لويس - بايبس وبريجنسكي

- يربط المعارضون العرب عادة بين ثلاث شخصيات امريكية واوروبية تجسد فكرة المؤامرة والشر الرأسمالي الذي يزكم الانوف بكراهيته للعرب والشرق, هم السفير الامريكي المتجول, فيلتمان وتيد لارسون وديك تشيني, صندوق كل الشرور, لكنني اذهب الى مثلث اخر للمؤامرة واراه اخطر من كل ما سبق, ويتحكم اليوم بكل مؤسسات ودوائر المخابرات الامريكية والاوروبية المسكونة بهاجس واحد, هو اخضاع الشرق, سواء كانت هذه المؤسسات ناعمة مثل مؤسسة كارينجي واكاديمية التغيير للثورات البرتقالية ( جين شارب- بيتر اكرمان) ومن العرب (سعد الدين ابراهيم وبشاره) ومثل المجتمع المفتوح لليهودي سوروس (ابو التمويل الاجنبي, وصندوق دعم الديمقراطية (نيد) او كانت خشنة مثل معهد واشنطن والايباك اليهودي, وبيت الحرية.. الخ.
المثلث المقصود هو الذي يضم: برنار لويس, ودانيال بايبس وبريجنسكي, حيث تبدو المؤامرة (اسطع) من ان ينكرها الناكرون من المغفلين او المتورطين:-
1- حسب المؤرخ اليهودي الامريكي, برنارلويس فان الدولة القطرية العربية في طريقها للانفجار.. وبدلا من ان يستعيد العرب افكار (القومية العربية) من الافضل تحويل انفجار هذه الدول الى كانتونات وانفجارات طائفية ومذهبية واقلوية وهذه هي (الفوضى الخلاقة) لبناء شرق اوسط جديد مركزه (تل ابيب) ويهودية الدولة... وهو ما يستدعي تحطيم اية دولة مركزية شمولية بصرف النظر عن طبيعة الحكم فيها كما حدث مع العراق وكما ينبغي ان يحدث مع سورية, والسعودية, وغيرها.
2- بالمقابل, فان بطل التحريض على الرسوم المسيئة للرسول. دانيال بايبس يقترح تجميع الشظايا الطائفية والمذهبية في اطار جديد ضد (القومية العربية) هو الاطار العثماني بعد توفير الشروط الملائمة له ومنها منع العراق وسورية ومصر من ان تشكل مركزا اقليميا منافسا للمركز العثماني- الاسرائيلي المقترح.
3- اما بريجنسكي فيكمل هذه الصورة او المثلث بقراءاته المبكرة حول قلب العالم (الهارت لاند الاورو- اسيوي) الذي يدور الصراع حوله دائما بين امبراطوريتين, بحرية (بريطانيا ثم امريكا) وبرية (روسيا واليوم الصين) حيث يتحكم هذا القلب بخطوط النفط والغاز والجيوبوليتك العالمي الخطر ومجالاته الحيوية المهمة خاصة (الشرق الاوسط) وحسب بريجنسكي فلا بديل عن تطويق قلب العالم الجديد (الصين) عبر حزام اخضر من الاسلام السياسي العثماني كما تم تطويق قلب العالم السابق (روسيا) بحزام مماثل من الصندوق النفطي ضد الشيوعية الى (الجهاد) الاول في افغانستان.
ولغايات ذلك ينبغي حجب فكرة المؤامرة بتسخيف اي حديث عن المؤامرة واعتبارها لغة سخيفة من اختراع قوى الاستبداد.(العرب اليوم )