"عفريت الحارة" المجموعة القصصية الأولى لعامر ملكاوي
المدينة نيوز - عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، صدر مؤخراً للكاتب عامر ملكاوي مجموعة قصصيّة بعنوان "عفريت الحارة"، تمثل الإصدار الأول للكاتب.
تشتمل المجموعة التي تقع في 80 صفحة من القطع المتوسط، على اثنتي عشر قصّة هي: "يوم صدنا الطيور"، "حمار بثلاث دوائر حمراء"، "مجرّد حشرة"، "المنغولي"، "نتاشا"، "عفريت الحارة"، "تعويذة الغريب"، "خوف وعزلة"، "لحن السكون الأخير"، "السّجين"، "انتظار" و"الكرتونة".
تستلهم القصص أجواءها من مفردات القرية، لتؤشر على غنى طبيعتها وفطرية إنسانها، وفي كل ذلك، يحاول القاص طرح العديد من الأسئلة المتعلّقة بالوجود الإنساني، مستبطناً في ثنايا قصصه قراءة تأملية متأنية للعلاقة ما بين الإنسان ومحيطه الخارجي، تدخل عميقاً في النفس البشرية مسلطة الضوء على تناقضات الإنسان وصراعاته المريرة.
تتميز القصص بأنها تقوم على حكايات صيغت بلغة سلسة تتناسب مع أجواء البيئة القروية التي نهل الكاتب منها أحداث قصصه، بأسلوب تشويقيّ تغلب عليه السّخرية والطّرافة، ما جعل قصص المجموعة قادرة على حمل المضمون الفلسفي والدلالي الذي يخبو بين السطور.
من أجواء قصة "عفريت الحارة": "في الصباح الباكر استيقظت بعد ليل متخم بالانتظار. نهضت من فراشي على عجل، فتحت الباب، كان الطقس شديد البرودة. اتجهت صوب قن الدجاجة، هناك كان كل شيء يبدو هادئاً وعادياً، حتى إنني لم أسمع أي صوت يأتي من الداخل. رفعت غطاء القن، وكان ما لم أتوقعه، الدجاجة تستلقي متيبسة إلى جانب البيض وقد ماتت بعد أن تسرب إليها المطر من السقف، بينما أمست البيضات مثل كتل الثلج بفعل البرد القارص" (ص51).
ذُيّل الغلاف الخلفي بمقتطفات من كتابات سابقة للمؤلف، تؤشر على الطابع الفكري والفلسفي الذي انطوت عليه المجموعة، ومنها: "فلتعلم يا صاحبي أن الكفاية موت، والوصول هلاك، واللهفة بعث، والحنين خلود. إنّ صغر الإنسان في تخمة ذاته، وعِظم الرّوح في جوعها، وأنا روح ألجمها الحنين، فجاعت حبّا".
يذكر أن الملكاوي من مواليد العام 1980، نال شهادة البكالوريوس في الأشعة التشخيصية – بغداد عام 2002، نشرت معظم كتاباته في الصحافة العربية والمحلية. نال المركز الثاني في مسابقة الإبداع الشبابي (حقل القصة القصيرة) التي أقامتها وزارة الثقافة الأردنية العام 2008، كما حصل على جائزة "سواليف" في القصة القصيرة لعام 2011.