عن الجالية الأردنية وسوق العمل الكويتي
يمتاز سوق العمل الكويتي في استيعابه ما يقارب المليون والنصف من العمالة الموزعة على مختلف الجنسيات موزعين علي مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية والمرافق العمومية في دولة الكويت ، ومن ضمن ما يمتاز به هذا السوق انه يحتاج الى المهارات والكفاءات والمؤهلات لان حدة التنافس العالية بين الجنسيات على هذه الوظائف التي تحتاج الى الخبرة والكفاءة ، إضافة الى رغبة صاحب العمل في اختيار المناسب له ، وبطريقة او بأخرى تتدخل الجنسية في الاختيار ، حيث ان السلوك الاجتماعي والأخلاقي لأفراد اية جنسية تؤثر في سوق العمل واختيارات صاحب العمل، وما يهمنا في هذا السياق هو الجالية الأردنية المتواجدة على ارض دولة الكويت الشقيقة .
تشكل هذه القطاعات العمود الفقري في الاقتصاد الكويتي ومنها القطاع المالي والمصرفي إضافة الى قطاع الصحة العامة وجميع المرافق الحكومية الأخرى وهذه القطاعات لا زالت تحتاج الى عماله ماهره ومدربه ذات مؤهلات عالية ، لان خطط التنمية الكويتية مستمرة وبزخم كبير وسوف تحتاج الى أيدي عاملة أكثر وسوف تزداد حدة التنافس في المدى غير المنظور حالياً ، ومن هذه القطاعات المهمة قي استقطاب العمالة هو قطاع المقاولات والإنشاءات .
السلوك الجمعي وأثره على سوق العمل:
من خلال تواجدي على ارض دولة الكويت وعملي في السفارة كمستشار عمالي وتفاعلي المتواصل مع نسبة ليست بالقليلة مع افراد الجالية بشكل مستمر سواء من خلال اللقاءات المباشرة او من خلال تأسيس الجالية والتواصل عبر وسائل الاتصال المختلفة ، جعلتني اعتز وافتخر بأبنائنا هنا وهده ليست مجاملة لهم او تطيب خاطر ، وإنما هذه السيرة الطيبة والعطرة على الأعم الأغلب اسمعها من أبناء المجتمع المضيف لها حينما نتعرف عليهم ومن لنا علاقة طيبه بهم ، وكذلك لانعكاسات سلوك أبناء المجتمع الأردني داخل الأردن مع أبناء الجالية الكويتية الدارسة هناك والمصطافين ، وهذه السلوكات كلها تعكس الانطباع الجيد عن أبنائها ، إضافة الى ان الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهات الرسمية المختصة في المجال الأمني من المشاكل الاجتماعية او الشرطية او مشاكل الاتجار بالمخدرات والكحول وغيرها ، كلها تعكس هذا الانطباع العام لدى الشارع الكويتي ولدى المسؤولين وصانعي القرار ولدى صاحب العمل المستخدم لهذه العمالة على وجهه الخصوص ، وهذا ان دل على شي فإنما يدل على ان نوعية العمالة الأردنية على العموم من ذوي المؤهلات العالية التي تستطيع المنافسة في هذا السوق الجاذب للعمالة .
العامل سفير لبلده في دول الاغتراب وبالأخص في الدول العربية لأننا نتشابه في العادات والتقاليد واللغة ، وبالتالي فان هذه العمالة تعكس محتواها على هذا السوق ، والسوق بالطبع ليس جمادا هم أصحاب عمل ، وصاحب العمل يهمه الربح في المقام الأول / نعم ، ولكن يهمه الانضباط والسلوك السوي والأمانة والحرص على مصلحة العمل وحفظ أسرار صاحب العمل التي يطلع عليها ، واستجابة لهذا المتطلب الجمعي تسير السفارة ممثلة بسعادة سفيرها والجهاز الدبلوماسي والملحقين الفنيين والإداريين وافراد الجالية دون استثناء للتعبير عن مصالح العمالة الأردنية أينما وجدت والسعي لحل أية إشكالات قد تعترض طريقهم وذلك من خلال الكثير من قنوات الاتصال والتفاعل الاجتماعي سواء بالمشاركة بالمناسبات الرسمية الخاصة بدولة الكويت ، او مشاركة افراد الشعب الكويتي في مناسباته الاجتماعية كافة وأعياده الوطنية والقيام بحملات التبرع بالدم ، وهذه كلها أشارات ايجابية ترسل منكم كافراد فاعلين الى افراد المجتمع الكويتي ومسؤولي المجتمع الكويتي ، وتعكس انطباعا ايجابيا عن الأخلاق الحميدة والسلوك السوي الذي يجب ان نحرص عليه دوماً لانه انعكاس يصب في النهاية في مصلحة العمالة الأردنية في سوق العمل .
المثل الشعبي يقول ( ارسل حريص ولا توصية ) فانتم خير سفير لبلدكم في جميع قطاعات العمل التي تعملون بها ، فالمعلم على سبيل المثال لا الحصر عندما يؤدي واجبه المنوط به في غرفة الصف بكل أمانه وإخلاص وضمير حي ، فالطالب المتلقي يعكس سلوك هذا المعلم في بيته وامام أهله ويعطي انطباعاً ايجابياً للأهل عن سمعة المعلم الأردني ، وهي بالتأكيد ترفع الرأس عالياً ولكن نحرص على المزيد ، والمطلوب ان نزيد من قناعة المسؤولين في وزارة التربية الكويتية على ان المعلم الأردني يتمتع بكفاءة عالية وهذا بالنهاية ينعكس على الزيادة في اعداد المستقدمين من الأردن .
إضافة الى قطاعات العمل الأخرى وعلى سبيل المثال القطاع الصحي المتمثل في الأطباء والممرضين وحرصهم على أداء عملهم بكل أمانه وإخلاص والتزام بمواعيد العمل والانصراف والحرص على معاملة المرضى بكل إنسانية واحترام هذا له انعكاسه الايجابي لدى المسؤولين في القطاع الصحي العام والخاص ولدى الأهالي أنفسهم .
وهذا ينعكس على باقي القطاعات الأخرى المالية والمصرفية والمقاولات والإنشاءات التي لها تصيب وافر في فرص العمل التي تخلقها هذه القطاعات الحيوية والتي تشترط إضافة الى الخبرة والمؤهل عنصر الأخلاق العالية والأمانة الوظيفية التي هي والحمد لله جيدة بين أوساط افراد الجالية ، وهذا ما نسعى جميعاً لتحقيقه وتوكيده ليتم الترغيب في تقبل أبنائنا من قبلهم .
وأخيرا بجب علينا جميعا وهذه مسؤولية عامة كهيئة سفارة وأفراد جالية ان نحرص على زيادة عملية التشبيك الاجتماعي مع أوساط المجتمع الكويتي كافة ومع المنظمات المدنية والجمعيات ومع المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص ومع أصحاب القرار لان هذا له انعكاساته الايجابية في تسهيل أمور أفراد الجالية في المشاكل التي لا سمح الله قد تعترضهم في مسيرة الحياة اليومية أثناء أدائهم لأعمالهم .
أتمنى لجميع أبناء الجالية الأردنية الموفقية في أداء أعمالكم وتحقيق طموحاتكم وكل ما تصبون اليه في سبيل بناء مستقبل مشرق لكم ولأبنائكم ولتكونون عوناً لأنفسكم ولبلدكم الذي هو أمانه بين أيدكم وأيدي كل أردني شريف غيور عليه .
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم .
المستشار العمالي السفارة الاردنية / الكويت