انتخابات الجامعة ..انتخابات اسماء ام كفاءات
شهدت الجامعة الاردنية قبل شهر من الان انتخابات مجالس الطلبة لعام ٢٠١١-٢٠١٢ و قد تخلل تلك العملية الديمقراطية كغيرها من السنوات مظاهر سلبية مثل العنف و التدخلات الخارجية و الداخلية التي أدت الى تأزم الموقف ليصعب السيطرة عليه.
وفي البداية لا بد ان نقوم بإعطاء لمحة عن اسس الانتخابات الجامعية، فهي بشكل عام و بالجامعة الاردنية بشكل خاص اقتراع سري مباشر يقوم به الطلاب المنتظمين في الجامعة لانتخاب من يمثلهم من أنفسهم وزملائهم الطلبة. أما عن الاقتراع فيتم وفق أسس ،أهمها انتخاب الكفاءات ليمثلوا الطلاب بأفضل وجه.
تلك الاسس الصحيحة يجب ان تكون مبنية على معايير و مقاييس توجه الطالب على انتخاب افضل الخيارات و اهم هذه المعيير هو معيار الكفاءة اي انتقاء الأكفء و الأفضل من بين الخيارات المتواجدة بين أيدينا لنستطيع من بعدها ان نطلق عليها مسمى انتخبات الكفاءات.
و لكن حقيقة ما يحدث بجامعتنا الحبيبة والتي تعتبر رأس الجامعات المتواجدة في المملكة الاردنية الهاشمية هو انتخابات طلابية بعيدة كل البعد عن انتخابات جامعية ذات أسس صحيحة، اذ تتميز-وللأسف- بخدمة المصالح الشخصية على عكس ما يجب ان تكون عليه وهو خدمة المصلحة العامة ولا أخص الطلبة فقط بذلك بل يقوم اعضاء أكاديميون و إداريون بتحقيق أهدافهم الشخصية التي قد تلتقي مع بعض اهداف فئة معينة من الطلبة او لا تلتقي بكل الأحوال تكون بعيدة عن الصالح العام عن طريق التمسك بما اسميه بانتخابات الاسماء, و السبب الغالب هو ان انتقاء المرشح يكون من ارادة غير ارادة المرشح نفسه, و ان كانت ارادت المرشح تتجه للترشح لن نجد فيه مؤهلات غير انه من عائلة معينة أو فئة أو جهة معينة وذلك لان عملية انتقاءه تمت وفق هذا المبدأ ثم تبدء الحملة الدعائية ويتم الترويج له وفق ذلك الأساس لافتقاره لأي من المؤهلات التي قد تكون وسيلة لنجاحه.
مما تؤدي هذه الظاهرة الى اثار جانبية خطيرة،ابتداءً بالعنف (بكافة الانواع و درجات الخطورة ),الى تدني ثقافة الطلاب و وجه التعليم بالأردن و انتهاءً بأمتداد هذه المشاكل الى خارج صرح الجامعة لتصبح ظاهرة تمس بالمملكة الاردنية وتؤثر عليها سلبا وغالبا ما تخرج عن السيطرة.
اما اهم اسباب هذه الظواهر فهو الانتماء الزائد الذي ينتهي بالعنصرية سواء كانت على أسس عشائرية او إقليمية مما يهدد الأمن القومي على المدى البعيد وذللك بسبب قلة الوعي لمفهوم الانتتماء مع احترام الاخرين الذي يؤدي الى الخروج عن مفهوم الانتماء وهذا ما ينطبق عليه المثل الشعبي: " كل شيئ يزيد عن حده ينقلب ضده "
ولحل هذه الظواهر يجب على الجهات الرسمية ان تعترف بهذه الظواهر لتقوم من بعدها بالبدء بعلاجها بداية ً من رأس الهرم وهو الهيئات الادارية و الأكاديمية و انتهاء بالطلبة وذلك عن طريق :
. اعتراف الجهات الرسمية بهذه الظواهر -
التوعية العامة لمفاهيم الانتخابات الطلابية و حدود وكيفية الانتماء. -
- نبذ اي شكل من اشكال الانتماء الذي يخرج الى مستوى العنصرية.
- عدم التهاون مع اي موظف او طالب قد يميل لخدمة مصلحة شخصية.
- العمل على انظمة و قوانين جديدة تحد من امكانية التأثير على مسار العملية الانتخابية.
- وضع معايير و مقاييس و قيود للترشح وكيفية سير العملية الانتخابية لكل مرشح .
وبالنهاية لكي تحترم عقولنا و ثقافتنا من قبل العالم نتمنى ان نحقق التقدم ونقطع الطريق على اي يد قد تحاول تدنيس الحياة الطلابية النزيهة و الشريفة و منع تجنيد عقول وحياة الطلاب لمصالح شخصية أو لصالح أجندة خارجية بذلك يكون قد أن الأوان للكفاءات ليقودوا الحياة الطلابية.