الفيتو الروسي الصيني طعنة في ظهر الشعب السوري

تم نشره الأحد 05 شباط / فبراير 2012 11:57 مساءً
الفيتو الروسي الصيني طعنة في ظهر الشعب السوري
د. رحيّل غرايبة

- كانت روسيا والصين إلى حدٍ قريب حاضرتين في الوجدان العربي, لعلهما تكونان صديقتين للشعوب العربية المنكوبة بحكامها, والمنكوبة بالاستعمار الغربي والاحتلال الصهيوني, وكانت قوى النهوض العربي ومنها الحركة الإسلامية تبحث عن خطوط تعاون مستقبلي استراتيجي من أجل وقف الغارة الأميركية-الأوروبية الظالمة على العالم الإسلامي, ولقد نجح الإسلاميون في السودان فعلاً بإنشاء علاقة اقتصادية استثمارية مع الصين والهند وماليزيا كبديل آسيوي ناجح لدول الظلم والاستكبار الغربي الحاقد.

ولكنّ السياسة الصيّنية كانت بليدة وبطيئة في محاولة مد اليد للشعوب العربية الناهضة, وأمّا السياسة الروسية فكانت أكثر تخلفاً وغباءً, بحيث ما زالتا غير قادرتين على قراءة المستقبل العربي, وما زالتا تتعاملان بأسلوب ينتمي الى ما يسمى بعصر الحرب الباردة. وتنتميان الى سياسة ما قبل الربيع العربي, الذي بدأ بوضع ملامح مرحلة جديدة وتاريخ جديد للمنطقة والإقليم.

إنّ الفيتو الروسي الصيني المزدوج وضع نقطة سوداء, بل "لطخة" مشوهة على صفحة العلاقات العربية المستقبلية مع روسيا والصين, ووجّهت ضربة غبية مميتة لمحاولة بناء علاقة مستقبلية قويّة وفاعلة وبنّاءة على جميع المحاور والأصعدة, كانت الشعوب العربية ترنو إليها في القريب العاجل, بعد التخلص من أنظمة الاستبداد والفساد, التي رهنت نفسها للأجنبي.

الجماهير العربية كانت تعتقد أنّ الصين التي يخلو سجلّها من الاستعمار والتدخل العسكري في شؤون الغير, ربما تكون صديقاً مستقبلياً ناجحاً, وكذلك روسيا حيث كان ينظر إليها أنها نصيرة الشعوب, بينما أميركا والدول الغربية نصيرة الأنظمة, وكان ينظر الى روسيا أنها مع قوى التحرر والثورة على المستعمر, لكنها اليوم عبّرت عن موقفٍ مشين, فقد وقفت مع نظام ديكتاتوري فردي قمعي مستبد, يعلن الحرب على شعبه المستضعف الذي يطالب بالحرية ويطالب بحقه في المشاركة في نظام حكم منتخب يستمد شرعيته من الشعب السوري.

تماماً كما كانت أميركا تستخدم حق الفيتو لنصرة "إسرائيل" ضد أماني الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال, ها هي روسيا والصين اليوم تستخدمان حق الفيتو لنصرة النظام السوري الفاسد المستبد ضد أماني الشعب السوري بالحرية والاستقلال والديمقراطية والإصلاح السياسي الحقيقي.(العرب اليوم)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات