ليبقى الأردن المستفيد الأول في العالم العربي من الربيع العربي المجيد
بمناسبة مرور عام على الثورة في تونس ومصر عام (2011) هذا العام الذي لا يمكن أن ينتسى من تاريخ شعوب منطقة الشرق الأوسط، هذا العام الذي ارتفع به صوت الحرية صوت الكرامة أصوات الضعاف من مختلف مشارب الدول العربية وكأنّ بركان انفجر ويصعب السيطرة عليه هذه الثورات التي باعتقادي تأخرت سنوات طوال كان من المفروض أن تكون قبل تاريخ اندلاعها بنصف قرن أو أكثر، لا شك أن الوضع العربي الراهن في ظل هذه الثورات (الانتفاضة) غير واضح المعالم سوف يرافقه نضال لا ينتهي بيوم وليلة حتى تستقر الأمور في أذهان شعوب هذه المنطقة حتى نستوعب الديمقراطية ونستوعب الآخر وتستوعب ما معنى الأغلبية ولكن مع كل ما نشاهده ونسمعه إلا انه ربيعا عربيا بامتياز مهما طال الزمن.
بالنسبة لنا بالأردن فإن هذا الربيع سوف يزدهر ويؤتي أكله سريعاً إذا كنا عقلانيين ومحبّين للأردن ونظامه الملكي الهاشمي فنحن بحاجة لهذا النظام النيابي الملكي الدستوري أكثر من أي وقت مضى. هذا النظام الملكي سوف يملأ الفراغ الذي تركته الزعامات التي أطيح بها في بعض الدول العربية. هذا النظام هو ضمان لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي والديموغرافي. هذا النظام كان وما زال منذ تسعين عاماً الملجأ للأردنيين كلهم يوازن المعيار إذا اختلت الأمور.
لذلك لا بد من ترتيب الأوراق بالتوافق على قانون انتخاب عصري يوائم طبيعة هذا الشعب وطبيعة المرحلة القادمة، قانون انتخاب يأخذ بالحسبان أن الأردن يقع وسط بقعة ملتهبة من غربه وشرقه وشماله انتخابات نزيهة لا تمتد لها يد عاتية وتحت إشراف هيئة مستقلة ومراقبة عالمية عندها سوف تستقر أمورنا بشكل عام، وبعد ذلك وبعد اجتياز هذه المرحلة الصعبة نطالب بتعديلات دستورية أخرى قد تفرض نفسها مجددا حسب أداء المؤسسات المختلفة بعد الانتخابات. وبهذا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً نحو الديمقراطية والتعددية السياسية والنمو الاقتصادي بدلاً من الدوران حول أنفسنا بشعارات قد تستمر مدة طويلة ولكن لا نرى إنجازا، كل ذلك مع عدم التهاون ومكافحة الفساد بكل أشكاله ونشد على أيدي من يكافحونه ليبقى الأردن المستفيد الأول في العالم العربي من هذا الربيع العربي المجيد.