كيف كنت تكتب منذ البداية عن الوحدة الوطنية وكيف كنت ترميها بألف حجر ، وتتهم فئة من الأردنيين بأنهم طابور خامس ، ودرجت على هذا الامر ، إلى أن وجه إليك المرحوم ياسر عرفات دعوة فزرت رام الله ، وبعدها قلت للصحافة الفلسطينية : إنك كنت مخطئا ، وإن ياسر عرفات أكبر مناضل في التاريخ ، وبدأت تكتب عن زيارتك وتعترف بأنك كنت مخطئا بحق أخوتك في الوطن ، ..
هكذا أنت ، وليس غريبا انك قمت ذات يوم بـ " قرط " أذن زميل لك في المجلس هو منصور مراد ، وذلك لأنه اختلف معك في رأي ، ويكفي بذلك شاهدا على ما أنت فيه وعليه ..
يا دكتور أحمد : إن لم تراجع ما أنت عليه من ضلال وطني فإن كل الأردنيين لن يقبلوك إلا رجلا في الشارع لا يجيب تحيته أحد ، ولا يجالسه أحد ، ولا ينظر في خلقته أحد ..
كل الأردن مجمع على الملك ، وصدقني يا دكتور ، لو أن الملك تاه يوما في زقاق وبدون حرس ، فإن الصغير قبل الكبير والمرأة والشاب هم من سيحمونه وسيوصلونه إلى رغدان سالما غانما ..
هذا الحكم الذي نتفيأ ظلاله يا دكتور لم يطلق طلقة واحدة على أي متظاهر عبر سنة حافلة بالمسيرات والمظاهرات والهتافات ، وهو حكم رشيد وحكيم ، ولتكن رسالة الملك الاولى واضحة للجميع عندما قال لبشار الأسد : لو كنت مكانه لتنحيت ..
صدقني ، لو كان الشعب لا يريد الملك لما انتظر أمثالك ليقولها ، ولقد أعلنها هو نفسه ، لكن الشعب ، كل الشعب بكل فئاته وأماكن تواجده يريد هذا الحكم وهذا الملك ، وأنت تعلم قبل غيرك ، والدليل على ذلك هو قولي لك : التفت حولك ، من يناصرك في ما أنت فيه ؟؟ .
سؤال أخير : لو قال أي أحد في أي بلد عربي لرئيس تلك الدولة أو لملكها أو شيخها : لا نريدك أخرج من هنا ، فأين تراه يكون الآن ؟؟ ..
إسأل نفسك ، فها أنت تقرأ رسالتي إليك وتنعم بأسرتك ودفئك دون أن يرميك أي شخص بأذى من أي نوع ..
قل الحمد لله على ما نحن فيه ، وثب إلى رشدك ، فلعل الذكرى تنفع المؤمنين ، هذا إن انطبق ذلك عليك .
الكاريكاتير خاص بالمدينة نيوز بريشة الزميل الدكتور هشام خريم