امسية ثقافية عن رواية الحاسة صفر في الزرقاء
المدينة نيوز-شبه الناقد مجدي ممدوح مفهوم رواية الحاسة صفر للكاتب احمد ابو سليم بمفهوم الخراب الجميل الذي ابدعته مخيلة الشاعر ادونيس والذي يحيل كل شيء الى ركام تمهيدا لانبثاق جديد ، حيث انه نوع من التصفير الشبيه بمسح الطاولة من اجل بناء المعرفة على اسس يقينينة بحتة ، فهو قريب من الشك الديكارتي .
جاء ذلك خلال الامسية النقدية التي نظمها نادي اسرة القلم الثقافي في الزرقاء مساء امس في رواية حيث بين ممدوح ان ابو سليم ينبش في عناصر ومكونات الهوية بين ثنايا التاريخ ، حيث يطرح النص حلا منطقيا بالاحتكام الى التاريخ الحقيقي المتحلل من الميثولوجيا ،مشيرا الى ان رحلة بطل الرواية تعد رحلة للبحث عن الهوية الفلسطينية الضائعة في متاهات التاريخ .
وقال " ان ابو سليم اثبت انه على وعي تام بكل العناصر التي يتحدد وفقها بناء الهوية ، اذ ان الهوية ليست ذرة منفردة بسيطة منعزلة بذاتها ، ولكنها تتحدد ويتم تعريفها من خلال تعالقاتها مع الهويات الاخرى ).
ولفت الى ان ابو سليم يطرح الآخر الاسرائيلي بوصفه النقيض السياسي والحضاري والتاريخي للأنا الفلسطيني ، فهو طرح جذري بشكل مطلق ، ويستند الى المنطق الارسطي القطعي الثنائي .
من جهته قال الشاعر والروائي ابو سليم ان عنوان روايته (الحاسة صفر ) هو بمثابة سؤال يضعه امام القارىء ، اذ انها لا تحمل اجابات جاهزة ، بل تثير الاسئلة التي تعصف في ذهن القارىء.
وبين انها جريئة في تناول الموضوع ، حيث انها كسرت الكثير من التابوهات الجاهزة والرموز المكرسة التي اعتدنا عليها في الرواية الفلسطينية ، لافتا الى انها محاولة لاعادة الفلسطيني بما يحمله من اخطاء الى الواقع بكل انكساراته.
واوضح ان روايته لا تصنف على انها واقعية ، رغم تناولها الواقع الفلسطيني واستنادها على الزمان والمكان والاتكاء على التاريخ ، الا انها تعد رواية حداثية استخدمت فيها لغة شعرية .
وبين ان القضية الفلسطينية واكبها الكثير من التطورات ، الا ان الادب الفلسطيني لم يواكب هذه التطورات والتغيرات ، حيث جاءت التجارب الادبية التي تتناول القضية الفلسطينية متواضعة باستثناء بعض التجارب التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق.
بدوره قال الكاتب محمود ابوجابر ان الحاسة صفر فاقت جميع الحواس الخمس الاعتيادية لترسم من جديد معاني الجرأة في تناول المحظور واقتحامه بكل اسلحة الوعي والقدرة على الصراخ ، اذ رسمت معاني جديدة للحلم والصمود والكبرياء والمرأة والعشق والوطن .
وذكر ان مهمة الرواية جاءت لادراك تفاصيل ومشتقات الموت وملامحه وظروفه وما يحيط به بالتوازي مع ادراك تفاصيل ومشتقات الحياة .
واختتمت الامسية التي ادارها رئيس النادي عماد ابو سلمى وحضرها جمع من الكتاب والشعراء والنقاد ، بفقرة فنية تضمنت مجموعة من الاغاني الوطنية والفلكلورية اضافة الى معزوفات موسيقية لاقت استحسان الحضور .(بترا)