قوات الدرك..الصورة واضحة !

- اليوم وقد وضحت الصورة وتبلورت واتيح لقوات الدرك الاردنية ان تعرف نفسها من خلال العمل والممارسة وان ترسي تجربة قوية وفاعلة وبمواصفات دولية فإنها أصبحت ليس في موقع أردني مميز في القيام بمهامها المناطة بها بل في موقع عربي ودولي مميز حصدت فيه العديد من الجوائز ووقعت العديد من الاتفاقيات والتوأمة كما اصبحت مقصداً عربياً لكثير من الدول الشقيقة والصديقة للتدريب في مواقعها ومن خبراتها رغم قصر فترة نشوئها ..
امس صباحاً كنا في لقاء مع قيادة الدرك وتحدثنا مع اللواء الركن توفيق حامد الطوالبة وهو شخصية كارزماتية متخصصة في ادارة الازمات واحترافية في المجال الأمني والميداني..كان الحديث عن الاعلام ودوره والمسافة التي تفصل بين العمل والقول وبين تقديم هذا الجهاز للجمهور عبر وسائل الاعلام واذا كان الاعلام في الاصل لا يصنع حقائق وانما يقدمها أو يسوقها فإن قوات الدرك استطاعت بانجازاتها وخاصة في مجال وظيفتها ان تتحلى بأعلى درجات الانضباط والمسؤولية والتحمل والصبر وتوظيف القوة في اطار المصالح الوطنية..كما استطاعت ان ترسم صورتها لدى الجمهور من خلال العمل لتبني المزيد من الايجابيات فالصورة السلبية التي بدأت مع بداية التكوين لقوات الدرك ومهامها أصبحت اليوم ايجابية مع ازدياد الحاجة لهذه القوات التي تعبر عن حضور الدولة وعن حماية الامن بانفاذ القانون وحمايته..
كانت المسافة ما بين الصورة الأولى وما بين الصورة الاخيرة الان والتي أصبحت ايجابية باعتراف المواطنين مكلفة على قوات الدرك وقيادتها للوصول الى هذه النقلة المهمة فتميّز هذه القوات اغرى جهات عريقة مثل جامعة نايف العربية للعلوم الامنية أن تعقد ندوة مهمة في قيادة قوات الدرك الاردنية بحضور أطراف عربية ودولية عديدة في الربيع القادم وحيث تحتفل قوات الدرك بمناسبة نشوئها ويتواصل العمل في مهمات كبيرة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي في نشاطات تتزايد وتستوقف المراقبين الى جانب المهام العملية المماثلة التي تقوم بها قوات الدرك في الداخل والتي تجاوزت (8) الاف مهمة في عام واحد ..
ان النمط الوقائي والاعدادي الكبير المصاحب لوعي على تركيبة المجتمع وانماط حياته حيث تطلع قوات الدرك على ذلك وتضطلع به في مهماتها جنبها الكثير من الاخطاء والتي يمكن ان تقع فيها قوات لها مهام تنفيذية على الارض.. ومن هنا جاء اعتزاز جلالة الملك بها حين قال ان ربيعنا العربي يتواصل بسلاسة وان كل حركة الاحتجاج التي مارسها الاردنيون لاشهر عديدة سبقت حتى توقيت بدايات الربيع العربي التقليدية لم يقتل فيها شخص واحد ...والسؤال كيف؟ ولماذا؟ وما هي الدروس المستفادة؟ وما هي طبيعة القيادة الواعية لتصريف ذلك؟ ثم ما هي كلفة ذلك حتى على كثير من شباب الدرك الذين هم في سن وعمر كثير من الشباب الأردني التابع للحراك..؟
أرقب تعليقات كثير من المواطنين في المواقع وتحولها من السلبي الى الايجابي وادرك صعوبة ومعاناة وايضاً انجازات قوات الدرك في مهامها المتزايدة التي تستحق عليها الثناء وأدرك عمق الفكرة الملكية التي اطلقها الملك عبدالله الثاني بانشائه قوات الدرك وكأنه كان يقرأ القادم الأردني والعربي..فقد جرى الوقوع في أخطاء لدى دول شقيقة حين زجت مصر بالجيش وكذلك تفعل سوريا الآن لمواجهة الاحتجاجات الشعبية بالدبابات والمدافع والطائرات بدل ان يكون ذلك بوسائل أخرى يمكن استيعابها لقد كان للتجربة الاردنية ما يميزها!(الراي)